1.ليست الغاية من هذا الموضوع الدفاع عن الانظمة الشمولية والانظمة الدكتاتورية ولكن الغاية منه الوصول الى حقائق غائبة عن كثير من الناس
وارجو من القراء الكرام قراءته بهدوء وروية دون اتخاذ احكام مسبقة وبدون انفعال.

2.عندما نسأل عن مفهوم الديمقراطية يجيب اهل الموضوع بانها حكم الاغلبية اي حكم الشعب وهنا سؤال يفرض نفسه على سؤال ثاني وهو هل ان الغالبية على صواب ؟
او هل ان الغالبية على حق ؟
لو رجعنا الى ما جاء في الكتب السماوية نرى ان الاية 44 من سورة الفرقان تقول (ام تحسبُ ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا) صدق الله العظيم
اي ان الله سبحانه وتعالى يسأل نبيه ان كان يعتقد ان اكثر الناس يسمعون او يعقلون ويخبره بانهم اضل سبيلا
من الانعام والاية 103 من سورة يوسف تقول (وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) صدق الله العظيم
اي ان غالبية الناس هم ليسوا بمؤمنين ولكن قد يكونوا مسلمين
والاية 116 من سورة الانعام تقول (وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون) صدق الله العظيم
اي ان الله سبحانه وتعالى يخبر نبيه بانه اذا اطاع الغالبية في الارض يضلوه عن سبيل الله لان هؤلاء يتبعون الظن وهم يكذبون
وان الظن هو اكذب الحديث وما ينتج عنه من احكام مظللة.

3. سئل السير (ونستون تشرشل) عن النظام الديمقراطي في بلاده ومدى صلاحيته فاجاب (انه افضل الانظمة السيئة)
ولكن نحاول ان نسد الثغرات العديدة الموجودة به وبمرور الزمن يمكن ان يكون افضل والملاحظ ان بعض الطغاة جاءوا الى السلطة عن طريق النظام الانتخابي
مثل (ادولف هتلر) الذي جاء بفكرة مجنونة واقنع بها الشعب الالماني ما ادى الى حرب عالمية استمرت عدة سنوات احترق فيها الاخضر واليابس
واليوم نرى في بعض الدول النامية يظهر قادة جاءوا عن طريق الانتخابات الديمقراطية ينهجون نهجا استعماريا دكتاتوريا فيرسلون جيشوهم الى عدة بقاع من المنطقة
وبعقليات قديمة تعيد فكرة الاستعمار الذي كان موجودا قبل عام 1918.

4. هناك موضوع اسمه جماعات الضغط في دول اوربا الغربية والولايات المتحدة الامريكية وتاثير هذه الجماعات على اسس الديمقراطية في هذه البلدان
وهو ليس موضوعنا هنا وهذه الجماعات من الناحية العملية تجرد النظام الديمقراطي من فحواه وتوجه النظام الديمقراطي
عكس الوجهة المخطط لها فان تاثير جماعات الضغط على السلطة القضائية وعلى السلطة التشريعية وعلى السلطة التنفيذية كبير جدا
اما تاثير هذه الجماعات على اجهزة الاعلام فلا شك هو الاكثر تاثيرا على عقول عامة الناس هناك وفي العدد القادم احاول ان اعطي فكرة عن جماعات الضغط.

5.اما عندنا في العراق فالغالبية فرحين بهذا المولود المعاق الذي جاء به الغرب عن طريق الولايات المتحدة الامريكية
وفي ظروف احتلال عسكري مباشر والذي ادى وسيؤدي الى كارثة وطنية محققة لايعلم الا الله مداها
والمؤسف ان الغالبية العظمى من هذا الشعب يرقص طربا على كل (طبل يسمعه من قريب او بعيد)
والخوف كل الخوف ان يؤدي هذا التصرف الى فقدان (الصاية والصرماية)
بعدما تحولت الديمقراطية الى اكبر قواعد الفساد وبتفاصيله وصدق رب العالمين عندما يقول في كتابه العزيز
(كل حزب بما لديهم فرحون) صدق الله العظيم
في افضل الحالات يتوجه نصف الناخبين الى صناديق الاقتراع
اما النصف الاخر فيتخذون موقفا سلبيا ولايشاركون بالانتخابات
والذي يفوز يحصل على الاكثرية في النصف المشارك وليس اكثرية الشعب
اذاً اين هو حكم الاغلبية؟ اذا كان نصف الناخبين جالسين في بيوتهم.