واثق الجلبي
من المفارقات التي تقطع القلب وتحوله الى نرد بلا ارقام هو المشهد الكبير الذي نحن عليه الآن سفينة تمخر عباب الفتنة والتضبيب والتجييش والتحزب بلا قائد وسط امواج متلاطمة زخارة بكل اصناف وانواع
واجناس المخلوقات التي تريد اغراقها ابواق الفتنة هنا ومصطلحات الفرقة هناك علما ان المرفأ قد يكون قريبا لكن صخب الجو ورعب الاحداث لا يتيح لمعظم الراكبين من النظرة الدقيقة لمساحة وشساعة المساحة التي يجب علينا ان نجتازها وبسرعة.
السفينة الواحدة انجبت سفائن كثيرة وابحرت بناتها في الآفاق منها من نجا ومنها من هلك أما السفينة الام فلم تحط رحالها بعد. قلناها وقالها الكثيرون ان بلدنا ليس فيه سفان ماهر ولهذا حدثت هذه الاحداث بكل
مجرياتها ومظانها فالاحزاب فتت الهوية الوطنية واصدرت قرارا بموت الدفاع عن الوطن وصيرّت المواطن يندب حظه ويركض خلف لقمة عيشه يلملم بقايا سنينه حتى يلحق بركب الاحياء فلم نجد حزبا طبق شعارا
واحدا من هتافاته بل وجدنا المحاصصة والاقتسام على المغانم بلا روية وبلا هوادة فهل يصح هذا أيتها السياسة الموقرة ؟ البعض نائم في العسل ويرى الناس كالذباب ولهذا يسرع بابعادهم ولا يعلم بانه هو الذبابة وشره
مستطير بعيدا حتى وصلت رائحته الى اقاصي مدن الملح. من الطبيعي ان الامور لن تبقى على حالها وهذا ما يجعلنا نتمسك بخيط الامل الذي سيفلته العصفور يوما ما وهذا ما سيحدث فالايام دول ومفاتحا بالصبر
وتحريك الراكد والمكنون ليس الا فهذه طبيعة الامور وسنة الحياة.
الكثير يحسد دول الجوار على قادتها وكوكبة سياسييها لان ارضهم اغلى من جميع الاراضي وهذا حق مشروع اما نستحقه نحن؟ لسنا بحاجة الى افتاء في الوطنية لكن مناسيب مياهها تدنت بحيث خرجت علينا براميل النفط تتراقص في الجو معلنة بدأ حريق جديد.