صباح الشيخلي

كل دول العالم تتفاخر وتتباهى وهي تحقق إنجازات عمرانية لشعوبها، حتى صرنا نسمع بين الحين والآخر عن دولة كالإمارات أقامت أعلى ناطحة سحاب في العالم أو عن تركيا التي افتتحت مؤخراً أطول جسر معلق يربط بين ولايتي (كوجا ايلي) و(يالوفا)، الذي يعد رابع أطول جسر في العالم، وهذه مصر تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية وهي تفتتح أعرض جسر في العالم، وهو كوبري (تحيا مصر) الذي يعد أحد أكبر المشروعات

القومية المصرية، وهذه الجارة إيران تعلن على لسان رئيسها حسن روحاني تدشين أحد أضخم مشاريع الطاقة في البلاد وتحديداً في محافظة بوشهر (جنوب غرب إيران).
لكنني بصفتي عراقياً من حقي أن أسأل: ما الذي تم تحقيقه من مشاريع أو منجزات عملاقة يشار لها بالبنان وتكون مفخرة للعراق؟.. هنا أسأل أيضاً: أي مصنع ضخم أو مشروع صناعي عملاق افتتحته وزارة الصناعة

والمعادن منذ العام 2003 ولحد الآن؟ وأي مستشفى نباهي به العالم افتتحته وزارة الصحة من أجل توفير العلاج لمرضانا الذين يسافرون الى أصقاع العالم لغرض العلاج؟ وأي سد عملاق بنته وزارة الموارد المائية ونحن الدولة التي تواجه أزمة مياه حادة بسبب سياسات دول المنبع لنهري دجلة والفرات؟ وأي مشروع لتوليد أو إنتاج الطاقة الكهربائية قامت به وزارة الكهرباء لسد احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية التي نعاني منها في كل موسم صيف؟..

وأقول أيضاً: هل سمعتم عن جسر عملاق أو نفق كبير أو مجسرات حديثة تقضي على أسباب الاختناقات المرورية أو ما يتعلق بالطرق الرئيسة وصولاً إلى تخطيط الشوارع وترسيم مناطق العبور التي تتولاها أمانة بغداد؟ وهل سمعتم عن خطط قادرة على نقلنا من واقع إلى آخر؟ وهل سمعتم عن مجمعات سكنية ومدن حديثة مثلما هو حاصل في دول العالم المتمدنة تقوم بها وزارة الإعمار والإسكان؟..

ولا ننسى ذكر وزارة الزراعة التي ظلت على حالها، وأعتقد أن أحدكم لم يفرح حتى الآن من أعماقه لأنه لم يرَ منجزاً واحداً كي نصفق له بحرارة، علماً أن ميزانياتنا انفجارية ولدينا وزارات فيها أعداد غفيرة ابتداءً من الوزير

ووكيل الوزارة والمديرين العامين وصولاً إلى موظف الاستعلامات الذين يتقاضون رواتب مجزية، لكن لا أحد يسأل ماذا قدم هؤلاء للعراق أو الشعب من شيء يفخر به، وأعود لأقول إنني أتمنى من أعماقي رؤية مشروع ولو واحد كي أقوم بجلب فرقة موسيقية شعبية لتعزف (المزيقة) وتقرع الطبل حتى الصباح، وعلى حس الطبل خفن يرجلية!!