عودة تظاهرات البصرة من جديد أمر طبيعي جدا في ضوء استمرار معاناة أهلها منذ فترات طويلة وبدون حلول عاجلة وواقعية.
مشكلة البصرة مشكلة لا تقتصر عليها بل هي مشكلة بلد بأسره يعاني اهله الامرَّين في مختلف المجالات.
لو رجعنا الى العام الماضي نجد نفس المشهد يكاد يتكرر تظاهرات بدأت على نحو محدد ومسيطر عليه ثم تكون النهاية مأساوية للغاية من قتل المتظاهرين وحرق المقرات الرسمية وغير الرسمية وتنتهي القصة على هذا النحو في البصرة والمدن الاخرى التي شهدت تظاهرات مماثلة. الحكومة كعادتها مهمتها الوحيدة والمعروفة من الجميع باطلاق الوعود التي بقيت حبرا على ورق من اجل تخدير الشارع.
الكتل تتبادل الاتهامات منها من يتهم المركز بقلة التخصيصات المالية ومنها من يتهم المجالس السابقة في سوء الادارة وعدم استثمار الاموال بشكل صحيح والمركز له راي اخر في هذا الاتهام ونبقى ندور في نفس الدوامة وبدون معرفة النتيجة او الحقيقة او من فعلا المقصر الحقيقي في معالجة مشاكلها المتفاقمة؟.
التخصيصات المالية قلّت او زادت لم تحل مشكلة البصرة بين ليلة وضحاها ولا بتغيير المسؤولين بل بحاجة الى حلول شجاعة وجذرية.
خلاصة الحديث اما يكون التظاهر منسقا بتنسيق عالٍ جدا لمنع تكرر مشهد العام الماضي وبمشاركة واسعة جدا من كل الطبقات وتكون المطالبات مدورسة وتتضمن حلولا حقيقية يشرف على تنفيذها لجان مختصة من
ذوي الخبرة وبعيدا عن محاصصة الكتل لحل مشاكل البصرة او لا نتظاهر اصلا ونبحث عن طرق اخرى سلمية لانقاذ ما يمكن إنقاذه لان نتائج التظاهرات الماضية كانت سلبية للغاية ولم تحقق لنا غير فقد الاحبة الاعزاء.
ماهر ضياء محيي الدين