مسؤولية التربية
بلاء الغفلة [IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image001.png[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] إن قسما كبيرا من الإبتلاءات التي يواجهها المرء تعود في أسبابها الى عاملي الجهل والغفلة . فرغم أن الجهل يعد بلاء كبيرا الا أن البعض قد يكون معذورا بهذا الشأن ، غير أن هذا العذر يكاد يكون غير مقبول فيما يخص الغفلة التي تتولد عنها أخطاء أكبر في بعض الموارد.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] أجل ، نحن نعترف بأن أغلب أولياء الأمور ، خصوصا في بلدان العالم الثالث ومنها بلادنا ، لا يعرفون شيئا عن الحالات النفسية الخاصة بمراحل نمو أبنائهم ، وبالتالي فإنهم لا يستطيعون التعامل معهم كما ينبغي أو كما تتطلبه الحالة، فضلا عن مساهمتهم في مضاعفة تعقيدات بعض المسائل في أحايين كثيرة.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] لكن المشكلة الأهم هي إغفالهم للأشياء التي يعونها . فعلى سبيل المثال ، إن أولياء الأمور جميعا يدركون ضرر البيئات الإجتماعية المنحرفة ، ويعرفون جيدا إن هناك أشخاصا فاسدين ومفسدين ، في جميع المجتمعات ، يتعرضون الى أعراض الآخرين ، ومع ذلك يمرون على هذه المسالة مرا عابرا غافلين عن أن الخطر يكمن على بعد أمتار من بناتهم.
تجاهل الأبناء [IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image001.png[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] المسالة المهمة الأخرى هي أن بعض الأبناء يتم تجاهلهم من قبل أسرهم ولا يولون الإهتمام كما يجب ويفترض . فالبعض يهتم بجمع الأموال وبأثاث البيت وديكوراته أكثر من إهتمامه بأبنائه . ومع أن الأموال وزخارف الدنيا هي وسائل ينبغي إستخدامها في سبيل نمو وتقدم الإنسان ، الا أنها أصبحت هدفا بحد
ذاتها لدى هؤلاء وأهم من الأبناء ومن الإعتناء بتربيتهم.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] قد يكون هناك إهتمام بالأبناء لدى هذا البعض ، لكنه إهتمام بتوفير المأكل والملبس فقط ، وليس بالبعد العاطفي والنفسي ، إن إزالة الغبار عن أثاث البيت وتنظيف زجاجات الأبواب والنوافذ وما الى ذلك هي من الأعمال اليومية المعتادة لدى الأمهات والآباء غير أن إزالة الغبار عن قلوب أبنائهم والإعتناء بهم تربويا لا وجود لها في جدول أعمالهم.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ومن المناسب أن نضيف هنا أن الأبناء يتم تجاهلهم وعدم الإهتمام بهم داخل الأسرة أحيانا بسبب جنسيتهم ، أو قبح اشكالهم ، أو لنقص عضوي فيهم .وأن العلاقة التي تربط أولياء الأمور بهم لا تتجاوز حدود توفير الطعام واللباس دون أن يلتفت هؤلاء مثلا الى إن إنجاب الذكور أو الإناث هو أمر خارج عن إرادة الزوجين ، وقدر الهي مقدر.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله : يقول الله تعالى :«من لم يرض بقضائي ولا يؤمن بقدري ، فليبحث له عن اله غيري».(1)
ضرورة الإهتمام بهم [IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image001.png[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] يمكن تناول أمر الإهتمام بهذا الجيل ضرورة والإعتناء بتربيته من جهات عديدة منها:
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] 1 ـ من ناحية وجوب تربة الأبناء كحق مسلم لهم عند الأبوين كما يفرضه الشرع والأخلاق.(2)
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] 2 ـ من ناحية كون الأبوين مسلمين ويجب عليهما القيام بدورهما مع
(1) بحار الأنوار باب التوكل والتفويض.
(2) رسالة الحقوق ، الإمام السجاد عليه السلام.
أبنائهما من خلال أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.(1)
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] 3 ـ من ناحية كون الإساءة أو الإحسان في المجتمع تترك آثارها على حياة أعضاء المجتمع الآخرين أيضا ، وبحكم إذا ما أثيرت فتنة في المجتمع أو ثقبت سفينة في البحر ، لا يسلم الآخرون من عواقبها أيضا.(2)
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] 4 ـ من ناحية وجوب تلبية دعوة الإسلام ووصايا الأئمة التي تقول : عليكم بالأحداث فإنهم أسرع الى كل خير.(3)
من المسؤول ؟ [IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image001.png[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] الجميع مسؤولون في أمر هداية وإرشاد الجيل الحدث في المجتمع ، خصوصا فئة الأناث اللاتي هم أمهات الغد ومربيات الرجال والنساء في المستقبل من حياة المجتمع . وبالأصل أن الناس ـ بحسب الرؤية الإسلامية ـ أمانات بأيدي بعضهم ... فالولد أمانة الله بيد الوالدين(4)، والزوجة أمانة بيد الزوج(5)و ...
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] وهكذا لا يحق لأحد تجاهل أمر تربية الأبناء حتى وإن كانوا أبناء الغير فإذا ما تعرض أحدهم الى خطر أو مفسدة ما فإن الواجب يحتم على الجميع المبادرة الى حمايته ، وتقديم العون له ، ودفع الشرور والآثام عنه ، وتوجيهه الى سبل الخير والرشاد.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] إن الأبوان مسؤولان عن تربية أبنائهما بالدرجة الأولى بحكم ولايتهما
(1) سورة ال عمران : 110 .
(2) إشارة الى قصة من ديوان المثنويات لمولوي (فارسي).
(3) غرر الحكم ، علي عليه السلام.
(4) وإنك مسؤول عما وليته ، مكارم الأخلاق ، ص 232.
(5) إشارة الى دعاء الزفاف : اللهم إني بأمانك أخذتها.
عليهم ، وبالدرجة الثانية عامة الناس في مختلف المواقع والأوساط الإجتماعية والمؤسسات الحكومية ... على الجميع أن يعطف إهتمامه نحو تهذيب وإرشاد هذا الجيل بشكل خاص.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] فعند القيام بالواجبات الملقاة على عاتق الجميع تجاه هذا الجيل ، ينبغي تمثل الأجواء التي تعيش فيها الفتيات المراهقات ومحاولة التأثير الإيجابي فيها.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] 1 ـ إن قسما من الإهتمامات يجب أن ينعطف نحو الحياة الفردية لهن ويمكن في هذا المجال السعي الى :
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ التربية والنمو البدني ، إيجاد المهارة في الأعضاء ، والمقاومة في الجسم ، والتوازن الغريزي ، والسلامة الصحية.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ التهذيب الذهني ، التوجيه الفكري ، البناء العقلي ، وتنمية الذكاء ، والحافظة ، والخيال ، والتركيز.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ التهذيب الأخلاقي ، ضبط وترشيد الهياج العاطفي، وتوجيهه الوجهة الصحيحة بوضعه في سبيل الحب والبغض في الله.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] 2 ـ وقسم من الإهتمامات يجب أن ينصب على الجوانب الإجتماعية ومنها :
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ تنمية الإهتمامات الإجتماعية ، الصداقات البريئة ، التمييز بين الصديق والعدو ، الخلق الحسن ، الجرأة والشهامة ، حب الخير للآخرين ، إجتناب المعاصي والمحرمات ، التوازن في السلوك ، التواضع في المشي ، و ...
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] 3 ـ وقسم آخر من الإهتمامات ، يجب تركيزه على :
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى بإعتبارها علاقة مالك ومملوك ورب عليم بما يضر عباده أو ينفعهم ، رؤوف عليهم رحيم.
فهم المراهقة [IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image001.png[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] إن أول ما ينبغي إدراكه عند تربية الفتيات المراهقات هو فهم هذه الفئة وما يدور في عالمها من هواجس ومشاعر ورغبات مختلفة ، وذلك من أجل التعامل مع كل موقف أو حالة بما يناسبه أو يناسبها.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] لقد قسم العلماء أعضاء هذه الفئة السنية الى مجموعات مختلفة وعديدة ومنهم أشبرانجر الذي قسمهم الى ثمان مجاميع(1) هي:
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة تهتم بالقوة العضلية وبالطبيعة ، ويمكن تشخيصها من خلال سعيها لإمتلاك القوة وتعزيزها والبحث عن السلامة والصحة في الحياة.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة نشطة ، تعشق الجمال ، ويشترك أغلب المراهقين في هذه الخصوصية.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة يغلب عليها التفكير والتردد الذهني وتنظر الى العالم نظرة إستفهامية . ولا نعدم وجود مثل هكذا أشخاص في أوساط المراهقين والمراهقات.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة نشطة ، ينصب إهتمامها في الغالب على التطور وتحقيق مزيد من النجاحات في الحياة.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة تحب المغامرات والشهرة ، وتنزع نحو التسلط على الآخرين .
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة تميل الى الحياة الإجتماعية والى الإيثار والالفة والإنسجام في علاقاتها مع الآخرين . إن هذه الفئة نادرة في الأوساط المراهقة.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة خلوقة وغضوبة في الوقت ذاته ، وتمتاز بحساسية مفرطة تجاه القضايا الأخلاقية ، وقد تثور بشدة عند رؤية أدنى تجاوز لحدود الخلق الملتزم.
(1) النظريات الأساسية حول المراهقة ، ص 118 .
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image003.png[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ــ مجموعة المتدينين التي نلاحظ نماذج منها في أوساط المراهقين بأشكال وهيئات مختلفة.
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] فمن خلال التقسيمات المارة ، يمكن تشخيص أمزجة الأفراد في هذه المرحلة السنية ، والتعامل مع تصرفاتها وسلوكياتها وإبداء ردود الفعل تجاهها بما يناسبها.
التواصل مع مستجدات التربية [IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image001.png[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ينبغي تذكير أولياء الأمور والمربين بنكتة هامة هنا وهي ضرورة التواصل مع الأساليب المستجدة في التربية وعدم الإكتفاء بطرق وأساليب المعالجة القديمة التي قد تكون غير ناجحة في بعض الحالات والمراحل ، لأن الشخصية بحسب رأي موريس دبس وملاحظات علماء التربية ، تمر بأدوار مختلفة ومتغيرة في مرحلة البلوغ ، وتصدر منها افعال وتصرفات غريبة أحيانا(1).
[IMG]file:///C:\Users\v\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip _image002.png[/IMG] ففي العمل مع الفتيات في هذه المرحلة السنية ، نعتقد أن من الضروري للأم ، أو التي تنشط في الحقل التعليمي النسوي ، أن تختلي بنفسها بين فترة وأخرى ، وتستحضر مختلف الحالات التي كانت قد مرت بها وهي في مثل هذه السن ، وذلك من أجل أن تكون في صورة الأجواء النفسية التي تعيشها هذه الفئة ولتتحرك في معالجتها إنطلاقا منها.
) البلوغ لموريس دبس ، ص 73.