الدرس الرابع عشر: أحكام الراء
أهداف الدرس
على الطالب في نهاية هذا الدرس أن:
1- يبيّن الفرق بين حالتي الاستعلاء والاستفال.
2- يميّز حالات التفخيم والترقيق في حرف الراء ومواضعهما.
3- يحدّد مواضع جواز التفخيم والترقيق في حرف الراء.أحوال حروف الاستعلاء والاستفال
145
قبل الشّروع في بيان أحوال الرّاء سنذكر قاعدتين مهمّتين هما:
حروف الاستعلاء كلها مفخّمة أينما وقعت وخاصّة حروف الإطباق، فهي أكثرها تفخيماً.
حروف الاستفال كلّها مرقّقة أينما وقعت، ما عدا الألف فإنّها تابعة للحرف الذي قبلها والرّاء فإنّ لها أحوالاً وأحكاماً سنبيّنها فيما يأتي مع الاحتراز أن للرّاء صفة التكرير يجب الاجتناب عنها وهي صفة لازمة للحرف لغلظه، وعلى كل حال فللرّاء ثلاث أحوال هي: التفخيم، الترقيق، جواز الوجهين.
التّفخيم
أ- تفخّم الرّاء في حالة الوصل في ستّة مواضع هي:
1- إذا كانت مفتوحة، نحو: ﴿الرَّشَادِ﴾1, ﴿الرَّحْمَةِ﴾2, ﴿سِرَاجًا﴾3, ﴿حَذَرَ الْمَوْتِ﴾4.2- إذا كانت مضمومة، نحو: ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا﴾5, ﴿الَّذِينَ صَبَرُواْ﴾6...
147
3- إذا كانت ساكنة بعد فتح، نحو: ﴿بِالْمَرْحَمَةِ﴾7, ﴿عَرْشَ﴾8, ﴿قَرْيَةٍ﴾9,﴿ يَرْجِعُونَ﴾10.
4- إذا كانت ساكنة بعد ضم، نحو: ﴿غُرْفَةً﴾11, ﴿مُرْدِفِينَ﴾12, ﴿مُرْسِلِينَ﴾13, ﴿مُرْضِعَةٍ﴾14.
5- إذا كانت ساكنة بعد كسر غير أصلي، نحو: ﴿أَمِ ارْتَابُوا﴾15, ﴿لِمَنِ ارْتَضَى﴾16.
6- إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وأتى بعدها حرف استعلاء، نحو: ﴿مِرْصَادًا﴾17، ﴿قِرْطَاسٍ﴾18، ﴿فِرْقَة﴾19.
ب- تفخّم الرّاء في حالة الوقف في خمسة مواضع هي:
1- إذا كان مفتوحاً ما قبلها، نحو: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾20.
2- إذا كان مضموماً ما قبلها، نحو: ﴿وَنُذُرِ﴾21.3- إذا وقعت بعد ألف ساكنة، نحو: ﴿غَفَّارًا﴾22.
148
4- إذا وقعت بعد واو ساكنة، نحو: ﴿غَفُورٌ﴾23.
5- إذا كانت ساكنة بعد حرف ساكن غير الياء وكان قبل السّاكن فتح أو ضم، نحو: ﴿الْقَدْرِ﴾24, ﴿الْأُمُورُ﴾25, ﴿يُسْرًا﴾26, ﴿النَّصْرُ﴾27.
التّرقيق
1- إذا كانت مكسورة مطلقاً سواء في الاسم أو الفعل وفي أول الكلمة أو وسطها أو آخرها، نحو: ﴿رِزْقاً﴾28، ﴿رِجَالٌ﴾29، ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾30، ﴿وَمَن يُرِدْ﴾31.
2- إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وليس بعدها حرف استعلاء، نحو: ﴿شِرْعَةً﴾32، ﴿الْفِرْدَوْسَ﴾33، ﴿أَنذَرَهُم﴾34، ﴿مِرْيَةٍ﴾35، ﴿فِرْعَوْنَ﴾36.
3- إذا سكَنتِ الرَّاءُ وسُبقتْ بياء لينٍ، نحو: ﴿خَيْرُ﴾37, ﴿لاَّ خَيْرَ﴾38.4- إذا وقعت بعد ساكن غير مستعلٍ وقبله مكسور، نحو: ﴿السِّحْرَ﴾39، ﴿الذِّكْرَ﴾40، ﴿الشِّعْرَ﴾41، ﴿قَدِيرٌ﴾42، ﴿خَبِيرٌ﴾43.
149
جواز التّفخيم والتّرقيق
ينحصر جواز التّفخيم والتّرقيق فيما يلي:
1- إذا كانت الرّاء ساكنة وما قبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور وذلك حالة الوصل أو الوقف نحو: ﴿كُلُّ فِرْقٍ﴾44، ولكن التّرقيق أولى. أما عند الوقف عليها بالسكون، ففي الراء التفخيم لا غير لزوال موجب الترقيق وهو كسر حرف الاستعلاء (القاف).
2- إذا سكّنت في آخر الكلمة وكان ما قبلها حرف استعلاء ساكن بعد حرف مكسور، وذلك عند الوقف بالسكون على: ﴿مِصْرَ ﴾45، ﴿الْقِطْرِ﴾46 واختار ابن الجَزَريِّ التفخيم في: ﴿مِصْرَ﴾ والترقيق في ﴿الْقِطْرِ﴾ مراعاة للوصل.
- أمّا في حالة الوصل فإنَّ الراء مفخمةٌ في ﴿مِصْرَ﴾ لأنها مفتوحة. ومرققةٌ في: ﴿الْقِطْرِ﴾ لأنها مكسورة.
150
أسـئلـة الـدرس
1- متى ترقّق الرّاء؟ مع أمثلة توضيحية.
2- متى تفخّم الرّاء؟ مع أمثلة توضيحية.
3- متى يجوز في الرّاء الوجهان (التفخيم والترقيق)؟ مع أمثلة توضيحية؟
4- ما حكم الرّاء إذا وقفنا عليها في أواخر الكلمات التالية: ﴿وَأَنذِرِ النَّاسَ﴾47، ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ﴾48، ﴿فَكَبِّرْ﴾49 ﴿يَوْمٌ عَسِيرٌ﴾50، ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾51، ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾52، ﴿ قُمْ فَأَنذِرْ ﴾53، ﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾54.
5- ما حكم الراء في ما يلي:
﴿ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ﴾55، ﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ﴾56، ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ﴾57، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا ﴾58، ﴿أَسَاوِرَ﴾59، ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا﴾60، ﴿نَاصِرٍ﴾61، ﴿نَصْرُ اللَّهِ ﴾62، ﴿أَمْرِنَا﴾63، ﴿الْكَافِرُونَ﴾64، ﴿كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾65، ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا﴾66، ﴿حِجْرٌ﴾67، ﴿بِالنُّذُرِ﴾68، ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾69، ﴿امْرِئٍ﴾70، ﴿قَدِيرٌ﴾71، ﴿فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾72.
6- اقرأ سورة المدّثر واستخرج منها أحكام الرّاء وقفاً ووصلاً؟.
تمارين
اقرأ النص القرآني من سورة القمر المباركة مستخرجاً كلّ أحكام الراء من حيث التفخيم والترقيق وجواز الوجهين.
﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ * مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ * كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ *وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾73.
للمطالعة
ما معنى هجر القرآن74
حينما يكون الإسلام موجوداً في المجتمع على شكل عقائد وأعمال فردية من دون أن تكون هناك حكومة للدين، فإن القرآن والإسلام يصبحان مهجورين في ذلك المجتمع.
فما معنى قول الله (عزّ وجلّ) في القرآن الكريم في سورة الفرقان: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾75.
يعني أنّ القرآن موجود بين ظهرانيهم لكنّه مهجور وبعيد عن ساحة الحياة. فماذا يعني هذا؟ إنّ هذا يعني أن القرآن يُتلى من قبل أفراد المجتمع، ويحترم في الظاهر، ولكن لا يُؤخذ بأحكامه وقوانينه. فبحجة فصل الدّين عن السياسة سُلب من القرآن الكريم حقّه في حكم المجتمع.
فمعنى هجر القرآن يعني أن يبقى للقرآن اسم ولكن لا تكون له أية سلطة في المجتمع. وعلى هذا فإنّ أية بقعة من العالم الإسلامي لا تكون فيها الحكومة للقرآن تعتبر مصداقاً لشكوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾76.
أمّا في الجمهورية الإسلامية فلا أثر لهذا الهجران. فالقرآن أصبح هو المحور للقوانين العامّة في المجتمع، يعني أن كل ما يرتبط بإدارة شؤون المجتمع يؤخذ من القرآن رسمياً ولا اسمياً. فجميع القوانين تستمد من القرآن الكريم، وكل ما يعارض القرآن يتمّ نبذه وإبعاده، وحتّى السلطة السياسية فإنّها تستمد مقوماتها من المعايير القرآنية.
إنّ التمسّك بالإسلام والعمل بأحكام القرآن هو السرّ في بقاء واقتدار النظام الإسلامي.