الدرس الثالث عشر: مدود متفرِّقة
أهداف الدرس
على الطالب في نهاية هذا الدرس أن:
1- يتعرّف إلى مد العوض وأحكامه.
2- يتعرّف إلى مد التمكين وأحكامه ويطبقه.
3- يميّز مد الفرق وأحكامه.

135
مد العوض
مد العوض هو التعويض عن تنوين النصب حالةَ الوقف بألفٍ تُمَدُّ بمقدار حركتين ويُلحقُ بالطبيعي، نحو:
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾1.
﴿فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا﴾2.
﴿وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾3.
مد الفرق
مد الفرق (وهو من ألقاب المد) وأصله مد لازم كلمي مُثقَّل، وهو ما جاء فيه المد للتفريق بين الخبر والاستفهام ولولا المد لتوهّم أنه خبر. وقد ورد في أربعة مواضع من القرآن الكريم:

- في سورة الأنعام في موضعين: ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ﴾4.

- في سورة يونس: ﴿قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ﴾5.

- في سورة النّمل: ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾6.

137
عندما تدخل همزة الاستفهام على اسم معرّف بـ " أل" التعريف تبدل ألف "أل" التعريف ألفاً مدّية، أي إذا سبقت همزة الاستفهام همزة الوصل المفتوحة لم تحذف همزة الوصل بل تقلب ألفاً، وسمي مد فرق لأنّه يفرق بين الاستفهام والخبر، ولولا المدّ لتوهّم أنّ الهمزة فيه خبريّة غير أنها للاستفهام، ومقدار مده ست حركات، نحو:

﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ﴾7، أصلها: قل أَأَلذّكرين.
مد التّمكين
مد التّمكين (وهو من ألقاب المد) وأصله مد طبيعي، هو ما اجتمع فيه ياءان في الكلمة، الأُولى مُشدَّدة مكسورة والثانية ساكنة، نحو: ﴿حُيِّيْتُم﴾8، ﴿النَّبِيِّينَ﴾9. ويمد كالمد الطبيعي مقدار حركتين.

138
أسـئلـة الـدرس
1- عرّف كلاً من: مد الفرق - مدّ التّمكين - مدّ العوض.

2- اقرأ سورة القدر ثم استخرج منها أحكام المدّ المتعلّق بالهمز.

3- اقرأ سورة الضّحى ثم استخرج منها كافّة أنواع المدود.

4- كم مدّاً عارضاً للسكون في سورة المرسلات؟
تمارين
بيّن أنواع المد ومقاديرها في الأمثلة القرآنية التالية:
﴿طه * مَا أَنزَلْنَا﴾10، ﴿يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ﴾11، ﴿أَتُحَاجُّونِّي﴾12، ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾13، ﴿كهيعص﴾14، ﴿وَلَهُ أَخٌ﴾15، ﴿فِيهِ مُهَانًا﴾16، ﴿فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ﴾17، ﴿الأُمِّيِّينَ﴾18، ﴿رَبَّانِيِّينَ﴾19، ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾20، ﴿عِلْمًا﴾21، ﴿الضَّالِّينَ﴾22، ﴿وَلَدًا﴾23، ﴿الم﴾24.
للمطالعة
القرّاء السبعة25
اشتهر سبعة من القرّاء لكل واحد من هؤلاء السبعة راويان من بين الرواة، والقرّاء السبعة مع الراويين عنهم هذه أسماؤهم:
1- ابن كثير مكي26 والراوي عنه قنبل وبزي يرويان عنه بواسطة واحدة.

2- نافع مدني27، والراوي عنه قالون وورش.

3- عاصم كوفي28، والراوي عنه أبو بكر شعبة بن العياش وحفص، والقرآن الموجود عند المسلمين اليوم هو بقراءة عاصم هذا برواية حفص.

4- حمزة كوفي29، والراوي عنه دوري وأبو الحارث.

5- الكسائي كوفي30، والراوي عنه خلف وخلاد يرويان عنه بواسطة.

6- أبو عمرو بن العلاء بصري31، والراوي عنه دوري وسوسي يرويان عنه بواسطة.

7- ابن عامر32، والراوي عنه هشام33 وابن ذكوان يرويان عنه بواسطة.

ويتلو القراءات السبع في الشهرة القراءات الثلاث المروية عن أبي حمزة ويعقوب وخلف34.

وهناك قراءات أخرى غير مشهورة، كالقراءات المذكورة عن بعض الصحابة والقراءات الشاذة التي لم يعمل بها، وقراءات متفرقة توجد في أحاديث مروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، إلّا أنّهم أمروا أصحابهم بإتباع القراءات المشهورة.

ويعتقد جمهور علماء السنة بتواتر القراءات السبع، حتى فسّر بعضهم الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف"35، بالقراءات السبع، وقد مال إلى هذا القول بعض علماء الشيعة أيضاً، ولكن صرَّح بعض العلماء بأن هذه القراءات مشهورة وليست بمتواترة.

قال الزركشي في البرهان: والتحقيق أنّها متواترة عن الأئمة السبعة، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ففيه نظر فإنّ إسنادهم بهذه القراءات السبع الموجودة في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد36.
هوامش
1- سورة مريم، الآية: 88.

2- سورة مريم، الآية: 26.

3- سورة مريم، الآيتان: 28.

4- سورة الأنعام، الآيتان: 143 و 144.

5- سورة يونس، الآية: 59.

6- سورة النمل، الآية: 59.

7- سورة الأنعام، الآية: 143.

8- سورة النساء، الآية: 86.

9- سورة البقرة، الآية: 61.

10- سورة طه، الآيتان: 1 و 2.

11- سورة هود، الآية: 44.

12- سورة الأنعام، الآية: 80.

13- سورة الرحمن، الآية: 64.

14- سورة مريم، الآية: 1.

15- سورة النساء، الآية: 12.

16- سورة الفرقان، الآية: 69.

17- سورة عبس، الآية: 33.

18- سورة آل عمران، الآية: 75.

19- سورة آل عمران، الآية: 79.

20- سورة النمل، الآية: 59.

21- سورة الكهف، الآية: 65.

22- سورة الفاتحة، الآية: 7.

23- سورة البقرة، الآية: 116.

24- سورة الروم، الآية: 1.

25- عن كتاب القرآن في الإسلام لأية الله السيد محمد حسين الطباطبائي قدس سره، ص 142.

26- عبد الله بن كثير المكي، أخذ القراءة من عبد الله بن الصائب الصحابي ومجاهد عن ابن عباس عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، توفي في مكة سنة 120هـ.

27- نافع بن عبد الرحمن بن نعيم الأصفهاني المدني، أخذ القراءة عن زيد ابن القعقاع القاري وأبي ميمونة مولى أم سلمة، توفي في المدينة سنة 159 أو 169هـ.

28- عاصم بن أبي النجود، كوفي مولى بني حذيفة، أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين عليعليه السلام، وعن سعد بن أياس الشيباني ورز بن حبيش، توفي في الكوفة سنة 127 - 129هـ.

29- حمزة بن حبيب الزيات التميمي، كوفي فقيه قارئ، أخذ القراءة عن عاصم وأعمش والسبيعي ومنصور بن المعتمر، وأخذ أيضاً عن الإمام السادس الإمام الصادقعليه السلام وكان من أصحابه، وله تآليف كثيرة وهو أوّل من ألّف في متشابهات القرآن، توفي سنة 156هـ.

30- علي بن حمزة بن عبد الله بن فيروز الفارسي، كوفي بغدادي من أئمة النحو والقراءة، أستاذ الأمين والمأمون ومؤدبّهما، أخذ النحو عن يونس النحوي وخليل بن أحمد الفراهيدي، وأخذ القراءة عن حمزة وشعبة بن عياش توفي سنة 179 - 193 قرب الري عندما كان بصحبة هارون في سفره إلى طوس.

31- أبو عمرو زيان - بفتح الزاي وتشديد الباء - بن العلاء البصري البغدادي، من مشاهير علماء الأدب وأساتذة القراءة، أخذ القراءة من التابعين في الكوفة سنة 154 - 159.

32- عبد الله بن عامر الشافعي الدمشقي، أخذ القراءة عن أبي الدرداء الصحابي وأصحاب عثمان، توفي في دمشق سنة 118هـ.

33- اختلفوا في الرواة عن القراء السبعة، والذي ذكرناه هنا مطابق لما ذكره السيوطي في كتابه "الإتقان" - فلاحظ.

34- أبو جعفر يزيد بن القعقاع، مدني مولى أم سلمة، يروي قراءته عن عبد الله بن عيشا المخزومي وابن عباس وأبي هريرة عن النبي، توفي في المدينة سنة 128 - 133هـ. يعقوب بن إسحاق البصري الحضرمي، من أئمة الفقه والأدب، يروي قراءته عن سلام بن سليمان عن عاصم عن السلمى عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، توفي سنة 205هـ. خلف بن هشام البزاز، من أئمة القراءة، وهو أيضاً راوي قراءة حمزة، أخذ القراءة عن مالك بن أنس وحماد بن زيد، وأخذ عنه أبو عوانة، توفي سنة 229 هـ.

35- بحار الأنوار مجلد القرآن، والصافي في مقدماته، وقد روى في الإتقان 1/47 هذا الحديث عن واحد وعشرين صحابياً، وقد ادعى بعض تواتر هذا الحديث أيضاً.

36- الإتقان1، 82.