السؤال: أمر النبي (صلى الله عليه وآله) لوحشي بتغيب وجهه دون هند
هل صحيح مايشاع عن النبي ص بانه قال لوحشي قاتل حمزة حين اسلم غيب وجهك عني؟
فلماذا قال النبي له ذلك ولم يقل ذلك للقاتلة الحقيقية هند اكلة الاكباد لعنها الله والتي امرت وحشي وهو مجرد عبد عندها؟
والقران الكريم يقول وانك لعلى خلق عظيم ويقول ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
ارجو التوضيح
الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) - السيد جعفر مرتضى - ج 6 - ص 165 - 166 قال :(ان موقف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من وحشي، وقوله له : غيب وجهك عني، ان دل علي شئ، فإنما يدل على أن وحشياً لم يكن مسلما حقا، إذ لا يمكن أن يقول النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك لمسلم مؤمن، بسبب ما كان قد ارتكبه حين كفره، فان الإسلام يجبّ ما قبله. وعليه فان التشهد بالشهادتين، وان حقن دم وحشي، الا أنه إنما أسلم حينما رأى البأس، بعد أن أهدر النبي (صلى الله عليه وآله) دمه.
فإسلامه وإيمانه لا ينفعه، لأنه في الحقيقة لم يكن مستندا إلى الاختيار، ولا إلى القناعة الوجدانية والعقلية بهذا الدين. وأعتقد : أنه لولا شبهة : أن النبي (صلى الله عليه وآله) انما قتل مسلما، لكان للنبي (صلى الله عليه وآله) أن يقتله. وان أعماله الشنيعة والقبيحة، وسيرته الخبيثة بعد ذلك لتدل دلالة واضحة على أنه لم يسلم، وانما استسلم، تماما كما كان الحال بالنسبة لطلقاء مكة، أبي سفيان وأصحابه).
أما هند وإن كان حالها حال وحشي الإ انها لم تكن لتلتقي بالنبي ويراها بقدر ما يرى الرجال فلعله لذلك لم يقل بحقّها شيئاً ثم إنها تابعة لأبي سفيان، فلا يمكن طردها الإّ بطرد أبي سفيان أيضاً ولعلّ الظروف لا تسمح للنبي أن يطرد أبا سفيان الذي كان بالأمس سيد قريش.