الحرية بين منطومتي القيم الدينية والمادية
الشيخ محمد زراقط

تمهيد:

جرت العادة على البدء بتعريف المفاهيم قبل الخوض في اقتراح المواقف ومناقشتها وتبنّيها. وأسمح لنفسي بالسير على الخط نفسه، مع قناعتي المسبقة بأنّ التعريف في كثير من الأحيان ليس سوى محاولة تكشف عن رؤية المعرِّف إلى الشيء المعرَّف، من زاوية خاصة هي الزاوية التي يقف فيها الدارس وينظر إلى الظاهرة من خلالها، فإنّ بعض الظواهر المادية قد تتباين الرؤى حولها وتختلف إلى حدود يصعب ردم الهوة الفاصلة بين الرؤيتين أو الرؤى المتعددة المطروحة حولها. فالصور التي تؤخذ بالرنين المغناطيسي لا تعني لمن لا يعرف فكّ رموزها سوى شرائح من البلاستيك موشّحة بالسواد والبياض، بخلاف تقني الأشعة الذي أخذ هذه الصور والطبيب الذي يتعامل معها ويحلّلها. ويزداد الأمر تعقيداً عندما يكون المفهوم المراد تعريفه ذهنياً مرتبطاً بالنفس الإنسانيّة وتصوّراتها. وعلى أيّ حال ورغم هذا المطلع الداعي إلى اليأس، إلا أنّ نقطة ضوء تشرق من آخر النفق تدعوني إلى

135
الإحساس بجدوى بذل الجهد في التعريف، وهي أنّ التعريف إن لم يوضح حقيقة الظواهر والمفاهيم بحسب ما هي عليه في علم الله، فإنّه على الأقلّ يساعد على توضيح الصورة التي يحملها فرد أو جماعة حول فكرة من الأفكار أو موضوع من الموضوعات ويطلقون عليها أحكامهم. وما نحن بصدد تعريفه مفهومان هما: الحرية والقيم، والدين. أمّا البحث عن تعريف الحرية والقيم فسببه واضح، وأمّا البحث عن تعريف الدين في مثل هذه المداخلة فداعيه هو السؤال الآتي: هل من حقّ الدين ومن صلاحيّاته أن يكون مرجعاً لبيان القيم، أم أنّ القيم لها مرجعيّة أخرى تقع خارج جغرافيا الدين ودائرة عمله؟ ويختلف الجواب عن هذا السؤال باختلاف النظرة إلى الدين، والاختلاف في تعريفه.

تعريف الحرية:

يبدو أنّ التعريف المتداول في الفقه الإسلامي بعيد إلى حدّ كبير عن المفهوم المتداول في الأدبيات السياسيّة المعاصرة، فالحريّة في التراث الفقهيّ الإسلاميّ هي المعنى المقابل للعبوديّة، وهذا المعنى يمكن الوصول إليه بيسر وسهولة رغم التقسيمات التي ذُكِرت للعبيد ورغم الاختلاف بين هذه الأقسام في الأحكام. فيمكن تحديد الحرّ بأنّه الإنسان غير المملوك لإنسان آخر. هذا ولكن الحريّة المبحوث عنها في الفكر المعاصر تتضمّن دلالات لا يحقّقها ما يدعو إليه الإسلام من تحريرٍ للعبيد في التشريعات الفقهيّة الإسلاميّة بل الحريّة المرادة هي حرّية

136
الأحرار وليست حرّية العبيد. ومن هنا، لا بد من البحث عن مفهوم آخر يمكن أن يدخل في محل بحثنا، فهل يمكن العثور على الحرية بمعناها المعاصر في ثنايا التشريعات والمواقف الإسلاميّة في العلوم المختلفة؟

وهذا ما يدعونا إلى التساؤل عن المعنى المراد بالحريّة في الفكر المعاصر وبخاصة الغربي منه لنرى مدى ضمان الفكر والثقافة الإسلاميين له. وهنا تظهر الإشكاليّة الأبرز, حيث يرى بعض الكتاب أنّ الحريّة مفهوم بسيط لا يحتاج إلى تعريف، فهذا المفهوم يعني، ببساطة، قدرة الإنسان على فعل ما يريد، ويرى آخرون أنّه مفهوم معقّد لا يمكن القبض على تعريفه بسهولة ويسر، ومن هؤلاء الشيخ محمد رضا المظفّر الذي يقول: "...قد يتبع الجدليون والساسة عن عمد وحيلة ألفاظاً خلابة غير محدودة المعنى بحدود واضحة، يستغلّون جمالها وإبهامها للتأثير على الجمهور، وليتركوا كلّ واحد يفكر فيها بما شاءت له خواطره الخاطئة أو الصحيحة، فيبقى معنى الكلمة بين أفكار الناس كالبحر المضطرب، ولهذا تأثير سحري عجيب في الأفكار. ومن هذه الألفاظ كلمة الحرية التي أخذت مفعولها من الثورة الفرنسيّة، وأحداث الانقلابات الجبارة في الدولة العثمانية والفارسية، والتأثير كله لإجمالها وجمالها السطحي الفاتن، وإلا فلا يستطيع العلم أن يحدّها بحدٍّ معقول يتفق عليه"1.

137
ويقول آخر: "على الرغم من أنّ الحرية قيمة من القيم القليلة التي أجمعت البشرية على الإيمان بها، إلا أنّ المشكلة الكبرى هي في الوصول إلى التعريف بالحرية إلى معنى واحد متفق عليه"2.

ومن خارج المجال الإسلامي يمكن أن نشير إلى تعريفين للحرية يساهمان في جلاء الصورة وبيانها بحدود ما تسمح به قدراتنا على التعريف، يقول مونتسكيو: " لا تجد كالحريّة كلمة دلت على معان مختلفة وشغلت النفوس بأساليب مختلفة، فرأى بعضهم أنّها تنطوي على سهولة عزل من عهدوا إليه بسلطان طاغٍ، ورأى آخرون أنّها تنطوي على حقّ انتخاب من يجب عليهم أن يطيعوه، ورأى أناس غيرهم أنّها تنطوي على حقّ التسلّح والقدرة على ممارسة العنف، ورأى شعب خلال مدة طويلة أنّها تنطوي على عادة إطلاق اللحى.."3.

ويتابع مقدّماً تصوّره هو للحرية فيقول: "حقاً إنّ الشعب في الديمقراطيّات يصنع ما يريد كما يظهر، غير أنّ الحرية السياسيّة ليست في أن يفعل المرء ما يريد مطلقاً، ولا يمكن الحرية في الدولة، أي في المجتمع ذي القوانين، أن تقوم على غير القدرة على صنع ما يجب أن يراد وعلى عدم الإكراه على صنع ما لا يجب أن يراد، ويجب أن ينقش في الذهن ما هو الاستقلال وما هي الحرية، فالحرية هي

138
حق المرء أن يفعل كل ما تبيحه القوانين، فإذا كان لأحد الأهلين أن يفعل ما تحرّمه القوانين فقََدَ الحريةَ, وذلك لإمكان قيام الآخرين بمثل ما فعل"4.

ويقول إيزايا برلين في سياق حديثه عن مفهومين للحرية يسمّي أحدَهما الحرية بالمعنى السلبيّ والآخر الحرية بالمعنى الإيجابيّ: "إنّ الإكراه يتضمّن تدخلاً متعمّداً من قبل عدد من الناس ضمن ذلك المجال الذي أتمتّع فيه بحريّة العمل... ومجرد عدم القدرة على تحقيق هدف لا يعني فقدان الحرية السياسيّة أو الافتقار إليها"5. ثمّ يتابع قائلاً: "وتبقى الحقيقة واضحة فحرية البعض تستلزم تقليص حرية الآخرين. ولكن بموجب أي مبدأ يتم هذا؟ فإذا كانت الحرية شيئاً مقدساً ومبدأ لا يمسّ، فلا يمكن أن يكون هناك ما يبرّر التلاعب بها. لا بدّ إذن من أن يقدّم بعض من هذه القيم والمبادئ المتناقضة شيئاً من التنازلات لا للأسباب التي يمكن ذكرها بوضوح فحسب، وإنّما لتلك التي تأخذ شكل أنظمة وأحكام عامة. ومع كل ذلك تبقى هناك ضرورة للتسوية العملية"6.

وعلى ضوء هذه التعريفات أسمح لنفسي باستنتاج ما يأتي:

إنّ الحرية أمرٌ نسبيٌّ ينبع في جوهره من الذات الإنسانيّة وإحساسها

139
بأنّ هذا الأمر أو ذاك مفروض عليها من الخارج، أو هو خيار داخلي نابع من الذات الإنسانية نفسها، فلا يشعر أحدنا مثلاً بأنّه ممنوع من الطيران إذا كرّر تجربة عباس بن فرناس وأصابه المصير نفسه، كما قرأنا جميعاً على مقاعد الدراسة.

لا مجال للحديث عن الحرية بمعناها المطلق المجرّد من أيّ قيد من القيود الأخلاقية أو القانونية أو الطبيعيّة، فالحرية تحت الشمس مفهوم نسبي, لأنّ الإنسان الخاضع لقيود الزمان والمكان، على الأقل، لا بد من أن تكون حريته مقيّدة بحدود الزمان والمكان.

من مقتضيات ولوازم نسبية مفهوم الحرية، تعارضه بحسب الأشخاص، فما هو حرية لرب العمل مثلاً هو استغلال للعامل، وما هو حرية للحاكم هو استبداد من وجهة نظر المحكوم والمواطن، وما هو حرية للمواطن قد يكون فوضى من وجهة نظر القائم على حفظ النظام وضبط الأمن، والأمر عينه يقال عن الأب والابن وغيرهما من الأطراف الذين تتضارب مصالحهم وتتعارض أو تتكامل.

على ضوء ما تقدم يبدو أنّ السؤال الأساس هو عن المنظومة الصالحة لتقييد خيارات الفاعل الإنساني سواء كان يخوض في ميدان المجتمع أو يعيش وحده على جزيرة معزولة كحي بن يقظان أو صديقه.
وهذا ما يدعونا إلى البحث عن تعريف القيم.

140
تعريف القيم:

عُرّفت القيم في الاصطلاح بعدّة تعريفات منها: إنّ القيم هي: "مستوى أو مقياس أو معيار نحكم بمقتضاه ونقيس به ونحدّد على أساسه المرغوب فيه والمرغوب عنه"7. وعرّفت بأنّها: "القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانيّة وتختلف بها عن الحياة الحيوانيّة كما تختلف الحضارات بحسب تصورها لها"8. والقيم كما في محاولة أخرى لتعريفها هي مجموعة: "تصوّرات توضيحيّة لتوجيه السلوك، تحدّد أحكام القبول أو الرفض، وهي تنبع من التجربة الاجتماعيّة وتتوحّد بها الشخصيّة، وهي عنصر مشترك في تكوين البناء الاجتماعيّ والشخصيّة الفرديّة، وقد تكون واضحة تحدّد السلوك تحديداً قاطعاً، أو غامضة متشابهة تجعل الموقف ملتبساً مختلطاً. وهي المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط المختلفة والتي تعمل على توجيه رغباته واتجاهاته نحوها، وتحدّد له السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ وتتّصف بالثبات النسبيّ. وتصنّف القيم بتصنيفات مختلفة تتبع المجال الذي تعمل فيه، والمضمون الذي تحمله وهكذا، فهناك قيم سياسيّة وأخرى جماليّة وثالثة اجتماعيّة ورابعة فرديّة وخامسة دينيّة وهكذا9.

141
ويبدو مفهوم القيم أقلّ غموضاً من مفهوم الحرية، ولكن السؤال الأهم في ميدان القيم هو في المرجعية الصالحة لاستخراج القيم، وفي البحث حول الحرية وهل هي قيمة من القيم أم هي شيء آخر؟

الحرية وموقعها من منظومة القيم:

إذا كانت القيم هي مجموعة من المعايير التي توجّه السلوك الاجتماعي وبالتالي تضبط حركة الإنسان وتصرفاته الفردية والاجتماعية، فإنّ الحرية لا ينطبق عليها مفهوم القيمة، وهي على الرغم من أهميتها إلا أنها ليست ذات مضمون محدد عندما ينظر إليها وحدها، بل تكتسب معناها من الغاية التي يريد الإنسان الحرّ تحقيقها، يقول الشهيد الصدر في هذا المجال: "...إنّ الحرية بمعنى كسر القيود عن هذا الإنسان، هذا ليس قيمة من القيم هذا إطار للقيم، ولكن هذا وحده لا يصنع الإنسان، أنت لا تستطيع أن تصنع الإنسان بأن تكسر عنه القيود وتقول له افعل ما شئت، هذا وحده لا يكفي فإنّ كسر القيود إنّما يشكّل الإطار للتنمية البشريّة الصالحة، يحتاج هذا إلى مضمون إلى محتوى، فمجرّد أنّه يستطيع أن يتصرّف، يستطيع أن يمشي في الأسواق هذا لا يكفي، أمّا كيف يمشي وما هو الهدف الذي من أجله يمشي في الأسواق؟ المحتوى والمضمون هو الذي فات الإنسان الأوربي، الإنسان الأوربي جعل الحرية هدفاً وهذا صحيح, ولكنّه صيّر من هذا الهدف مثلاً أعلى بينما هذا الهدف ليس إلا إطار في

142
الحقيقة وهذا الإطار بحاجة إلى محتوى وإلى مضمون... وإذا جُرِّد هذا الإطار عن محتواه سوف يؤدّي إلى الويل والدمار، إلى الويل الذي تواجهه الحضارة الغربيّة اليوم التي صنعت للبشريّة كلّ وسائل الدمار, لأن الإطار بقي بلا محتوى بقي بلا مضمون..". .10 الحرية إذاً وفق هذه الرؤية لا تعبّر عن قيمة مستقلة، وإن كانت ذات أهمية لا تنكر في الفكر الإسلامي الذي اعترف بالحرية في مجالات عدة سوف نشير إليها لاحقاً.

وفي مقابل هذا الموقف الذي يتبنّاه الشهيد الصدر من مفهوم الحرية، نجد موقفاً فقهياً يتبنّاه بعض الفقهاء حاصله: أنّ الحرية قيمة ومعيار ليس للسلوك الفردي وحده، بل للسلوك الفقهي والفكري، أو بحسب التعبير الفقهيّ هي مقصد من المقاصد العامّة للشريعة التي يجب على الفقيه مراعاتها والتجوال ضمن حدودها بحيث لا يصدر عنه فتوى تخالفها. ومن هؤلاء الفقيه المغاربي الطاهر بن عاشور الذي يرى أنّ الحرية هي أحد المقاصد الشرعيّة. وذلك أنّه يتحدّث عن المعاني المتداولة في الشريعة للحرية سواء بلفظها أم بمعناها ومدلولها ويؤكّد أنّ الشريعة تريد الحرية وتدعو إليها، ويشير إلى ما هو معروف من الحرص الإسلامي على فتح أبواب التحرّر في وجه العبيد من خلال مجموعة من التشريعات في مجال الزكاة، وكفارات الإفطار، الظهار،

143
القتل... والإرث، والمكاتبة، والتدبير... ومن خلال: "استقراء هذه التصرّفات ونحوها حصل لنا العلم بأنّ الشريعة قاصدةٌ بثّ الحرية بالمعنى الأوّل المقابل للعبودية"11

وأمّا الحريّة بالمعنى الثاني أي إطلاق يد المرء في التصرف في شؤونه دون ممارسة عسف سلطة خارجية عليه، فهي مراد شرعي من وجهة نظر ابن عاشور أيضا. والشريعة تقصد إلى إطلاق يد الإنسان في التصرّف، وذلك لوجود كثير من المؤشّرات الدالة على هذا الميل الشرعي، ويستعرض مجموعة من الآيات وعدداً من الأحكام الشرعية التي توحي بأنّ الشريعة تريد للإنسان أن يكون حراً ومن ذلك الآيات الدالة على حرية المعتقد، وحرية القول ولو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ويستشهد بسعة دائرة المباح في الشريعة، بل يرى أنّ الأصل جواز التصرف في شؤون الآخرين ما لم يؤدِّ إلى الضرر بهم. ويبني على ذلك كلّه أنّ الحرية مقصد سادس ينضمّ إلى سائر المقاصد التي اكتشفها الغزالي ونظّر لها الشاطبي وغيره بشيء من التفصيل12.

مناقشة ابن عاشور:

ولا شكّ أنّ الحريّة أمر تريده الشريعة وتقرّه ضمن حدود لا بأس بها

144
قد لا تختلف عن الحريات التي يدعو إليها أكثر دعاة الحرية تحرراً، فما من ميدان من ميادين السلوك الإنساني تنكر الشريعة حرية التصرّف الإنساني فيه بالكامل، ويكفي لإثبات ذلك تسريح الفكر في هذه الآيات:
﴿...فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ13 حرية التفكير

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِين14 حرية المشاركة السياسية، وحرية التعبير
﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ15 حرية المعتقد

﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ16 ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ

145
وَسَاءتْ مَصِيرًا17 حرية الإقامة، والتنقل ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور18 حرية العمل والكسب.

ولكن السؤال الأساس الذي يواجه ابن عاشور هو: هل الحرية هي المقصد أم المقاصد هي حدود وقواعد عامة تضعها الشريعة لتضبط السلوك الفقهي لكي لا يتجاوز حدود ما يريده الله ويندب الإنسان إلى تحقيقه؟ يبدو لي أنّ الحرية هي فرصة متاحة للعمل ضمن الحدود التي تسمح بها الشريعة وتندرج تحت القواعد العامّة التي يسمّيها الفقهاء بالمقاصد. ولنسمّها هنا ولو بشيء من التسامح بالقيم.

وبعبارة أخرى لا بد من التمييز بين المقاصد وبين الأمور التي يريدها الشارع، فالحرية أمر تريده الشريعة دون شك، وقد شرعت الأحكام للحفاظ على حرية الإنسان وحمايتها، ولكن هذا شيء وكون الحرية مقصداً شيء آخر، فالصلاة مقصودة للشريعة ويريدها الشارع ولكنها ليست مقصداً. فالمقاصد هي الإطار العام الذي يجب على الفقيه أن يدور داخله ولا يتجاوز حدوده.

والحرية مفهوم نسبي مرتبط بكثير من التشريعات القانونية والأخلاقية التي تحده، وليس هذا خاصاً بالإسلام وحده، بل كل القوانين هي محاولات لتنظيم الحرية ووضع حدود لها. وما دامت الحرية في كل

146
المذاهب والاتجاهات الفكرية محدودة بحدود منظومة القيم التي يسمح بها هذا الاتجاه أو ذاك ويتبنّاها، فلننتقل إلى البحث عن المرجعية الصالحة لاستخراج القيم في الإسلام والفكر الإسلامي.

القيم في الإسلام المرجعية والنماذج:

لما كانت القيم في الإسلام هي معايير للسلوك والحكم فإنّ استخراجها يخضع لنفس الضوابط التي تخضع لها عمليّة استخراج سائر الأحكام حتى تلك التي لا ترقى إلى مستوى صدق انطباق مفهوم القيم عليها. فكما يجب ضبط السلوك على إيقاع القرآن والسنة والعقل والإجماع، كذلك يجب تأسيس منظومة القيم على ضوء مصادر التشريع هذه. وخلاصة القول في هذا المجال هي إنّ النظرة إلى الدين هي التي تسمح لنا بعدّ الدين والنص الديني مصدراً لاستخراج نظام القيم ومعايير السلوك، فتارة ننظر إلى الدين بوصفه ناظماً للعلاقة بين الإنسان وربّه، وأخرى نرى فيه مؤسساً لعلاقة بين أطراف أربعة تشكل المجتمع الإنساني كما يراه الشهيد الصدر مثلا، وهذه الأطراف هي: الله، والنفس، والإنسان الآخر، والطبيعة.

وهذه هي أولى مواطن الاختلاف بين الإسلام وغيره من الأديان، وبين الإسلام وبين الاتجاهات والمذاهب المادية. وهذه الرؤية هي التي تسمح للدين بالدخول على خطّ التشريع في هذه المجالات المشار إليها، وتأسيس القيم فيها. وأمّا حول دور العقل في مجال اكتشاف القيم

147
الصالحة لضبط حرية الإنسان، فالخلاف بين الإسلام وغيره ليس سوى في سعة هذا الدور وضيقه، وأما أصل صلاحية العقل الإنساني لاكتشاف القيم فهو محل قبولٍ وفقاً لقاعدة التطابق بين حكم العقل وحكم الشرع التي يقرها الفقه الإمامي ويعترف بها في مجال استنباط الأحكام الشرعية، وإن كانت هذه القاعدة تستحقّ مزيداً من النقاش والبحث في مجال أصول الفقه وفلسفته. وربما كان دور العقل في مجال اكتشاف الأحكام الشرعية أكثر فعالية لولا خشية فقهية ملحوظة من التورط في القياس. ولعله يصدق على الفقهاء أنهم تركوا كثيراً من تطبيقات الدليل العقلي خشية الوقوع في القياس كما تركوا كثيراً من الكسب الحلال خشية الوقوع في الربا.

وعلى ضوء هذه النظرة إلى المجتمع الإنساني تتأسس منظومة القيم الإسلامية، وبحسب مؤداها تتولد قيود الحرية، ولا يمكن في مثل هذه المقالة خوض غمار الحديث عن التفاصيل على سعتها، ولذلك سوف أصرف ما بقي لي من مجال للحديث حول الضوابط العامة لمنظومة القيم الإسلامية، وأكتفي بالإشارة إلى بعضها إن يسعف الجد لجمع أطرافها.


1- الهدف: الضابطة الأولى أو الناظم الأول لتأسيس القيم الإسلامية هو الهدف الذي يراد من الإنسان تحقيقه، فالإنسان من وجهة نظر الإسلام ليس كائناً وجد صدفة أو عبثاً بل وجد بتقدير إلهي هادف مبني على حكمةٍ عجِز أقرب خلق الله إليه عن إدراكها كما يصوّر لنا القرآن

148
الكريم ذلك بقوله: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ19. يستفاد من هذه الآية أن الله لما عزم على خلق الإنسان إنما فعل ذلك لأجل هدف وغاية يريدها من الإنسان ألا وهي الخلافة، أو حمل الأمانة كما يصورها لنا القرآن في آية أخرى حيث يقول سبحانه: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا20. إذاً الإنسان لم يلق به على هذا الكوكب من حيث لا يعلم، ولم يبصر طريقه صدفة ثم شرع في السير إلى حيث لا يعلم21 بل خلق لهدف واضح وقبل تحمّل الأمانة بحسب ما أوتي في عالم التكوين من مواهب وقدرات سمحت له بتحمل الأمانة، والقيام بأعبائها، ولم يترك سدى حتى تفاجئه ساعة الحساب، بل تواترت إليه الرسل والأنبياء ليثيروا دفائن ما كمن في عقله وليستأدوه ميثاق الفطرة التي فطر عليها، كما في المروي عن علي عليه السلام. وهذا يفتح الباب في وجه الضابط الثاني وهو المسؤولية.

2- المسؤولية: العنصر المؤثر الثاني في تشكيل منظومة القيم الإسلامية هو المسؤولية. ويترتب هذا العنصر منطقياً على ما تقدم،

149
وذلك أنه عندما يخلق الإنسان من أجل هدف وغاية ويتقبل القيام بأعباء تلك الغاية تحمل الأمين للأمانة، ويسمح له ما وهب من قدرة بالقيام بأعباء هذه الأمانة إن وفى ولم يقصر، فلا شك في كونه مسؤولاً. وتؤسس لهذا العنصر مضافاً إلى هذا التحليل بعض النصوص الدينية من القرآن والسنة، أما من القرآن فقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾22 ويليها في السورة نفسها قوله تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾23وكذلك قوله تعالى:﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾24 إلى غير ذلك من الآيات التي يمكن استفادة هذا المعنى منها. وأمّا من السنة فمن ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام: "... اتقوا الله في عباده وبلاده، فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم.."25. والمسؤولية الإنسانية هي مسؤولية تجاه الله المستخلِف أولاً وعن الإنسان الشريك المعادل في الإنسانية عن كل ما أعطاه الله للإنسان في حياته الاجتماعية. وهذا ما يعبّر عنه الشهيد الصدر أحسن تعبير عندما يقول إن إضافة الله إلى التركيبة المكونة للمجتمع ليست مجرّد إضافة عددية وإنما هي إضافة نوعية: "بل إنّ هذه الإضافة تحدث تغييراً نوعياً في بنية العلاقة الاجتماعيّة وفي تركيب الأطراف الثلاثة الأخرى نفسها.

150
من هنا ليس هذا مجرّد عمليّة جمع ثلاثة زائد واحد، بل هذا الواحد الذي يضاف إلى الثلاثة سوف يعطي للثلاثة روحاً أخرى ومفهوماً آخر، سوف يحدث تغييراً أساسيا في بنية هذه العلاقة ذات الأطراف الأربعة كما رأينا، إذاً يعود الإنسان مع أخيه الإنسان مجرد شركاء في حمل هذه الأمانة والاستخلاف وتعود الطبيعة بكل ما فيها من ثروات وبكل ما عليها ومن عليها مجرّد أمانة لا بدّ من رعاية واجبها وأداء حقّها. هذا الطرف الرابع هو في الحقيقة مغيّر نوعي لتركيب العلاقة بين الأطراف الأربعة"26 . والإنسان الآخر من وجهة نظر الإسلام ليس مشروع استغلال أو استفادة بل هو مشروع بر27 وتواصل28 وتراحم ومودة29.

3- النظرة إلى الدنيا: العنصر الثالث الذي يساهم في التأسيس لمنظومة القيم الإسلامية. فالحياة على هذه الأرض هي الدنيا، وليست الدنية، والدنيا إما من الدنوّ والقرب ويكون ما في مقابلها هو البعيدة، وإما من الدنيا في مقابل العليا، وفي الحالين يشير هذا الوصف إلى وجود حياة أخرى بعد هذه الحياة إما هي أسمى منها أو أبعد. وبالتالي

151
يجب أن تؤخذ هذه الحياة اللاحقة في الحسبان عند تأسيس منظومة القيم، فليست هذه الحياة هي الفرصة الوحيدة التي على الإنسان استغلالها حتى الثمالة، على حدّ قول القائلين:﴿وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾30. ومن الطبيعي عندما تكون الدنيا فرصة لها ما بعدها وعندما تكون أعمال الإنسان في الدنيا لها نتائج وآثار تتجلى بأوضح صورها جمالاً وقبحاً في عالم آخر، توفّى فيه كل نفس ما كسبت، من الطبيعي والحال هذا أن تكون منظومة القيم منسجمة مع هذه النظرة وأن تخاط تلك المنظومة على مقياس هذا الثوب.

4- الكرامة الإنسانية: العنصر الرابع والأخير الذي أريد الإشارة إليه، هو نظرة الإسلام إلى الإنسان. ولا يحتاج هذا الأمر إلى مزيد توضيح بعد ما تقدم من استحقاق هذا الكائن مقام الخلافة الإلهية على الأرض، ويكفي للدلالة على علو كعب الإنسان في حسابات التقييم الإلهي، قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾31. ولا يبدو لي حاجة الأمر إلى مزيد.

على ضوء هذه الأسس يمكن أن تشتق منظومة القيم الإسلامية. وعلى إيقاع هذه المعايير ينظم كل ما يمكن تسميته بالقيمة التي دورها كما تقدم تحديد السلوك، ومن هذه القيم: الحقّ والباطل، العدل

152
والظلم، الإيثار والإثرة، الصدق والكذب، الوفاء والغدر... وعليها يقاس ما سواها.

خاتمة:

بناء على ما تقدم كله أدعي أن كل مذهب أو مسلك أو نظرية اجتماعية سواء كانت الحرية قيمة من قيمها أو خياراً من خياراتها، تحتاج، لتصون الحرية نفسها، إلى معايير تضبط كيفية ممارستها وإلا تحولت الحرية نفسها إلى نقيضها. والإسلام والفكر الإسلامي ليس بدعاً بين المذاهب والمدارس الفكرية والاجتماعية، بل يسير على الخط نفسه، والخطة نفسها، وما الاختلاف إلا في نوعية القيم وطبيعتها. يبقى أن كثيراً من القيم التي تبدو مبالغاً فيها كحدود تقيد مساحة العمل وتحد من حرية الإنسان، عندما نتأمل فيها لا نجدها إلا قيداً أخلاقياً يراد الالتزام به بشكل حر، حتى في الأمور التي أولاها الله مزيداً من العناية والاهتمام، كبعض العبادات، فالصلاة والصوم مثلاً هما فعلان واجبان فيهما تضييق لمساحة الاختيار الإنساني، وهذا لا نقاش فيه، ولكن أداء هذين الواجبين متروك لحرية الضمير الإنساني ليمارسهما المسلم دون جبر أو إكراه خارجي بل لو فرض أداؤهما تحت ضغط الإكراه الممارس على الإنسان من الخارج لما تحقق الغرض منهما ولا يبعد أن يطالب الإنسان بإعادتهما بشكل طوعي حر.

153
هوامش
1- الشيخ محمد رضا المظفر، المنطق، بيروت، دار التعارف، للمطبوعات، 1995، ص97.
2- حماد، أحمد جلال، حرية الرأي في الميدان السياسي في ظل مبدأ المشروعية، المنصورة، مصر، دار الوفاء، 1987، ص27.
3- مونستكيو، روح الشرائع، تعريب عادل زعيتر وانطون نخلة قازان، بيروت، اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والتعليم والثقافة، 2005، ج1، ص268.
4- المصدر نفسه، ص270.
5- إيزايا برلين، حدود الحرية، تعريب: جمانة طالب، دار الساقي، بيروت، 1992، ص12.
6- المصدر نفسه، ص16.
7- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، ج1، ص78.
8- الثقافة الإسلامية تخصصاً ومادة وقسماً علمياً، ص14.
9- انظر: موقع مجلة العلوم الاجتماعية، على الرابط الآتي: http://swmsa.net/forum/archive/index.php/t-11588.html، تاريخ الدخول إلى الموقع: 18-2-2010.
10- السيد محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية، لا ط، لا تا، بيروت، دار التعارف، ص167.
11- محمد الطاهر بن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية، تحقيق: محمد الميساوي، عمان، دار النفائس، ط2، 2001، ص395 وما قبلها.
12- انظر: المصدر نفسه، ص395-400.
13- سورة الزمر: الآيتان 17-18.
14-سورة آل عمران: الآية 159.
15- سورة البقرة: الآية 256.
16- سورة البقرة: الآية 217.
17- سورة النساء: الآية 97.
18- سورة الملك: الآية 15.
19- سورة البقرة: الآية 30.
20- سورة الأحزاب: الآية 72.
21- إشارة إلى قول الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
22- سورة الإسراء: الآية 34.
23- سورة الإسراء: الآية 36.
24- سورة الصافات: الآية 24.
25- الإمام علي
عليه السلام، نهج البلاغة، قسم الخطب، الخطبة رقم 167.
26- السيد محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية، محاضرة: عناصر المجتمع في القرآن.
27- إشارة إلى قوله تعالى: }وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ{سورة البقرة: الآية 83.
28- إشارة إلى قوله تعالى: }وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ سورة التوبة: الآية 75.
29- إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ سورة الروم: الآية21.
30- سورة الأنعام: الآية 29.
31-سورة الإسراء: الآية 70.