نشر الكاتب
سليم الحسني
مقاله سياسية بعنوان
((عادل عبد المهدي.. الرئيس الأنسب للكتل البرلمانية))
ليس الضعف الذي يغلّف شخصية عادل عبد المهدي، صفة غائبة عنه، إنه يدرك ذلك جيداً ويعرف نفسه بدقة، ويعلم كل العلم أن جميع الكتل السياسية ترى فيه أضعف رئيس وزراء حتى الآن.
هذه الصفة التي يعتبرها أي سياسي مسؤول، خرماً معيباً في شخصيته، لا يتعامل معها عادل عبد المهدي وفق هذا الاعتبار، فهو يراها الضمانة الأكيدة التي تبقيه حتى نهاية مدته الدستورية، وربما تقوده الى دورة ثانية، ولذلك يعمل على توسيع الخرم.
لقد استند عبد المهدي الى تجربته الشخصية والى تجارب ثلاثة رؤساء سابقين، وخرج بهذه الفكرة التي يتمسك بها تمسكاً عقائدياً ثابتاً، فالرئيس القوي تصرعه قوته، والذين يطالبون برئيس قوي حازم، إنما يريدونه أمامهم ضعيفاً مهزوزاً. ومن هنا التزم عادل عبد المهدي بخصائص الضعف، وراح يجلس مع القيادات السياسية والكتل البرلمانية جلسة المطيع الذي لا يردّ طلباً ولا يخالف أمراً.
تفكير رئيس الوزراء بهذه الطريقة، جاء صحيحاً بحسابات مصلحته الشخصية، فلم يؤشر على ضعفه أحد من القادة السياسيين، وكأنهم يريدون التعتيم على هذه النقطة في شخصيته وفي إدارته لكي يجنوا المزيد من الامتيازات.
وهبَ عادل عبد المهدي النفط لإقليم كردستان ملكاً صرفاً يتصرف فيه الزعماء الكرد كما يشاؤون، ولهم فوق ذلك حصتهم مضمونة من الموازنة وامتيازات أخرى غير مكشوفة. وهو متعاطف جداً مع إعطائهم كركوك وضم كامل الأراضي المتنازع عليها الى حكومة الإقليم. وبذلك يكون قد ضمن دعم القيادات الكردية، وتمسكهم به، بل أنهم يتمنون أن يكون رئيساً للوزراء مدى الحياة.
السيد مقتدى الصدر يجد فيه الشخص الأنسب في هذا الموقع، فهو موظف عنده بدرجة رئيس وزراء، ولن يجد زعيم التيار الصدري وضعاً مثالياً أحسن من هذا.
القيادات والكتل الأخرى ترى فيه نعمة وهبتها الغرف المغلقة حين جاءت به الى هذا المنصب، فهي تحصل على ما تريد دون عناء، وهذا غاية ما تطمح اليه.
ما يشاهده ويسمعه المواطن من اعتراضات على أداء الحكومة، يجب أن يفهمه على حقيقته بالاستناد الى تجربة السنين الماضية، فالكلام الموجه للإعلام يختلف عن الكلام الخاص داخل الاجتماعات، وعادل عبد المهدي يعرف ذلك جيداً، وهم بالمقابل يعرفون بأنه لا ينزعج من كلماتهم ومؤتمراتهم الصحفية.
العلاقة بين عادل عبد المهدي وبين قادة الكتل تقوم على أساس: الكرسي مقابل الاستجابة، فهو باق في منصبه طالما ينفذ لهم طلباتهم، والعراق فيه من الثروات ما تسمح له أن يعطيهم الكثير، فهو بستان القيادات السياسية، وناطوره عادل في إغماضته.