النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

قراءة في ديوان أناشيد الرائي

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 273 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    سَرمَديّة
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 32,335 المواضيع: 2,167
    صوتيات: 152 سوالف عراقية: 98
    التقييم: 11955
    مزاجي: الحمدلله ، جيد
    المهنة: legal
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 6 يوم
    مقالات المدونة: 19

    قراءة في ديوان أناشيد الرائي

    منذ ( خرافة المرايا ) مجموعته الشعرية الأولى(للشاعر وليد جاسم الزبيدي) التي أصدرتها له مكتبة الأدباء في بابل عام 1995 وهو يواصل الكتابة المثابرة شعراً ونثراً وليست ( اناشيد الرائي ) مجموعته الأخيرة , وما بين المجموعتين من إصدارات يُشير الى طاقة خلاقة وامكانات لغوية وثراء معرفي يؤشر قدرة الدكتور وليد جاسم الزبيدي على انتاج المزيد من الروافد التي تصب في نهر الابداع العراقي , وما يدهشني كقارئ منتج ومراقب محب للمشهد الثقافي الراهن , ما يمتلكه الزبيدي من تنوع في الخطاب واحتراف في التعامل مع اللغة باعتبارها أداة معبرة عن ما يعتمل في دواخله , ولذا فإن ( أناشيد الرائي ) كشفت عن حرص منتجها على تقديم ما يؤكد مهارته في إنتاج نصوص مادتها الواقع وتجلياته المتناقضة , فقد ضمت المجموعة خمسة أبواب هي :
    الباب الأول : القصائد العمودية ص 15 ــ ص 47
    الباب الثاني : شعر التفعيلة ص 49 ــ ص 80
    الباب الثالث : أيقونات ص 83 ــ ص 99
    الباب الرابع : قصيدة النثر ص 101 ــ ص 119
    الباب الخامس : الومضات ص 121 ـــ 129 ص
    وتقدمت صفحات ( أناشيد الرائي ) مقدمة وافية كتبتها المبدعة السورية نجاح ابراهيم تحت عنوان ــ عروجاً نحو قبة الأناشيد ــ والتي أفاضت في الحديث عن تجربة وليد جاسم الزبيدي في هذه المجموعة ومما قالته : .. فالشاعر لا يلج الغرائبية في اللغة ’ ولا يدخل مفازات التيه , وانما يؤثر قصر العبارة وقوتها وإيجازها , لذا نجد أنفسنا بعد قراءة القصائد وقد عرجنا الى عالم ساحر ,واضح ,متورد كتفاح شامي ,متألق كأزدهار بابلي .. ص 14
    وسأحاول في هذه القراءة / الانطباعية تقديم اضاءة متواضعة لنصوص مختارة من شعر التفعيلة والايقونات وقصيدة النثر والومضات , وسأترك قراءة قصائد المجموعة العمودية الى مناسبة قادمة وقبل هذا وذاك أدعو الناقد المختص ــ أي ناقد ــ الى فحص ( أناشيد الرائي ) وكشف مخبوءاتها الدلالية والجمالية بما ينصف منتجها ويقوّم حماسته في غزارة انتاجه الملموس .
    في ( كؤوس العاشقين ) ص 80 يقول وليد الزبيدي :
    هذه الرقصة لي , / هل تسمحين ؟ / يحضن الجوري عفاف الياسمين /
    ويدي تلتفُّ غصناً يتثنى / فوق خصر بدلالٍ وحنين / وخطانا
    موج أحلام وذكرى / في بحار المغرمين / وعيون ترسم الشوق جناحاً /
    بيننا / وخطوطاً نلتقيها في مجّرات السنين ...........
    في هذا النص المحتشد بالمشاعر الانسانية النبيلة تدرك ان الشاعر مازال فتياً قادراً على ممارسة طقوس الحب وصنع الجمال , وهذا ما يحسب له انساناً مندمجاً في تفاصيل الحياة , والتي تصحرت بفعل هيمنة الخراب وتراجع القيم الانسانية وانكفاء الشعراء في زواياهم الذاتية بلا أدنى اهتمام بالقضايا الوجدانية بفعل عوامل ضاغطة كثيرة , لكن الزبيدي مازال متشبثاً بكل ما يديم زخم الوجود الانساني ويعلي من شأنه ...
    وفي ( أيقونات ) الشاعر وليد جاسم الزبيدي نقرأ تنويعات شعرية موجزة عن رموز ثقافية في حياتنا لخصها ببضعة أشطر شعرية غاية في الجمال والتوهج , اذ بدأها بعميد الادب العربي طه حسين مروراً بــ حنامينا , جميلة بوحيرد , نجاة الصغيرة , الشيخ امام , نازك الملائكة , رشدي العامل , عفيفه اسكندر , الملا عبود الكرخي , الاسباني ثربانتس , وليم شكسبير , أحمد فؤاد نجم , محمد حسين آل ياسين , فاضل خليل .....
    وكان بودّي معرفة دوافع اختيار الزبيدي لهذه الرموز دون غيرها رغم قيمتها الانسانية والثقافية , ثم ان بناء الايقونه مازال ملتبساً وكان بالأمكان ادراجها تحت مسمى نصوص قصيرة وهي الأصوب والأنسب كما أرى , على أية حال نحن القراء بحاجة الى إضاءة دوافع الشاعر ومبرارته . ولنقرأ معاً أيقونة الملا عبود الكرخي التي قالها الزبيدي :
    إنقلبت على ذاتك
    فربحت تجارتك شعراً
    يهزّ الإستانة , وأربك (بك بن)
    فما أن كسرت المجرشة
    حتى تكسّرت عروشهم
    ولست بحاجة لتوضيح ما في الايقونة من غزارة المعاني ودلالاتها ومن نصوصه النثرية ( ومازلت تحضنهم ) ص118 , التي تؤشر الى خلل في العلاقة الانسانية والبنية الاجتماعية اذعبّر منتجها عن ما يعتمل في صدور الكثيرين من المكتوين بالعقوق والجحود :
    يخيطون كفتك .. يصلّون عليك صلاة الغائب .. ثم يرجمونك في غيابة
    أنفسهم ــ بحجارة النفاق والحقد .. ومازلت تحضنهم .. يتربعون على
    كرسيك.. الذي وسعَ البحر والبر .. يأكلون احلامك .. كالمنّ والسلوى ..
    ومازلت تحضنهم .. يقصّون جلدك .. بمباضعهم .. ولم تصرخ .. وما
    زلت تحضنهم .. وتقول .. أبنائي ......
    ومن جميل ومضات الشاعر الزبيدي هذه الومضات : ينام البحر مبللاً بعرقي
    ويلهث بأنفاسي ..ص127
    و ....... إملأ كأسك
    أخاف عليك من عطش
    قادم ...!! ... ص129
    وفي الختام لابد من التنويه ان هذه القراءة ليست البديل عن تفحص الناقد المختص وتقديم كشوفاته المعرفية عن ( أناشيد الرائي )


    منقول

  2. #2
    الكون له أسرار
    تاريخ التسجيل: November-2017
    الدولة: حيث انا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,430 المواضيع: 646
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 23551
    مزاجي: الحمد لله على كل حال
    المهنة: Energy Engineer
    موبايلي: SAMSUNG
    تقرير رائع وقراءة ممتعة
    شكرا لكِ على النقل المميز

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال