طورت شركة أدوبي Adobe طريقة معتمدة على الذكاء الاصطناعي؛ للكشف عن التعديلات التي أجريت على الصور، باستخدام ميزة Face Aware Liquify في برنامج فوتوشوب Photoshop، والذي أصبح لديه تأثير عميق على الإبداع، وعلى ثقافتنا البصرية.
وفي وقت يزداد فيه القلق بشأن انتشار مقاطع الفيديو والصور المزيفة، فإن أدوبي – وهو اسم مرادف للصور المعدلة – تقول: إنها تشارك العالم هذه المخاوف، وهو ما دفعها إلى تطوير الطريقة برعاية من برنامج MediFor، الممول من وكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدمة.
وأصبحت إمكانات تحرير الصور التي يوفرها فوتوشوب هائلة، ويكاد يكون من المستحيل معرفة كون الصورة قد تم تغييرها، أو تعديلها بواسطة البرنامج، لذلك قررت أدوبي إزالة التخمين، وتطوير طريقة ذكاء اصطناعي، قادرة على اكتشاف الوجوه المعدلة بواسطة فوتوشوب تلقائيًا.
وتعاون باحثو أدوبي، ريتشارد تشانغ Richard Zhang؛ وأوليفر وانج Oliver Wang، مع باحثين من جامعة بيركلي، شنغ يو وانغ Sheng-Yu Wang؛ والدكتور أندرو أوينز Andrew Owens؛ والبروفيسور أليكسي إفروس Alexei A. Efros.
وفي حين أن هذا التعاون بين أدوبي وجامعة بيركلي ما يزال في مراحله المبكرة، إلا أنه يُعد خطوة نحو إضفاء الطابع الأكاديمي على طريقة الكشف عن التغييرات في الصور الرقمية، وتحليلها.
وتٌشكل الأبحاث الجديدة أحدث علامة على أن الشركة تخصص موارد أكثر لهذه المشكلة، إذ أوجد مهندسوها في العام الماضي أداة ذكاء اصطناعي؛ للكشف عن الوسائط المتعددة المعدلة، التي وُلِّدت عن طريق الربط بين الكائنات، واستنساخها وإزالتها.
وتقول الشركة: إنه ليس لديها أي خطط فورية لتحويل هذه الطريقة إلى منتج تجاري، لكن متحدثًا باسم الشركة أوضح أن الطريقة تُعد مجرد جزء من الجهود العديدة المبذولة من قبل أدوبي؛ للكشف عن التلاعب بالصور والفيديوهات والأصوت والمستندات.
وتستخدم الأبحاث الجديدة تقنية التعلم الآلي؛ للكشف بشكل تلقائي عند معالجة صور الوجوه، وبالرغم من أن أدوبي تفخر بالتأثير الذي أحدثه فوتوشوب وغيره من أدواتها الإبداعية، فإنها تدرك أيضًا الآثار الأخلاقية لهذه التكنولوجيا، وأن المحتوى المزيف هو مشكلة خطيرة وملحّة.
وصُممت الطريقة لتحديد عمليات التحرير، التي أُجريت باستخدام أداة Face Aware Liquify، والتي تستخدم عادة لضبط شكل الوجوه وتغيير تعابير الوجه، وقالت أدوبي: قد تكون تأثيرات الميزة حساسة، مما جعلها حالة اختبار للكشف عن التغييرات الجذرية والخفيفة على الوجوه.
واستعان المهندسون بشبكة عصبونية لتطوير الطريقة، ودربوها بواسطة قاعدة بيانات تتضمن آلاف الوجوه – قبل تحريرها وبعده – باستخدام Face Aware Liquify.
وكانت الخوارزمية الناتجة فعالة بشكل مثير للإعجاب، إذ استطاع المتطوعون البشريون تخمين الوجوه المعدلة بشكل صحيح بنسبة 53 في المئة، بينما كانت إجابة الخوارزمية صحيحة بنسبة 99 في المئة، كما أن الخوارزمية قادرة على اقتراح كيفية استعادة الصورة لمظهرها الأصلي غير المعدل.
وتأمل أدوبي في استخدام الذكاء الاصطناعي كجزء من مجموعة أكبر من الأدوات للمساعدة في التحقق من المصادقة الرقمية للصور، وبالرغم من أن هذا العمل هو الأول من نوعه المصمم لاكتشاف هذه النوعية من التعديلات على الوجه، إلا أنه يشكل خطوة مهمة نحو إنشاء أدوات يمكنها تحديد التغييرات المعقدة.