عَنْ الْإِمَامِ السَّجَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِنَّ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، فَلَمَّا أَنْ قُبِضَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كُنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أُمَنَاءَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَايَا وَالْمَنَايَا وَأَنْسَابُ الْعَرَبِ وَمَوْلِدُ الْإِسْلَامِ وَإِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَيْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَبِحَقِيقَةِ النِّفَاقِ ، وَإِنَّ شِيعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ مَعْرُوفُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ أَخَذَ اللَّهُ تَعَالَى الْمِيثَاقَ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ ، يَرِدُونَ مَوَارِدَنَا وَيَدْخُلُونَ مَدَاخِلَنَا ، لَيْسَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ غَيْرُنَا وَغَيْرُهُمْ ، إِنَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنَا وَنَبِيُّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ رَبِّهِ وَإِنَّ الْحُجْزَةَ النُّورُ وَشِيعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجَزِنَا ، مَنْ فَارَقَنَا هَلَكَ وَمَنْ تَبِعَنَا نَجَا وَالْجَاحِدُ لِوَلَايَتِنَا كَافِرٌ وَمُتَّبِعُنَا وَتَابِعُ أَوْلِيَائِنَا مُؤْمِنٌ ، لَا يُحِبُّنَا كَافِرٌ وَلَا يُبْغِضُنَا مُؤْمِنٌ مَنْ مَاتَ وَهُوَ مُحِبُّنَا كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يَبْعَثَهُ مَعَنَا نَحْنُ نُورٌ لِمَنْ تَبِعَنَا وَنُورٌ لِمَنِ اقْتَدَى بِنَا ، مَنْ رَغِبَ عَنَّا لَيْسَ مِنَّا وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا فَلَيْسَ مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ ، بِنَا فَتَحَ اللَّهُ الدِّينَ وَبِنَا يَخْتِمُهُ وَبِنَا أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عُشْبَ الْأَرْضِ وَبِنَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَطْرَ السَّمَاءِ ، وَبِنَا آمَنَكُمُ اللَّهُ مِنَ الْغَرَقِ فِي بَحْرِكُمْ وَمِنَ الْخَسْفِ فِي بَرِّكُمْ ، وَبِنَا نَفَعَكُمُ اللَّهُ فِي حَيَاتِكُمْ وَفِي قُبُورِكُمْ وَفِي مَحْشَرِكُمْ وَعِنْدَ الصِّرَاطِ وَعِنْدَ الْمِيزَانِ وَعِنْدَ دُخُولِكُمُ الْجِنَانَ ، إِنَّ مَثَلَنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ الْمِشْكَاةِ وَالْمِشْكَاةُ فِي الْقِنْدِيلِ ، فَنَحْنُ الْمِشْكَاةُ فِيهَا مِصْبَاحٌ وَالْمِصْبَاحُ هُوَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ نَحْنُ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ، زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ لَا مُنْكَرَةٍ وَلَا دَعِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها نُورٌ يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ، نُورٌ الْفُرْقَانُ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ لِوَلَايَتِنَا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ بِأَنْ يَهْدِي مَنْ أَحَبَّ لِوَلَايَتِنَا حَقّاً ، عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَبْعَثَ وَلِيَّنَا مُشْرِقاً وَجْهُهُ نَيِّراً بُرْهَانُهُ عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ حُجَّتُهُ ، وَيَجِيءُ عَدُوُّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُسْوَدّاً وَجْهُهُ مُدْحَضَةً عِنْدَ اللَّهِ حُجَّتُهُ ، حَقٌّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أنْ يَجْعَلَ وَلِيَّنَا رَفِيقَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَ عَدُوَّنَا رَفِيقاً لِلشَّيَاطِينِ وَالْكَافِرِينَ وَبِئْسَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ، لِشَهِيدِنَا فَضْلٌ عَلَى الشُّهَدَاءِ غَيْرِنَا بِعَشْرِ دَرَجَاتٍ وَلِشَهِيدِ شِيعَتِنَا عَلَى شَهِيدِ غَيْرِنَا سَبْعُ دَرَجَاتٍ ، فَنَحْنُ النُّجَبَاءُ وَنَحْنُ أَفْرَاطُ الْأَنْبِيَاءِ وَنَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِيَاءِ وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ وَنَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِدِينِ اللَّهِ ، وَنَحْنُ الَّذِينَ شَرَعَ اللَّهُ لَنَا فَقَالَ اللَّهُ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ، فَقَدْ عَلَّمَنَا وَبَلَّغَنَا مَا عَلِمْنَا وَاسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ وَنَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَنَحْنُ ذُرِّيَّةُ أُولِي الْعِلْمِ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ يَا آلَ مُحَمَّدٍ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ وَكُونُوا عَلَى جَمَاعَتِكُمْ ، كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ ، إِنَّ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ مَنْ يُجِيبُكَ إِلَى وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
*
المصدر : (تفسير فرات: ص103-104.)