سمعت من والدي رحمة الله تعالى ان الله يرزق الاغنياء وذلك من اجل الفقراء بغية اعطاءهم ما يحتاجونه ،وقال لي اذا كان كل غني يسد حاجة كل محتاج لما كان في هذه الارض الكروية أي فقير ،السمع راح يسير معي وانا اشاهد بام عيني سطور قرأتها على غلاف كتاب مخطوط عليه(لوكان الفقر رجلا لقتلته) ..
جاري رجل غني فتح الله له جميع ابوابه واعطاه فضل خيراته ،انشغل جاري باتصال هاتفي مع تاجر يخص عمله حيث اسمع وانا اتختل بين الجدار العازل بيني وبينه يتحدثان عن اعداد وليمة كبيرة يجمعها الطرب والسمر،دق عليه الباب امراءة مسكينه ابتلاها الله بالفقر علة منه يختبر بها جاري الذي يملك من الاموال اوفرها ،فام صبر جاءت بكبرياءها وثقتها لانها مؤمنة بان الله يرزق الاغنياء من اجل الفقراء لكن جاري لايعلم او يجهل هذا الموضوع الذي اعتبره خارج نطاق التغطية ان سبب جاري من الغنى هو بين قوسين( اتعب اللعب)او (الدنيا طبقات) ،جاري نسى بانه دق قرب بابه الداخلي صورة ترمز الى شخصية الامام علي (عليه السلام) ولاادري فهل هو منتبه الى صورت من علق،بالتاكيد ان جاري عندما طرد ام صبر قائلا لها (الله يعطيك) قد نسى ان هناك صورة معلقة لامير الفقراء والمساكين ،كان في داخلي واعز من الغضب الساكن اردت ان اذهب اليه مطالبا بالصورة اياها فاابا الايتام ينظر جاري وهو يطرد ام صبر وبابه مغلق خشية ان ينظر الى من اقل منه شاننا فام صبر ردت على جاري ببرود قائلة (ان الله ارسلني اليك وقال لي ان ابو حمدان اعطيته من المال الوفير فخذي ما تحتاجينه منه)
ام صبر جاءت تاخذ حقها فقط فجاري جاهل ولكنه غني وام صبر فقيرة ولكنها عالمة .
**********************
زباله
غسلت يداي بعد ما امتلئت معدتي من وجبة غداء قامت باعدادها والدتي التي عودتنا بالاكلات الدسمة،فالمغسلة كل العادة قرب الباب المطل على الشارع الذي لايفارقه الرائحة الكريهه المنبعثة من حاوية الزبالة فمع غسل يداي يبدء لساني المملوء بالشتائم على عمال البلدية المتقاسعين عن العمل ،وقبل التفوه باي شتيمه راحت عيناي تبحلق الى جارتي زوجة المرحوم (عبدالله النداف) مات النداف وترك لها خمسة اطفال بعمر الرياحين ،كان باقي الجيران واهمهم النساء المتعاجزات عن رمي الزبالة في المكان المخصص يلقن بها امام منزلنا الموقر (قطعة ارض خربه)اصبحت عاله علينا فعلى نفس الوتيرة زعمت ان جارتي زوجة النداف كاخواتها من النساء اللتن تعودن ان يرمين زبالتهن امام دارنا المغضوب عليه ..ولكن الذي اوقفني عن اطلاق نبال الشتائم هو ان زوجة النداف ذهبت الى المزبلة بدون اناء فيه من الزبالة من شيئ فجارتي تعودت في وجبة كل غداء ان تبحث في هذه الزبالة لعلها تريد ان تنقذنا من اكوامها النتنه ولكنها جاءت ليس لهذا الشان فزوجة النداف جاءت تبحث عن لقمة من الفضلات التي يرميها البطرانين امثالي فشيئ من (التمن) واللحم المتبقي بالعظام وحروف الخبز (واشياف الرقي الماكوله)فرياحينها ينتظرونها بشوق الجائع وكان والدتهم ذهبت الى المطعم لتاتي لهم بالدجاج المشوي مع المقبلات ،فلاذنب لزوجة النداف على ماقامت به الذنب ذنب من ملئ الزبالة بفضلاته فيالعنة الله عليه.
**************************
عمي ربع
ام عدنان والدة كل من عدنان وثلاثة بنات ،تعمل ام عدنان خدامة في احدى المنازل الثرية ،تبلغ من العمر الخمسين عام قضتها بتعاسة الحياة ومرارتها ،شب عدنان وهو مصاب بعوق باحد قدماه تكفلت ام عدنان برعاية ولدها مع اخواته فهو لايستطيع العمل رغما عنه فانشغل بالعلم انهى دراسته لمرحلة السادس العلمي بعد عسر الحال وثروة الامل انقبل عدنان في الجامعة في قسم الهندسة فكانت الفرحة لاتسع والدته فقد انتهى عناء التعب والعوز ومشقة المعاناة هذا كان ظن ام عدنان بـ عدنان الذي راح يعاشر الغصص حاملا الفقر بين كتبه وعوقه الذي صار مرضا نفسيا وهو يشاهد اقرانه من الطلبة الذين يعيشون حياة الترف والحب فالحرمان حرم عدنان حتى من اختيار رفيقة له ،فوالدته المتعبة اصابها مرض خطير فعدنان مازال في الجامعة ولم يذق حلاوة الراتب حتى يرفع عن كاهل والدته العظيمة ويعوضها ايامها الاليمة ،فجرح عدنان راح يزداد فوق جرحه فنبا امه الحبيبة وهي في المستشفى وبحالة خطره فاصوات تطالب عدنان
-عدنان عملية والدتك تحتاج اموال كثيرة فسارع ياعدنان
-امك العزيزة ستموت
عدنان ومع فرحة نجاحه ووثيقة تخرجه راح الحزن يغلق الشفاه ويمرر غيمته السوداء حتى تمتلئ سماءه بالدموع
-امي ..امي..افرحي ..ابشري فقد تخرجت من الجامعة وساكون مهندسا
-عدنان احضر ومعك مبلغ من المال
عدنان وهو يخرج من الكلية مسرعا مهرولا مهووسا فكيف لا فامه التي تريده
-الو عدنان اسرع
عدنان يحشم الاغنياء (هاتوا ..ارجوكم..اعطوني..امي حبيبتي مريضة)فمامن احد يسمعه فالاذان قد صابها الطرش
-الو عدنان امك ماتت!!
جن جنون عدنان فحياته ليس لها معنى فكل هذا من اجل امي وهاهي قد ماتت ..عدنان وبين زحمة السيارات يفعل ماكانت تخشى والدته ان يفعله اولادها وهي التسول ..عدنان صار متسولا قائلا بلا جدوى"عمي ربع".."عمي ربع..""امي ماتت " مات عدنان بعد ان سحقته سيارة مسرعة وماتت مع احلامه الفقيره...
*******************
حواسم
كوخ من القش ،يعكس للقادم ان الكوخ بات غاضبا لما يحيط بام رضا مستنكرا لعويل يدوم طيلة الليل العسير،فاصوات الاوجاع التي هزت مسامع جدران الكوخ الممزقة فـ رضا يصرخ وامه تنظر الى السماء منتظرة الرحمة فولدها الوحيد الذي رزقت منه الفقر ومقتل زوجها اثر اعتداء ارهابي طائفي مما جاء بها الى محافظة امنه بمسمى التهجير القسري الذي طال الابرياء في فترة سوداء بسواد مقل ام رضا التي كحلها السهر العنيد فبضجيج المطر المتساقط تتوضا لتصلي وامام عينيها صفيحة من التنك تستخدمها كمقلاة وقوطيه كبيره وجدتها على الارض الرحيمة بدلا من القدر تغلي عليه ماء السماء ليشربا كلاهما منه فحرف خبز تقراءه كل يوم وجبة كاملة في وقت واحد وحصيرة من القنفاص الخشن الرطب ينام عليه مريضها اما هي فلا تنام !!،مع خفافيش الليل تقضي ليلها فدموعها تهطل على خديها المجعده فقط هي التي تسمعها جيدا والاخرون نائمون ببطئ وصوت اناتها يقول:
•- متى تفتح الابواب المغلقة؟
متى تكف المطرقة
فانا التي اشكوك ظلما فلم جزائي المشنقة!!
رد مع اقتباس
