إنجيل القدّيس يوحنا ١٤ / ١ – ٧
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي.
في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا.
وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا.
وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».
قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.
إِنْ تَعْرِفُونِي تَعْرِفُوا أَبِي أَيْضًا، وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ، وقَدْ رَأَيْتُمُوه».
......
التأمل: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة…”
قلت لنا يا رب: ” لا تضطرب قلوبكم” والظاهر أننا إلى الان لم نسمع كلمتك، فقلوبنا مضطربة، تسودها الكآبة وزخّات قلقٍ تغرقنا بالضياع، فنسأل دائماً مثل توما، أننا لا نعلم أين نذهب، فقد أضعنا الهدف، أضعنا الحقيقة، أضعنا الطريق…
سمعنا منك يا رب كلمات لم نفهمها حتى الان، قلت:”في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة..” وقد ذهبت وأعددتها لنا، لتصبح سكنى مختاريك، لكننا حتى اليوم نصنع لنا بيوتاً من أمجادٍ باطلة تنهار عند أول عاصفة، لأنها مبنية على رمال متحركة من الانانية وسوء الظن والكبرياء ونكران الجميل والانقلاب على رموز الحياة… فلا نحيا ولا نشعر بالحياة.
نعترف أمامك يا رب أننا حقاً لا نعرف الطريق، لا نعرفك، لا نعرف اتجاهاتك، وإلا لما كنَّا سلكنا طرقاً خارجاً عنك، أو بحثنا عن الحق خارجاً عنك، أو عشنا حياةً خارجاً عنك…
أنت الطريق التي تنبأ عنها أشعيا وانتظرها الشعب السالك في الظلمة “وتكون هناك سكة وطريق يُقال لها الطريق المقدسة، لا يعبر فيها نجس بل هي لهم. من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل. لا يكون هناك أسد، وحش مفترس لا يصعد إليها، لا يوجد هناك، بل يسلك المفديون” (إش ٣٥: ٨-٩).
أنت طريق الحب، طريق الصليب حيث قدمت لنا جسدك مأكلاً ودمك مشرباً لتكون لنا الحياة…أعطنا يا رب أن نعرفك، لنعرف الاب من خلالك، أعطنا أن نقبلك مخلصاً وحيداً لنا، وباباً وحيداً نعبر به الى الله.
آمين
..
م/