قصص لنجيب محفوظ من اجمل واشهر القصص القصيرة المميزة
علي الشاطئ
وجدت نفسي فوق شريط رفيع يفصل بين الصحراء والبحر، فتملك مني الخوف والرهبة، وشعرت بوحشة غريبة وفي لحظة وجدت امرأة تقف غير بعيدة وغير قريبة، ولكن لم تتضح لي معالمها وقسماتها، وجدت أمل بداخلي أنني سأجد عندها بعض اسباب القربي أو المعرفة، بدأت السير نحولها ولكن المسافة بيني وبينها لم تقصر ابداً، حتي انها لم تبشر بالبلوغ، ناديتها بجميع الاسماء والاوصاف ولكنها لم تستجب، وأقبل المساء وأخذت الكائنات تتلاشي وأنا لم اكف عن السير أو النداء .
فرصة العمر
علي شاطئ البحر صادفتها تجلس تحت الشمسية وهي تراقب حفيدها الذي يبني قصوراً من الرمال، سلمت عليها بحرارة وجلست الي جانبها، عجوزين هادئين تحت مظلة الشيب، وفجأة ضحكت ضحكة رنانة وقالت لي : لا معني للحياء في مثل عمرنا، فدعني أقص عليك قصة قديمة، وقصت قصتها لي وأنا اتابعها بذهول ودهشة حتي النهاية، وعند ذاك قلت لنفسي : لقد أفلتت فرصة العمل يا للخسارة
.
الضحكة
وقفت فوق القبر ألقي نظرة الوداع الأخيرة علي جثة العزيز، ترامت إلي ضحكته المجلجلة قادمة من الماضي الجميل، فنظرت حولي ولكنني لم أره إلا وجوه المشيعين المتجهمه، وعند الرجوع من المقابر همس لي صديق في أذني : ما رأيك في ساعة راحة بالمقهي ؟ سرت الدعوة في اعصابي برعشة ارتياح، ونشطت قدماي إلي حيث المجلس وقدح الماء الملج والقهوة المحوجة ومناجاة الآحقين عن السابقين .
حلم 202
تأبطت ذراعي شابة جميلة ووقفنا معاً امام بياع الكتب الذي يفرش الكتب علي الارض، ومن بين الكتب رأيت كتبي التي تشغل مساحة كبيرة، تناولت كتاباً وقلبت غلافة ولكنني فوجئت أنه لا يوجد سوي ورق ابيض، فتناولت كتاباً آخر، وهكذا جميع الكتب لم يبق منها شئ سوي ورق ابيض، استرقت النظر إلي فتاتي فرأيتها تنظر إلي برثاء .