هجرتك
الطيرُ من غدر الأفاعي حائر
أعشاشهُ مهتوكةٌ فيهاجرُ
من بعدما فقــدَ الأمانَ بغصنهِ
خوفاً الى غدر الزمانِ يسافرُ
يلقاه دومًا في مرايا دربه
حظٌّ برغم جميل صبرٍ عاثرُ
ويعيش في الترحال يصحبه الجوى
يبقى وإِنْ سكن الجبال يحاذرُ
لو شئت ان تدري مكامن حزنه
فاسمع أنينا قد رواه الشاعرُ
فرخان قدْ أُكلا بدونِ جريرةٍ
من ذا بمعشوق الفؤادِ يخاطرُ
هلّا سالت الطير عن آلامهِ
قد كان خلّاً في الغرام يُشاطرُ
هل ترتجي من ذا الطبيب نصيحةً
والجرح في روح الطفولة غائر
ما كلُّ ما نابَ الفؤادَ نثرتهُ
يا ليت حرف الشعر قولٌ عابر
لو كنتَ حقاً لي شريكاً في الهوى
و شربتَ من كأسي فأنتَ العاذرُ
نُروى مع الآلامِ كاسات المنى
وبرغم تحريم اللقاءِ نُناظرُ
غنيت للعشاق بعض حكايتي
والنجم في ليل السهاد يسامرُ
فأصبر على نار النوى يا مغرماً
لم يُحرمِ اللذاتِ عَبْدٌ صابرُ
في القلب والآفاق انوارٌ وما
كُشفَتْ لغير العارفين سرائرُ
فادعوهُ دوما والدموع سواكبٌ
تهفو إليك من السَّمَاءِ بشائرُ
م