أطفالُ جارتِنا
أطفالُ جارتنا للهِ يبتهلوا
قد بات أصغرهم بالموتِ يكتحلُ
يدعون ربي ودمعُ العينِ يسبقهم
ياربُّ ضاقتْ بنا الأرجاءُ والسبلُ
من للصغيرِ إذا ما كان ملتحفاً
بردَ الشتاءِ طواهُ الجوعُ والمللُ
ذاقوا مرارةَ أحلامٍ قد اندثرتْ
تحت الترابِ وضاعَ الحلمُ والأملُ
ياربُّ شرَّدهُم زيفٌ وأحرقهمْ
واستهدفتهم على ما فيهمُ العِللُ
هل تستساغ كؤوسَ الغدرِ في زمنٍ
فيه الستارُ على الأحلامِ منسدلُ
لمّا أهلّ حديثَ اليأسِ في كمدٍ
ذابت قلوبٌ لما قد قالت المقلُ
ضاع الصراخُ كما الأحلامُ يا ولدي
من تنشدون لنُصرةِ أمكم ثَمِلُ
يا ويحَ جارتنا ما رحتُ أنقذها
من حق نجدتها قد رحت اغتسل
لمَّا رأيتُ سيوفَ الأُسْدِ من خشبٍ
في عرسهم رقصوا عن أهلهم عدلوا
تركتُ هذي وماء العارِ لطَّخها
ورحتُ أرمي أخي بالزورِ نقتتلُ
من للقلوبِ إذا ما الزيفُ أصدأها
هل بعد حينٍ لهذا الجوِّ مُعتَدَلُ
يا حسرةَ العمرِ أقفرنا مضاربنا
هل يُستغاثُ مناةُ البؤسِ أو هُبَلُ
أم هل تصيرُ تخومُ العزِ مُزهرةً
لمَّا قلاها وراحَ الجهدُ والعملُ
قوموا سراعاً من الأجداثِ واجتهدوا
من قام بالعلمِ فيمن قبلنا وصلوا
وابنوا المصانعَ حذوا فأسَكم ثقةً
وانسوا زماناً طواه الغيُ والزللُ
شدوا السواقيَ قد بارتْ مزارعنا
من جدَّ سادَ وعونُ الله متصلُ
ماتَ الكرامُ أباةُ الدَّهرِ ما وهنوا
لمَّا أُصيبوا وغير اللهِ ما سألوا
عوض الزمزمي