السؤال: ما معنى ضلال النبي (صلى الله عليه وآله) في سورة الضحى
قال تعالى (( ووجدك ضالا فهدى )) ما الضلال هنا؟ الا يتعارض مع العصمة؟
الجواب:

جاء في تفسير الميزان20/310:
قوله تعالى (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )) المراد بالضلال عدم الهداية والمراد بكونه صلى الله عليه وآله وسلم ضالا حالة في نفسه مع قطع النظر عن هدايته تعالى فلا هدى له صلى الله عليه وآله ولا لأحد من الخلق الا بالله سبحانه وتعالى فقد كانت نفسه في نفسها ضالة وإن كانت الهداية الالهية ملازمة لها منذ وجدت فالآية في معنى قوله تعالى: (( مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ )) (الشورى:52), ومن هذا الباب قول موسى على ما حكى الله عنه: (( فَعَلتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ )) (الشعراء:20) أي لم اهتدِ بهدي الرسالة بعد.
ويقرب منه ما قيل أن المراد بالضلال الذهاب من العلم كما في قوله (( أَن تَضِلَّ إحدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحدَاهُمَا الأُخرَى )) (البقرة:282) ويؤيده قوله: (( وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ )) (يوسف:3) وقيل المعنى وجدك ضالا بين الناس لا يعرفون فهداهم اليك ودلهم عليك.
وقيل: أنه اشارة الى ضلاله في طريق مكة حينما كانت تجيء به حليمة بنت ابي ذؤيب من البدو الى جده عبد المطلب على ما روي.
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في شعاب مكة صغيرا
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في مسيره الى الشام مع عمه ابي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة.
وقيل غير ذلك وهي وجوه ضعيفة ظاهرة الضعف.
وذكر السيد الطباطبائي قدس الله سره في صفحة 312 من الميزان/2 هذا الرأي: (ووجدك ضالا: يعني عند قومك فهدى أي هداهم الى معرفتك) مقتطعا هذا المعنى من حوار بين الامام الرضا عليه السلام والمأمون العباسي.
وذكر الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل20/281:
(( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )): نعم لم تكن ايها النبي على علم بالنبوة والرسالة, ونحن انزلنا هذا النور على قلبك لتهدي به الانسانية.
ويذكر السمرقندي3/581 هذا الرأي: (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً )) يعني من بين قوم ضلال (( فَهَدَى )) يعني حفظك من امرهم وعن اخلاقهم.
وليس لهذه الموارد ربط - كما ترى - بالعصمة.