السؤال: إيضاح بعض الروايات في سيرته
لقد قرات بعض من الروايات حبذا لو تفسروها لنا اكثر وتوضحوا معناها لنا او المقصود والمستفاد منها" وجزاكم ربي الكريم عني خير الجزاء :
الرواية الاولى: عن جعفر بن محمد بن يونس, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة, فقام إلى الاشائين يعني النخلتين, فقال لهم اجتمعا, فاستتر بهما النبي (صلى الله عليه واله) فقضى حاجته, ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا. بيان: قال الجوهري: الاشاء بالفتح والمد: صغار النخل.
الرواية الثانية: روي عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال, وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة, فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه, فقال: أيها الناس ردوا علي بردي, والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم, ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا, ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة, قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.
الرواية الثالثة: وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا, يجلس حيث ينتهى به المجلس, وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,
الرواية الرابعة: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا, فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر
الرواية الخامسة: وما أكل متوكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ, وآخر من يرفع يده, وكان إذا أكل أكل مما يليه,
وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه,كئا قط حتى فارق الدنيا
الجواب:
الرواية الأولى: تظهر قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على التصرف بالأشياء أو ما يعرف بالولاية التكوينية وكذلك عرف عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه لم يُرَ منه ما يخرج منه بل كانت الأرض تبتلع ما يخرج منه وكان ذلك منذ كان صغيراً.
الرواية الثانية: الرواية تريد أن تبين أن نتيجة ما علق بالشجرة من جسد النبي (صلى الله عليه وآله) أو نتيجة المماسة بينهما صار لها هذا الأثر المستغرب من كونها خضراء كأنما يرش عليها الماء وكذلك تظهر الرواية سخاء النبي (صلى الله عليه وآله) وجوده على الرغم من عدم التعامل معه بأدب واحترام من قبل السائلين.
الرواية الثالثة: أفضل الجلسات هي الجلسة التي يستقبل بها القبلة وهو صلوات الله عليه وآله كان أكثر ما يجلس مستقبلاً للقبلة واما نصب ساقيه فلعل المقصود بها الاحتباء في الجلوس الذي كان سائداً عند العرب لشد الظهر بالثوب حين الجلوس حيث يجلس الشخص لاصقاً فخذيه ببطنه ويمسك ساقيه بيديه أو بثوبه فيشد بذلك ظهره ويكون ذلك بدلاً من الاتكاء وكان صلوات الله عليه وآله يجلس في أي مكان يجده في المجلس ولا يسعى إلى صدر المجلس أو الاماكن التي تعد لوجهاء القوم بل كان يجلس حيث يجد مكاناً.
الرواية الرابعة: أثر الكلام عن الآخرين وبيان خصالهم عنده قد يولد في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله) مقدار من النفرة من أصحابه إذا أبلغ عن أحدهم أنه عمل سوءاً بخلاف لم يكن يعلم بذلك الذنب من ذلك الشخص فإنه يتعامل معه بسلامة من الصدر وخلوه مما يشوب القلب من المنفرات.
ولا يخفى ما في الرواية من تعامل النبي (صلى الله عليه وآله) بالظواهر دون علمه الذي علمه الله وكذلك ما فيها من التعليم لنا.
الرواية الخامسة: لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) يتكأ في حال الاكل, وبدايته في الأكل حتى يتيح للآخرين الأكل لانهم ينتظرون منه ان يأكل أولاً ويؤخر رفع يده عن الأكل ليتيح لمن يريد الاستمرار بالأكل أن يستمر لأنه إذا رفع يده من الطعام قد يكون ذلك سبباً لرفع القوم يدهم عن الطعام فيؤخر رفع يده حتى يكتفي الجميع.
وكان يأكل صلوات الله عليه من امامه لامن مكان بعيد عنه. ومن صفاته أنه صلوات الله عليه إذا رأى من يتذوق بالنعم بحيث يختار منها شيئاً ويرفض آخر فان النبي صلوات الله عليه لا يذمّه ولا يمدحه.