السؤال: كان يعمل ليكسب قوته

لقد عرفنا انه كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعظ الناس ويهديهم الى طاعة الله ويامرهم باداء الفرائض والواجبات وكان يحارب الكفار لنشر الاسلام والقضاء على المعاندين السؤال لقد كان صلى الله عليه واله متزوج باكثر من
اربع نساء فكيف كان يصرف عليهم ويقضي حاجات بيوته نعم انه كان يرعى الغنم قبل ان يبعثه الله ولكن ماذا كان يشتغل بعد البعث وبعد نشر الاسلام وتزوجه باكثر من زوجه فهل كان يشتغل او يحترف حرفة ما ليصرف على زوجاته وملتزمات البيت فهل من الممكن انه (ص) كان فقط يبلغ ما امره الله تعالى في المسجد ويرجع الى البيت؟
وكذلك الحال مع امير المؤمنين (ع) ماذا كانت حرفته هل لكم ان تزودونا لمعرفة اكثر عن حياتهم الطيبة صلواة الله عليهم اجمعين ونكون شاكــــرين لكم
الجواب:

نذكر لك بعض الروايات التي تشير الى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) كانا يعملان من أجل كسب قوتهما.
ففي الكافي للشيخ الكليني (5 / 74):
عدة من أصحابنا, عن أحمد بن أبي عبد الله, عن شريف بن سابق, عن الفضل بن أبي قرة, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يضرب بالمر و يستخرج الأرضين, وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمص النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن سيف بن عميرة, وسلمة صاحب السابري, عن أبي أسامة زيد الشحام, عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من كد يده.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن فضال, عن ابن بكير, عن زرارة, عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لقى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتحته وسق من نوى فقال له: ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال: مائة ألف عذق إن شاء الله, قال: فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن أبي المغرا, عن عمار السجستاني عن أبي عبد الله, عن أبيه (عليهما السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضع حجرا على الطريق يرد الماء عن أرضه فوالله ما نكب بعيرا ولا إنسانا حتى الساعة.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن أسباط بن سالم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألنا عن عمر بن مسلم ما فعل ؟ فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): عمل الشيطان - ثلاثا - أما علم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته, يقول الله عز وجل: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله - إلى آخر الآية -) يقول القصاص: إن القوم لم يكونوا يتجرون. كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلاة في ميقاتها وهو أفضل ممن حضر الصلاة ولم يتجر.
وعن عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن ابن محبوب, عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يخرج ومعه أحمال النوى, فيقال له: يا أبا الحسن ما هذا معك ؟ فيقول: نخل إن شاء الله, فيغرسه فلم يغادر منه واحدة.
وعن سهل بن زياد, عن الجاموراني, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق, فقلت له: جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي, فقلت له: ومن هو ؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين.

تعليق على الجواب (1)
هل صح في النبي ص قول ابو هريرة
ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم).
فقال أصحابه: وأنت؟
قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)
الجواب:

في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) للعاملي ج 2 - ص 98 قال عن الرواية:
ولكننا نشك كثيرا في أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد رعى لغير أهله بأجر كهذا، تزهد به حتى العجائز، ولا يصح مقابلته بذلك الوقت والجهد الذي يبذله في رعي الغنم، نعم، نشك في ذلك، لأننا نجد :
أولا : أن اليعقوبي - وهو المؤرخ الثبت - قد نص على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن أجيرا لاحد قط .
ثانيا : تناقض الروايات، فبعضها يقول : لأهلي، وبعضها يقول : لأهل مكة، وبعضها يقول : بالقراريط، وأخرى قد أبدلت ذلك بكلمة بأجياد . وإذا كان الراوي واحدا لم يقبل منه مثل هذا الاختلاف .
نعم، قد ذكر البعض : أن العرب ما كانت تعرف القراريط، وإنما هي اسم لمكان في مكة فلماذا كان يرعى الغنم في خصوص ذلك المكان ؟ ولا يتجاوزه إلى غيره ؟ ومع غض النظر عن ذلك نقول : إنه ربما يكون هذا الاختلاف بين الرواية التي تقول : بأجياد، والتي تقول بالقراريط، بسبب أن القراريط واجيادا اسم لمكان واحد، أو لمكانين متقاربين جدا .
ولكن يعكر على هذا : أن رواية البخاري تقول : ( على قراريط )، فالظاهر من كلمة على هو : الاجر .
ويمكن أن يدفع هذا : بأن من المحتمل أن يكون قراريط اسم جبل في مكة وقد رعى (صلى الله عليه وآله) الغنم عليه .
وكل ذلك وسواه من الاحتمالات لا شاهد له، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم، وليست كذلك، بل هي عن أبي هريرة، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم .