السؤال: التوفيق بين وجوده (صلى الله عليه وآله) كنور قبل الخلق وكونه دعوة أبيه إبراهيم (عليه السلام)
نحن نعلم أن الله تعالي خلق نور النبي الاعظم (ص) قبل خلق السماوات والكائينات ولكن كيف نجمع بين هذا الامر وبين قول النبي الاعظم : ( أنا دعوة أبي ابراهيم الخليل )
الجواب:

الجمع يتم بأنَّ ما ورد من أنه سبحانه خلق نور النبي (صلى الله عليه وآله) قبل خلق السماوات والأرض, وذلك في غير عالم الدنيا, وأما ما ورد من قوله (صلى الله عليه وآله): بأنه دعوة أبيه إبراهيم, وبشرى عيسى بن مريم (الخصال - للصدوق ـ: 177) فتحمل على عالم الدنيا ولا منافاة بين الأمرين, إذ قد يكون في غير عالم الدنيا أمراً يؤخّر بيانه ووجوده بحسب علله وشرائطه في عالم الدنيا.. وخاصة إذا علمنا أن المراد بأنه(صلى الله عليه وآله) دعوة أبيه إبراهيم هي قوله تعالى: (( رَبَّنَا وَابعَث فِيهِم رَسُولاً مِّنهُم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِكَ )) (البقرة: 129), وأنه (صلى الله عليه وآله) بشرى عيسى بن مريم, المراد بها قوله تعالى: (( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ )) (الصف: 6).