الدرس التاسع: إدغام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين
أهداف الدرس
على الطالب في نهاية هذا الدرس أن:
1- يتعرّف إلى أسلوب تحقق الإدغام.
2- يميّز بين إدغام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين.
3- يطبِّق أحكام الإدغام بطريقة صحيحة وسليمة.كيف يتحقّق الإدغام؟
93
يتحقّق الإدغام عبر أوجه ثلاثة هي:
إمّا نتيجة تماثل الحرفين أي تشابههما وتطابقهما من حيث الصّفة والمخرج، وإمّا نتيجة تجانسهما من مخرج واحد وبصفة مختلفة، وإما نتيجة تقاربهما في المخرج من حيث اللفظ.
إدغام المتماثلين
هو إدغام حرف بحرفٍ مثله بحيث يصبحان حرفاً واحداً مشدّداً، أي يتّفق الحرفان صفةً ومخرجاً.
نحو: ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ﴾1، ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي﴾2، ﴿فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ﴾3.
ويطبّق إدغام المتماثلين على جميع الحروف الهجائية باستثناء حروف المدّ الثلاثة (ا، و, ي) مع شروطها، فالألف الساكن المفتوح ما قبله والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها، فبالنّسبة للألف لم يرد في القرآن الكريم مثال جاء فيه الألف الساكن وما بعده ألف متحرك، أما الواو والياء، فإن اختلفت شروطها فحكمها الإدغام.نحو: ﴿فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾4، ﴿بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾5، ﴿بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ﴾6.
95
أما إذا جاءت مدّية فيسقط الإدغام ويعمل بحكم المد، نحو: ﴿قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ﴾7،
﴿قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾8، ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ﴾9، ﴿آمَنُواْ وَعَمِلُواْ﴾10، ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ﴾11.
وقد وردت سكتة لطيفة في سورة الحاقة آية 28: ﴿مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ﴾12.
ففيها وجهان:
إما الوصل ويكون الإدغام.
وإما القطع ويكون السكت. ولكن السكت أولى.
والملاحظ أنّ إدغام المتماثلين يأتي في كلمة، نحو: ﴿يُدْرِككُّمُ﴾13، ﴿يُكْرِههُّنَّ﴾14.
وفي كلمتين، نحو: ﴿وَقَد دَّخَلُواْ﴾15، ﴿اضْرِب بِّعَصَاكَ﴾16، ﴿رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ﴾17.
ولا يُغنّ إدغام المتماثلين إلا عند الميم ويكون إدغاماً شفوياً كاملاً، نحو: ﴿مِنكُم مَّرْضَى﴾18، ﴿لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾19.وعند النّون ويكون إدغاماً بغنّة كاملاً، نحو: ﴿مِّن نِّعْمَةٍ﴾20، ﴿وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾21، ﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾22، ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ﴾23.
96
إدغام المتجانسين
هو إدغام حرفين متجانسين (الأول منهما ساكن والثاني متحرّك)، يتفقان في المخرج ويختلفان في بعض الصفات.
وينحصر إدغام المتجانسين في ثماني صور من إلتقائهما وهي:
1- الذال في الظاء، نحو: ﴿إِذ ظَّلَمْتُمْ﴾24 - تقرأ - (إِظَّلَمْتُم).
2- الدال في التاء، نحو: ﴿قَد تَّبَيَّنَ﴾25 - تقرأ - (قَتَّبَيَّنَ).
3- التاء في الدال، نحو: ﴿أَثْقَلَت دَّعَوَا﴾26 - تقرأ - (أثْقَلَدَّعَوَا).
4- التاء في الطاء، نحو: ﴿فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ﴾27 - تقرأ - (فَآمَنَطَّآئِفَةٌ).
5- اللام في الراء، (علي رأي الفَّراء وغيره أنهما من المتجانسين) نحو: ﴿وَقُل رَّبِّ﴾28 - تُقرأ - (قُرَّبِّ) أمّا على مذهب الفراهيدي فهو من الادغام الواجب في المتقاربين.
6- الثاء في الذال، وهو: ﴿يَلْهَث ذَّلِكَ﴾29 - تقرأ - (يَلْهَذَّالِكَ) وقد ورد في هذا الحرف - مع كونه من المتجانسين - خلافٌ بين القراء فأظهره بعضهم وأدغمه الباقون30.7- الباءُ في الميم، وهو: ﴿ارْكَب مَّعَنَا﴾31 - تقرأ - (ارْكَمَّعَنَا)..
97
وردَ فيه - مع كونه من المتجانسين - خلافٌ بين القّراء، فأظهره بعضُهم وأدغمه الباقون32.
8- الطاء في التاء: وهو إدغام ناقص, لأنَّ الحرف القويّ لا يَدخْلُ بكُلِّهِ في الضعيف، فكانت العربُ تُدغم الطاء الساكنة في التاء مع إبقاء صفة الاطباق منها وذلك في قوله تعالى: ﴿أَحَطتُ﴾33، ﴿بَسَطتَ﴾34، ﴿فَرَّطتُمْ﴾35، ﴿فَرَّطتُ﴾36.
إدغام المتقاربين
وهو إدغام حرفين متقاربين في المخرج والصفات، وله صورتان:
أن يتقارب الحرفان مخرجاً وصفةً بحيث يكون أحدهما قريباً من الآخر، ولا يختلفان إلا في صفة واحدة (كاللام والراء) نحو: ﴿وَقُل رَّبِّ﴾37 - تقرأ - (وَقُرَّبِّ). ويستثنى من ذلك قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم﴾38 في سورة المطففين لما فيها من السكت المانع للادغام.
أن يتقارب الحرفان مخرجاً بحيث يكون مخرج كل منهما قريباً من الآخر، أما صفاتهما فتكون مختلفة (كالقاف والكاف)، نحو: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم﴾39 في المرسلات. فقد اتفق أهل الأداء على ادغام القاف في الكاف منها ثم اختلفوافذهب الجمهور منهم إلى جعله إدغاماً كاملاً مستكمل التشديد، وذهب آخرون إلى الادغام الناقص فيه وذلك بتبقية صفة الاستعلاء.
98
وعلى رواية حفص من طريقي: (الشاطبية والطيِّبة) بالادغام الكامل وعلامته تجريد القاف من السكون مع تشديد الكاف.
99
أسـئلـة الـدرس
1- عرف كلاً من: إدغام المتماثلين، المتجانسين، المتقاربين.
2- اشرح كلاً من: الإدغام الكبير، الإظهار المطلق.
للمطالعة
أحكام القراءة طبقاً لفتاوى سماحة آية الله العظمى الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره 47:
مسألة (1): البسملة جزء من كل سورة، فيجب قراءتها عدا سورة البراءة.
مسألة (2): سورة الفيل والإيلاف سورة واحدة، وكذلك الضحى وألم نشرح، فلا تجزي واحدة منها، بل لا بدّ من الجمع مرتباً مع البسملة الواقعة في البين.
مسألة (3): يجب تعيين السورة عند الشروع في البسملة على الأقوى، ولو عيّن سورة ثمّ عدل إلى غيرها تجب إعادة البسملة للمعدول إليها، وإذا عيّن سورة عند البسملة ثمّ نسيها ولم يدر ما عيّن أعاد البسملة مع تعيين سورة معينة، ولو كان بانياً من أول الصلاة على أن يقرأ سورة معينة فنسي وقرأ غيرها أو كانت عادته قرارة سورة فقرأ غيرها كفى ولم يجب إعادة السورة.
مسألة (4): يجب أن تكون القراءة صحيحة، فلو أخلّ عامداً بحرف أو حركة أو تشديد أو نحو ذلك بطلت صلاته، ومن لا يحسن الفاتحة أو السورة يجب عليه تعلّمهما.
مسألة (5): الأحوط عدم التخلف عن إحدى القراءات السبع، كما أن الأحوط عدم التخلف عمّا في المصاحف الكريمة الموجودة بين أيدي المسلمين، وإن كان التخلّف في بعض الكلمات مثل ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾48 و﴿كُفُوًا أَحَدٌ﴾49 غير مضر، بل لا يبعد جواز القراءة بإحدى القراءات.
مسألة (6): يجوز قراءة (مالك يوم الدين) و (ملك يوم الدين) ولا يبعد أن يكون الأوّل أرجح، وكذا يجوز في "الصراط" أن يقرأ بالصاد والسين، والأرجح بالصاد، وفي "كفواً أحد" وجوه أربعة: بضم الفاء وسكونه مع الهمزة أو الواو، ولا يبعد أن يكون الأرجح بضم الفاء مع الواو.
مسألة (7): من لا يقدر إلّا على الملحون أو تبديل بعض الحروف ولا يستطيع أن يتعلم أجزأه ذلك، ولا يجب عليه الائتمام وإن كان أحوط، ومن كان قادراً على التصحيح والتعلم ولم يتعلم يجب عليه على الأحوط الائتمام مع الإمكان.