الدرس السادس: أحكام النون الساكنة والتنوين (2)
أهداف الدرس
على الطالب في نهاية هذا الدرس أن:
1- يتعرّف إلى حكم الإظهار ويطبّقه.
2- يتعرّف إلى حكم الإخفاء ويطبّقه.
3- يتعرّف إلى حكم الإقلاب ويطبّقه.

69
الإخفاء
لغة: السّتر, نقول فلان أخفى الشّيء, أي: خبّأه وستره، واصطلاحاً: هو النطق بحرف ساكن خالٍ من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة بقاء الغنّة في الحرف الأوّل أي النّون الساكنة أو التنوين، ويكون الإخفاء فيهما إذا وقع بعدهما أحد الحروف التالية: (ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ) عددها خمسة عشر حرفاً مجموعة في أوائل كلم هذا البيت:

صف ذا ثنا كم جاد شخصٌ قد سما دم طيباً زد في تقى ضع ظالماً

ويطلق على الإخفاء أنه إخفاء حقيقي, لأنّه هناك إخفاء آخر لا يتعلّق بأحكام النّون الساكنة والتنوين بل يتعلّق بالميم الساكنة, ويسمّى بالإخفاء الشفوي, وللتمييز بين الإخفاءين قلنا: الإخفاء الحقيقي.
وللإخفاء الحقيقي مراتب ثلاثة: أعلاها في المخرج الطاء والدال والتاء, وأدناها القاف والكاف وأوسطها الباقي.

71
الإقلاب
لغةً:
تحويل الشيء عن وجهه أو موضعه، واصطلاحاً: جعل حرف مكان آخر، أي قلب النون الساكنة أو التّـنوين عند الباء المتحرّكة ميماً خالصةً مع إخفائها ومراعاة الغنّة (عند الميم المقلوبة).

ويكون الإقلاب في كلمة وفي كلمتين، نحو: ﴿أَنبِيَاء﴾1, ﴿لَيُنبَذَنَّ﴾2, ﴿أَنبَأَهُمْ﴾3، ﴿مِن بَعْدِ﴾4,﴿رَّحِيمٌ﴾5، ﴿بِكُمُ﴾6, ﴿سَائِلٌ بِعَذَابٍ﴾7, ﴿أَن بُورِكَ﴾8.

72
أسـئلـة الـدرس
1- ما هو الإخفاء الحقيقي؟ بيّن الاجابة عبر مثل توضيحي؟
2- عرّف الإقلاب وأوضح لمَ كان القلب ميماً ولمْ يكن حرفاً آخر؟
تمارين
اقرأ سورة البلد كاملةً مستخرجاً أحكام النون الساكنة والتنوين؟
﴿لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد ِ* وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا * أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَة * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ﴾9.
للمطالعة
ذكر صاحب التحفة في منظومته أحكام النون الساكنة والتّنوين مرتّبة على الشكل التالي: الإظهار أولاً ثم الإدغام ثانياً ثم الإقلاب فالإخفاء، فذكر:
للنون إنْ تَسْكِنْ وللتنويــنِ
فالأوّلُ الإظهارُ قبلَ أحـرفِ
همزٌ فهاءٌ ثم عينٌ حــــاءُ
والثاني إدغـــامٌ بستةٍ أتتْ
لكنّــها قسمان قسم يُدغما
إلا إذا كان بكلــــمةٍ فلا
والثــــاني إدغامٌ بغير غنّةْ
والثالث الإقــلابُ عند الباءِ
والرابــعُ الإخفاءُ عند الفاضِلِ
في خمسةٍ من بعد عشْـرٍ رمزُها
صف ذا ثنا كم جاء شخصٌ قد سما
أربعُ أحكــامٍ فخذْ تبييني
للحلقِ ستٌ رُتّبت فلْتعرفِ
مهملتان ثم غينٌ خـــاءُ
في يرملون عندهم قد ثبتـتْ
فيه بغنّة بينمو عُلِــــما
تدغم كدنْيا ثم صنْوان تــلا
في اللام والرّا ثمّ كَــرِّرَنَّـه
ميماً بغنّة مع الإخفــــاءِ
من الحروف واجبٌ للفاضـلِ
في كلِم هذا البيت قد ضَمَّنْتُـها
دم طيباً زد في تقى ضع ظـالماً