الدرس الأوّل: التّجويد تعريفه، غايته، فائدته
أهداف الدرس
على الطالب في نهاية هذا الدرس أن:
1- يعرِّف علم التجويد.
2- يميّز غاية علم التجويد وفائدته في قراءة القرآن الكريم.
3- يعدّد السرعات التي تتم تلاوة القرآن الكريم بها ويطّبقها.التجويد
17
التجويد لغةً: هو مصدر من جوّد تجويداً، والاسم منه الجودة، وهو الإتيان بالجيّدّ أو التّحسين، يُقال: هذا شيء جيّد، أي حسن، وجوّدت الشيء: أي حسّنته، ويُقال: جاد الشيء جَودة وجُودة، أي صار جيّداً، والجود: بذل المقتنيات مالاً كان أو علماً.
والتجويد اصطلاحاً: تلاوة القرآن الكريم بصورة ضابطة، وذلك بإعطاء كل حرف حقّه من المخرج والصفات اللازمة له من همس وجهر وشدّة ورخاوة وغيرها، وإعطاء كلّ حرف ما يستحقّه من المدّ والتفخيم والترقيق والإدغام والإظهار وغير ذلك.
غاية علم التجويد وفائدته
معرفة النطق السليم وإتقان ألفاظ القرآن الكريم، وصون اللسان عن اللحن فيه.
اللحن لغةً: الميل عن الصواب.
واصطلاحاً: الخطأ في تلاوة القرآن الكريم.ويُقسم إلى قسمين:
19
اللحن الجلي.
اللحن الخفي.
اللحن الجليُّ: هو خطأ يعرضُ للفظ فيُخِلُّ بالمعنى بالإعراب، نحو: (الحمد للهِ ربُّ العالمين)، (ألهاكم التكاسر) بدل ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾1.
اللحن الخفيُّ: هو خطأ يعرضُ للفظ فيُخلّ بكمالِ صفاته دون أن يُخرجه عن حيزه كالتلاوة دون مراعاة أحكام التجويد المعروفة، مثل: ﴿وَجَاء رَبُّكَ﴾2 كترك زيادة المدّ في الألف.
﴿يُدْخِلُ مَن يَشَاء﴾3 كإظهار النون وعدم إدغامها مع الياء. ولا بدّ أن تكون التلاوة سالمة من كلا اللحنين.
سُرعات التلاوة
لتلاوة القرآن الكريم ثلاث سُرعات، هي:
أوّلاً - التحقيق:
وهو مصدر، من حقّقت الشيء تحقيقاً إذا بلغت يقينه، ومعناه المبالغة في الإتيان بالشيء على حقيقته دون زيادة أو نقصان وهو البطء في التلاوة من غير تمطيط وهي: إعطاء كل حرف حقّه ومستحقّه من إشباع المدود وإتمام الحركات وتوفية الغنّات وإخراج الحروف بعضها من بعض.ثانياً - الحدر:
20
وهو مصدر من حدَر، إذا أسرع، والحدور يعني الهبوط. والتلاوة حَدْراً هو السرعة في التلاوة من غير دمجٍ للحروف.
ثالثاً - التدوير:
هو التوسّط في سرعة التلاوة، والسُرعات الثلاث يعمّها مصطلح الترتيل، لأن الترتيل كما فسّره أمير المؤمنين عليه السلام هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، ولا غنى لقارئ القرآن عنه مهما كانت سُرعة تلاوته.
قال ابن الجزري:
ويُقرأ القرآن بالتحقيق مع حَدْرٍ وتدويرٍ، وكلٌّ متبع
21
أسـئلـة الدرس
1- ما هو تعريف التجويد؟ لغة واصطلاحاً؟
2- ما هي أهمية علم التجويد؟ وما الغاية منه؟
3- ما هي سُرعات التلاوة؟ وتحدّث عن التدوير؟
للمطالعة
أساليب غير صحيحة في القراءة
هناك أساليب غير صحيحة في قراءة القرآن الكريم قد يصل بعضها لدرجة الحرمة، نسمّيها ونصفها لتجنّبها، ومنها:
أ- التطريب: وهو أن يتتبّع القارىء صوته فيخلّ بأحكام التجويد وأصوله.
ب- الترجيع: وهو تمويج الصوت أثناء القراءة، وخاصة في المد (أو هو رفع الصوت ثم خفضه وإعادة الرفع والخفض - في المد الواحد - مرات).
ج- الترقيص: هو أن يزيد القارىء حركات بحيث كالراقص يتكسّر، أو هو يروم السكت على الساكن ثم ينفر عنه إلى الحركة في عدو وهرولة.
د- التحزين: هو أن يترك القارىء طبعه وعادته بالتلاوة على وجه آخر كأنّه حزين يكاد يبكي من خشوع وخضوع بقصد الرّياء والسمعة، أما إذا أتى القارىء بالتلاوة بنغمة حزينة في خشوع وتدبّر ومحافظة على الأحكام والأصول فهذا جائز ليس بممنوع.
رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتّلونه ترتيلاً، يحزّنون به أنفسهم..."4.
وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام في حديث آخر، إلى أنّ حُسن قراءة القرآن وتلاوته أن يكون معها "... اللين والرقّة والدمعة والوجل"5.
ولكن حزن ووجل روحي باطني ينبغي أن لا تظهر آثاره على الوجه والملامح، ليكون وصف القارىء في قول أمير المؤمنين عليه السلام: "العارفُ وجهُهُ مستبشرٌ وقلبه وجِلٌ محزون"6.
هـ- الترعيد: هو أن يأتي القارىء بصوت كأنه يرعد من شدة برد أو ألم أصابه.
و- التحريف: هو أن يجتمع أكثر من قارىء ويقرؤون بصوت واحد فيقطعون القراءة ويأتي بعضهم ببعض الكلمة وببعضها الآخر ليحافظوا على الأصوات ولا ينظرون إلى ما يترتب على هذا من إخلال بالثواب فضلاً عن الإخلال بتعظيم كلام الجبّار.
ز- التلاوة مع الآلات الموسيقية: هي من أقبح أساليب تلاوة القرآن الكريم.