السؤال: آباء النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا على التوحيد
السلام عليكم..
ورد في كتب عديدة حول آباء النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما يلي:
إنّ جميع آبائه(عليهم السلام) وأُمّهاته كانوا على التوحيد، لم يدخلهم كفر ولا عيب ولا رجس ولا شيء ممّا كان عليه أهل الجاهلية.
أي: إنّ جميع آبائه وأُمّهاته(عليه الصلاة والسلام) كانوا على التوحيد من أبيه الأوّل حتى نبيّ الله آدم(عليه السلام). فإن كان كذلك ففي زمن الأنبياء(عليهم السلام) على أيّ دين كانوا؟
مثلاً في زمن نبيّ الله موسى(عليه السلام) هل كانوا على الديانة اليهودية؛ لأنّ نبيّ الله موسى(عليه السلام) حجّة عليهم، وهو نبيّ زمانه، وكذلك في زمن نبيّ الله عيسى(عليه السلام)، وكذلك بالنسبة لباقي الأنبياء؟
وهل يحقّ لنا أن نقول: إنّهم كانوا يهوداً أو نصارى أو غير ذلك، أم لا؟ وكيف؟
يرجى بيان الأمر.
الجواب:

نعم، وكما دلّت عليه المصادر والأحاديث أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يدينون بالحنيفية وما تتعبّد به من طقوس وشعائر.
وقد قال السيّد جعفر مرتضى في كتاب (الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)) ما يلي:
((قالوا: إنّ كلمة الإمامية قد اتّفقت على أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من آدم إلى عبد الله كلّهم مؤمنون موحّدون(1).
بل ويضيف المجلسي قوله:... بل كانوا من الصدّيقين، إمّا أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين, ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية، أو مصلحة دينية(2).
ويضيف الصدوق هنا: أنّ أُمّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) آمنة بنت وهب كانت مسلمة أيضاً(3)))(4).
ثمّ قال: ((وممّن صرّح بإيمان عبد المطّلب وغيره من آبائه(صلّى الله عليه وآله وسلّم): المسعودي، واليعقوبي. وهو ظاهر كلام الماوردي، والرازي في كتابه (أسرار التنزيل)، والسنوسي، والتلماسي محشّي الصفا، والسيوطي...))(5).
ثمّ قال: ((وقد استدلّوا على ذلك أيضاً بقوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات...)(6)))(7).
والحنيفية التي سار عليها آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنّما هي: دين النبوّة والأنبياء، أو دين الله وهي الإسلام، في كلّ عهد من عهود الأنبياء تتبنّى عقيدة التوحيد وما يدور في عبادة الله وحده، وقد وصف الله تعالى إبراهيم(عليه السلام) بها كما في قوله عزّ وجلّ: (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ )) (آل عمران:67).
قال العاملي في موضع آخر: ((وجود بقايا الحنيفية - دين إبراهيم، كالحجّ وآدابه - في الجزيرة العربية، وفي مكّة بالذات؛ لأنّ العرب، وهم أولاد إسماعيل، قد توارثوا عنه الدين الحقّ وكانوا يعتزّون بذلك - إلى أن قال: - غير أنّ بقية منهم - وإن كانت قليلة جداً - قد بقيت متمسّكة بعقيدة التوحيد، وترفض عبادة الأوثان؛ وتعبد الله على حسب ما تراه مناسباً وقريباً إلى تعاليم دين إبراهي،. ومن هؤلاء: عبد المطّلب، وأضرابه من رجالات بني هاشم الأبرار.
وكان من بقايا الحنيفية: تعظيم البيت، والطواف به، والوقوف بعرفة، والتلبية، وهدي البدن...
وقد روي عن الصادق(عليه السلام) ما مفاده: إنّ العرب كانوا أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس؛ فإنّ العرب يغتسلون من الجنابة، والاغتسال من خالص شرائع الحنيفية، وهم أيضاً يختتنون، وهو من سنن الأنبياء، كما أنّهم يغسلون موتاهم، ويكفّنونهم، ويوارونهم في القبور، ويلحدونهم، ويحرمون نكاح البنات والأخوات، وكانوا يحجّون إلى البيت ويعظّمونه، ويقولون: بيت ربّنا، ويقرّون بالتوراة والإنجيل، ويسألون أهل الكتب...(8)))(9).
أمّا في ما يتعلّق بمدى علاقة آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) باليهودية والنصرانية، فنقول:
1- كما ورد في النصّ المذكور أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقرّون بكلّ من التوراة والإنجيل، هذا مسلّم به دون شك؛ لأنّ كلاً من الكتابين المذكورين كتاب الله المنزّل على موسى(عليه السلام) وهو: التوراة، وكتاب الله المنزّل على عيسى(عليه السلام) وهو: الإنجيل، فهم - أيّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) - يؤمنون بذلك حقّاً كدين في خط حنيفية إبراهيم(عليه السلام).
2- كما لا شكّ ولا ريب أنّ المؤمنين بالتوراة من قوم موسى(عليه السلام) هم مؤمنون بدين موسى كمسلمين أحناف، وهكذا القول فيمن آمن بالإنجيل من قوم عيسى(عليه السلام)، كلّ قد آمن بالله وكان في الإسلام حنيفاً.
إذاً فلا ضير في أن يكون آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذين أدركوا عيسى(عليه السلام) في دين عيسى(عليه السلام)، ومن أدرك موسى(عليه السلام) أن يكونوا في دينه أيضاً، طالما أنّهم قد أقرّوا بما جاءت به التوراة والإنجيل فلماذا لا يكونون في معية قوم عيسى(عليه السلام) وقوم موسى(عليه السلام)؟! وهذا ممّا لا يتنافى مع مسلّمة كونهم أحنافاً.
نعم، ممّا يجدر ذكره: ما ورد في قوله تعالى: (( وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللَّهِ... )) (التوبة:30) فاليهود هنا وإخوانهم النصارى قد وصفهم الله تعالى بالإشراك، والإشراك يتنافى مع مسلّمات الحنيفية وما تتعبّد به من التوحيد، وهذا يعني: أنّ اليهود والنصارى قد انحرفوا عن التوراة والإنجيل، وأنّهم على خلاف ما جاء به عيسى وموسى(عليهما السلام)...
قال الطبرسي في (مجمع البيان): (( (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً )) (آل عمران:67) نزّه إبراهيم وبرّأه عن اليهودية والنصرانية؛ لأنّهما صفتا ذمّ، قد دلّ القرآن والإجماع على ذلك. وهذا يدلّ على أنّ موسى أيضاً لم يكن يهودياً، ولم يكن عيسى نصرانياً؛ فإنّ الدين عند الله الإسلام، واليهودية ملّة محرّفة عن شرع موسى، والنصرانية ملّة محرّفة عن شرع عيسى، فهما صفتا ذمّ جرتا على فرقتين ضالّتين))(10).
وعلى ضوء هذه الحقيقة التاريخية لم يكن آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأحناف نصارى ولا يهوداً، بل كانوا على دين الأنبياء ابتداءً من عيسى وحتى إبراهيم(عليهما السلام).
ودمتم في رعاية الله
(1) انظر: أوائل المقالات: 46 القول في آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، تصحيح اعتقادات الإمامية: 139 في أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا موحّدين.
(2) بحار الأنوار 15: 117 حديث (63) الباب (1).
(3) الاعتقادات في دين الإمامية: 110(40) باب (الاعتقاد في آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)).
(4) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 185 الفصل الخامس البحث الأوّل.
(5) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 186 الفصل الخامس البحث الأوّل.
(6) مجمع البيان 4: 90 قوله تعالى: (( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ... ))، تفسير الرازي 24: 173 قوله تعالى: (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )).
(7) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 187 الفصل الخامس البحث الأوّل.
(8) انظر: الاحتجاج للطبرسي 2: 91 - 92 في ما احتجّ الصادق(عليه السلام) على الزنديق.
(9) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 230 - 231 الفصل الخامس البحث الرابع.
(10) مجمع البيان 2: 317 قوله تعالى: (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً... )).


تعليق على الجواب (1)

من الأُمور المسلّمة أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا مؤمنين، وهذا لا نقاش فيه عندنا، ولكن حسب استقصائي القاصر وتتبّعي لم أجد من تعرّض إلى أنّهم هل كانوا يدينون لله بالمسيحية؛ لأنّ رسالة عيسى(عليه السلام) كانت عامّة لكلّ الناس، ولا يسع أحد أن يتخلّف عنها إلاّ إذا لم تصله دعوته، وليس الحال هكذا في مكّة فإنّ المسيحية واصلة إليهم كما وصلت اليهودية.
نعم، ورد أنّهم كانوا على الحنيفية الإبراهيمية، ولكن لو كان هذا يكفي لكفى غيرهم، ولما احتاج الناس إلى بعث الأنبياء من جديد، فأرجو تسليط الضوء على هذا الموضوع مع إرشادي إلى المصادر التي تذكره.

الجواب:

من المسلّم به والثابت عندنا نحن الإمامية أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا موحّدين مؤمنين، وهناك إشارات من الروايات على أنّهم كانوا أحنافاً على ملّة أبيهم إبراهيم(عليه السلام), ولا توجد أيّ دلالة من الأخبار، أو الروايات على أنّهم كانوا يتعبّدون بشريعة موسى أو عيسى(عليهما السلام) حتى نستطيع أن نبتّ بالأمر, هذا هو حصيلة ما نحصل عليه من الروايات ونعتقد به، ويكفي المؤمن ذلك، ويتوقّف عن التفصيل أكثر. مع ملاحظة أنّ المسألة تشمل تعبّد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل البعثة على بعض الوجوه.
ولكن لا مانع من البحث العلمي حسب ما نعرفه من القواعد الكليّة, ونذكر هنا عدّة نقاط:
أولاً: إنّ كلّ ديانة سماوية تعتمد على ركنين: العقيدة والشريعة، أو ما نسمّيه بـ(أُصول الدين وفروعه), ومن الواضح أنّ أُصول الدين واحدة عند كلّ الأنبياء من زمن آدم إلى نبيّنا(عليهم السلام)، والتي ينصّ القرآن على أنّها الإسلام والحنيفية، وما تتميّز الشرائع إلاّ بالفروع، ومنها ينسب الشخص إلى أنّه يهودي أو مسيحي إذا تعبّد بشريعة موسى(عليه السلام)، أي: ما جاء به من أحكام (فروع) وشريعة عيسى(عليه السلام).
ثانياً: هناك بعض الروايات يدلّ ظاهرها على أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا أوصياء, وبجمعها مع الروايات التي تدلّ على أنّهم كانوا أحنافاً، يمكن أن نقول أنّهم كانوا أوصياء لإبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام) حسب الشريعة الإبراهيمية، وعليه فقد لا يلزمهم التعبّد بالشريعة الموسوية أو العيسوية من جهة كونهم أوصياء.
ثالثاً: لقد أشار السيّد جعفر مرتضى العاملي إلى أنّ الآيات والدلائل تشير إلى أنّ إبراهيم الخليل(عليه السلام) ونبيّنا الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هما اللذان كان لديهما شريعة عالمية وبُعثا للناس كافّة, ولم يسلم ذلك بخصوص نبيي الله موسى وعيسى(عليهما السلام)، بل أنّهما بعثا إلى بني إسرائيل خاصّة. وانّ معنى (أولوا العزم) من خلال الآية (( فَاصبِر كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ )) (الأحقاف:35), هو التأكيد على رسوخ وعمق درجة العصمة فيهم وقدرتهم الكبيرة على التحمل.. إلى آخر ما أشار إليه(1).
وبما ذكرناه ينحلّ الإشكال.
ودمتم في رعاية الله
(1) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 198 - 200.


تعليق على الجواب (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهمّ صلّ على محمّد وآله الطاهرين..
آباء النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا جميعاً موحّدين غير مشركين، وذلك ما جاء في قوله تعالى: (( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )) (الشعراء:218-219).
نسب نبيّ الإسلام: محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر (وهو الملقّب بقريش) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان - اشتهر أنّ الرسول كان يقف في نسبه عند عدنان - (بعض النسابين يتابع واصلاً النسب إلى آدم أبو البشر) بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن نبيّ الله إسماعيل بن نبيّ الله إبراهيم بن تارخ - وقال بعضهم أنه نفسه آزر - بن تاخور ابن شارخ (شاروخ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نبيّ الله نوح بن لامك ابن متوشلخ بن أخنوخ - قيل أنّه نبيّ الله إدريس - بن يرد بن مهلائيل بن قنين (قينان) بن يافث بن شيث بن آدم.
(( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَومَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (الأنعام:74).
(( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ وَكَانَ فِي مَعزِلٍ يَا بُنَيَّ اركَب مَعَنَا وَلا تَكُن مَعَ الكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّهِ إلاّ مَن رَحِمَ وَحَالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكَانَ مِنَ المُغرَقِينَ )) (هود:42-43).
آزر، قال البعض انّه جدّه لأمّه، والبعض قال انّه عمّه، لكن ماذا عن سام بن نوح الذي صرّح القرآن بعدم إيمانه فكيف يكون آباء الأنبياء كلّهم مؤمنين موحّدين؟
الجواب:

هذا الكلام غير صحيح؛ فإنّ (سام) ممّن بقي مع أبيه نوح(عليه السلام)، وهو أبو العرب وجميع الساميين.
أمّا ابن نوح(عليه السلام) الذي غرق فقيل: اسمه: (كنعان)، وهو قول الأكثرين؛ وقيل: (يام)(1)، قاله أبو صالح، عن ابن عبّاس، وبه قال عبيد بن عمر وابن إسحاق(2)!!
هذا على قول من يقول: بأنّه ابنه، أمّا الآخرين فقد أخذوا بروايات عديدة بأنّه ليس ابنه، كما في قراءات أُخرى، مثل قوله: (ونادى نوح ابنها)(3)، وفي أُخرى: (ابنه) في لغة طيّ تعني: ابن امرأته(4).
قال الغرناطي الكلبي: (( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ )) (هود:42) كان اسمه كنعان، وقيل: (يام)، وكان له ثلاث بنون سواه، وهم (سام، وحام، ويافث)، ومنهم تناسل الخلق(5).
وقد أوردت ما قلناه جميع تفاسير الفريقين، فلا ندري من أين استقيت تلك المعلومة عن (سام) أبو العرب.
نعم، نسب ذلك إلى عبيد بن عمير(6)، والظاهر أنّه تصحيف عن (يام)؛ لأنّهم عدّوا عبيد بن عمير من القائلين بذلك(7).
وعلى كلّ الاحتمالات التي ذكرناها وذكرها العلماء لا يكون ذلك نقضاً لقاعدة كون آباء الأنبياء موحّدين.
ودمتم في رعاية الله
(1) مجمع البيان 5: 280 قوله تعالى: (( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ... )).
(2) انظر: زاد المسير 4: 88، تفسير القرطبي 9: 38.
(3) انظر: كنز العمّال 2: 600 حديث (4838) القراءات، التبيان 5: 495 قوله تعالى: (( قَالَ يَا نُوحٌ أَنّهُ لَيسَ مِن أهلِكَ... ))، تفسير الرازي 17: 231.
(4) انظر: تفسير العيّاشي 3: 148 حديث (30) قوله تعالى: (( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ... ))، قرب الإسناد: 41 حديث (132)، تفسير القمّي 1: 328 سورة هود.
(5) التسهيل لعلوم التنزيل 2: 16 قوله تعالى: (( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ... )).
(6) انظر: تفسير البغوي 2: 385.
(7) انظر: زاد المسير 4: 88.


تعليق على الجواب (3)
أطالب بنقاط على توحيد آباء النبي محمد يعني الرواية والمصدر نقطة نقطة
الجواب:

يستدل على ايمان اباء النبي (صلى الله عليه وآله) من لدن آدم الى عبد الله بما يلي:
أولاً: قوله تعالى (( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )) (الشعراء:218-219).

ثانياً: قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما في اوائل المقالات للشيخ المفيد ص46 (لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين، إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا).

ثالثاً: في كفاية الاثر للخزاز القمي - ص 71 قال:
ثم قال عليه السلام خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام، ثم نقلنا إلى صلب آدم، ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . فقلت: يا رسول الله فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم؟ قال: كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح الله تعالى ونمجده.

رابعاً: وفي المسترشد لمحمد بن جرير الطبري ص581 قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم يمسني سفاح اهل الجاهلية ولم ازل انقلب من اصلاب الطاهرين الى ارحام المطهرات.

خامساً: وفي الامالي للشيخ الطوسي ص183 قال:
30 / 9 - أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن البصري، قال: حدثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم العمي، قال: حدثنا أبو الطيب محمد ابن علي الأحمر الناقد، قال: حدثني نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد، قال: حدثنا حميد، عن نصر بن مالك، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كنت أنا وعلي عن يمين العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما خلق آدم جعلنا في صلبه، ثم نقلنا من صلب إلى صلب في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهرات حتى انتهينا إلى صلب عبد المطلب، فقسمنا قسمين: فجعل في عبد الله نصفا، وفي أبي طالب نصفا، وجعل النبوة والرسالة في، وجعل الوصية والقضية في علي، ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من أسمائه، فالله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، فأنا للنبوة والرسالة، وعلي للوصية والقضية .

سادساً: في الكافي للشيخ الكليني ج 1 ص 441 قال:
أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله الصغير، عن محمد بن إبراهيم الجعفري، عن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله كان إذ لا كان فخلق الكان والمكان وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا . فلم يزالا نورين أولين، إذ لا شئ كون قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة، حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب عليهم السلام .

سابعاً: وفي علل الشرائع للشيخ الصدوق ج 1 ص 208 قال:
حدثنا إبراهيم بن هارون الهاشمي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال حدثنا عيسى بن مهران قال: حدثنا منذر الشراك قال حدثنا إسماعيل ابن عليه قال أخبرني أسلم بن ميسرة العجلي عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل: ان رسول الله قال: إن الله عز وجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل ان يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام قلت فأين كنتم يا رسول؟ قال: قدام العرش نسبح الله تعالى ونحمده ونقدسه ونمجده قلت: على أي مثال؟ قال أشباح نور حتى إذا أراد الله عز وجل ان يخلق صورنا صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر يسعد بنا قوم ويشق بنا آخرون، فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبى طالب ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليا ثم أعاد عز وجل العمود إلي فخرجت منى فاطمة ثم أعاد عز وجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين - يعنى من النصفين جميعا فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة.