➖➖➖➖➖➖
على هَامِشٍ صاحَ بي واسْتَوَى
ومن دَمْعِهِ وَجْهُهُ ما ارْتَوَى
فُؤادٌ يُعُضُّ الأَمَاني
إذا تَمَلْمَلَ منْ نَفْسِهِ وانْطَوَى
ويَسْكُبُ أوْجاعَهُ في فَمَي
فأشربَهَ شربَ صَبٍّ دَوَا
ويَبْحُثُ في جُرْحِهِ عنْ دمٍ
يَمُجُّ الشغافَ إذا ما اكْتَوَى
ويَصْعُدُ مِثْلَ المَسِيحِ إلي
ويَسْقُطُ مُسْتَعْصِماً بالنَوَى
ويَضْبِطُ أنْفاسَهُ مُعْلِناً
بإنَّ القَصِيدةَ فِقهُ الجَوَى
ويَحمِلُ في ظَهرِهِ عُمرَهُ
ويخسرُ في دربِهِ ما حَوَى
يُـرِيـدُ النَجَـاحَ ولَكِنَّـهُ
يَعُودُ إلـى ذَلِـكَ المُسْتَوَى
فيَمْشَي على شَوكِ أيَّامِهِ
ويَكْبو على صَخْرَةِ الإِسْتَوَا
ويَنْفُضُ في قَبْرِهِ صَوتَهُ
ويسخرُ من نبضِهِ إذْ عَوَى
ويَقْفِزُ فَوقَ رَصَيفِ المَسَا
ليَضْحكَ نَجْمٌ إذا ما هَوَى
ويَرْسُمُ نِصْفَ المَسَا شَاخِصَاً
ونِصفاً يُغنِّي إذا ما ارْعَوَى
ويكتُبُ عن هاجسٍ كاذبٍ
يُصفُّقُ في داخلي للخَوَا
ويُعلِنُ عن فِتنةٍ شكلها
كخنزيرة ٍذيلُها ما الْتَوَى
فيأتي غُرابٌ يجـرُّ النبا
بإنَّ النَهَـارَ يَبِيعُ الهَوَا
وأنَّ الإلــهَ تجلـَّى هنا
وباعَ الصُكوكَ بـ"سقطِ اللِّوَا"
وحَرْبٌ إلى هاتفي أقبلتْ
تُبيحُ دِمِائي لأهْلِ الهَوَى
وكُنْتُ كَثَيراً أقُولُ لها:
دَعيني، "لكُلِّ امْرئٍ ما نَوَى".
زهير الطاهري