تلاشٍ
إنّي أتلاشى
كعطر وردةٍ نفد عبيرها
كسماءٍ تنتمي إلى اللّازورد
أحلّق..
أطير..
أنتمي إلى اللا شيء
إلى الأشياءِ
إلى العدم
إلى الصّمت الذي يحترم قدسية الأماكن
إلى الهدوء الذي يعتري الصّمت
لحظة تفاهة المواقف
أنتمي إليكَ
إلى جدليةِ المنطق في عينيكَ
إلى الوقت الذي لا يكترث لغيابنا
ولن يكترث
إلى النسيم في بلادي
الأوكسيجين المحمل برائحة الفولاذ
والرّصاص والمطر
الصابون الممزوج بغار النداء
والصبر والحبّ
أنتمي منكَ.. إليكَ.. وبكَ
يختلط رمادي بالورود
والتراب... والعصافير
أحلق.. أطير
إلى اللاّ شيء..
العدم
الأماكن المغترة بأصحابها
الطلاسم غير المفهومة
كلها وجميعها أشيائي
ومائي
ودخاني
فأتلاشى وأتلاشى.