كلب ينقذ أسرة فنزويلية.. وظائف ومنزل واستقرار عائلي
العين الإخبارية - بسمة أبوطالب
عائلة زوليتا الفنزويلية
من الصعب بدء حياة جديدة في بلد مختلف دون موارد مالية كافية، لكن أسرة فنزويلية تركت مدينتها وبيتها وحياتها للبدء من جديد، وبالفعل تغير حالها بفضل كلب شارع.
وعاش وانجر زوليتا وزوجته ماريبيل بماراكايبو في فنزويلا، ولكن عمل الزوجين لم يمكنهما من توفير الأموال الكافية لرعاية ومعيشة أطفالهما، وأجبرتهما الظروف السيئة على بيع منزلهما وسيارتهما والأجهزة الكهربائية، وقررا مغادرة المدينة، بحسب صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية.
وعمل الزوجان لمدة 15 عاماً كفنيين في شركة نفط حكومية، ولكن بسبب الأزمة الأخيرة في فنزويلا، عانا وأطفالهما من نقص في الغذاء وارتفاع الأسعار، ليقترح "زوليتا" على زوجته الانتقال إلى العاصمة الكولومبية بوجوتا، قائلاً: "أخبرت زوجتي أننا إذا بقينا هنا، فلن نتمكن من البقاء على قيد الحياة".
ورغم صعوبة رؤية ألم أطفاله وهم يتركون الحياة التي يعرفونها، فإن "زوليتا" قال إنه يفضل تنظيف دورات المياه في بلد آخر مقابل منح أطفاله فرصة لتعليم جيد.
وفي نهاية عام 2018، انطلق زوليتا إلى بوجوتا عاصمة كولومبيا، وبعد أسبوع، التحقت به زوجته ماريبل وأبناؤها، وينجر جونيور 12 عاماً، ناتالي 11 عاماً، نيكول 8 أعوام، وتياجو 4 أعوام.
ومع آخر مدخرات لها، استأجرت الأسرة غرفة في شقة، وبدأت في بيع مخبوزات الجبن في الشارع، وكل صباح، بينما كان وانجر جونيو يساعد والديه في بيع المخبوزات، تبقى ناتالي في المنزل لرعاية إخوتها الصغار، لتتمكن الأسرة من دفع الإيجار، وتكاليف الطعام وتخصيص بعض الأموال للمصاريف المدرسية.
ودون أن يخبر والديه، بدأ "وانجر الصغير" في أحد الأيام في توفير بعض النقود البسيطة التي كان يجمعها من بيع المخبوزات، لإطعام كلب نائم في الشارع المجاور، وذات يوم أحضر الكلب الذي أطلق عليه اسم "شانا" إلى غرفته وأخبر والديه أنه يريد الاحتفاظ به.
وافق "زوليتا" على مضض، لكن في صباح اليوم التالي قال مالك العقار لهم إنه لا يمكنهم تربية الكلب في هذه الغرفة، وهو الخبر الذي أحزن الطفل الصغير كثيراً، الأمر الذي لم يستمر لمدة طويلة، لتتغير حياة هذه الأسرة تماماً بفضل "شانا".
وفي وقت لاحق من صباح ذلك اليوم، سمع أحد الزبائن المعتادين على المخبز القصة وطلب رقم "زوليتا"، الذي تلقى مكالمة هاتفية من إيزابيلا رويز، والتي عرضت عليه إمكانية أخذ الكلب وتربيته في منزل والدها، هيرناندو رويز.
قام هيرناندو رويز، الذي يشارك في امتلاك مدرسة خاصة، بدعوة زوليتا ووانجر جونيور لتناول القهوة وأخذ الكلب، ليسألهما عن كيفية مساعدتهما، فحكى له "زوليتا" قصتهم وظروف الأسرة الحالية وبحثه عن وظيفة مستقرة.
لكن الأمر الذي غير حياة الأسرة تماماً بفضل هذا الكلب، أنه بعد يومين من مغادرة شانا منزل "زوليتا"، اتصل رويز (المالك الجديد لشانا) وعرض على "زوليتا" وظيفة مدير المزرعة في مدرسته.
وفي اليوم التالي، أخذه رويز إلى المدرسة وأشار له إلى منزل قريب، حيث يمكنه استئجاره، هو وعائلته والكلب الذي غير حياة الأسرة بالكامل وكان سبباً في استقرارها مرة أخرى.