موقف السفياني (أبو بكر البغدادي)
من المهدي في آخر الزمان
*
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
إِذَا بَلَغَ السُّفْيَانِيَّ (لَعْنَهُ اللَّهُ) أَنَّ الْقَائِمَ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ مِنْ نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ يَتَجَرَّدُ بِخَيْلِهِ حَتَّى يَلْقَى الْقَائِمَ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) ، فَيَخْرُجُ فَيَقُولُ : أَخْرِجُوا إِلَيَّ ابْنَ عَمِّي !
فَيَخْرُجُ عَلَيْهِ السُّفْيَانِيُّ فَيُكَلِّمُهُ الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) فَيَجِيءُ السُّفْيَانِيُّ فَيُبَايِعُهُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : مَا صَنَعْتَ ؟
فَيَقُولُ أَسْلَمْتُ وَبَايَعْتُ .
فَيَقُولُونَ لَهُ : قَبَّحَ اللَّهُ رَأْيَكَ .. بَيْنَ مَا أَنْتَ خَلِيفَةٌ مَتْبُوعٌ فَصِرْتَ تَابِعاً !
فَيَسْتَقْبِلُهُ فَيُقَاتِلُهُ ثُمَّ يُمْسُونَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ثُمَّ يُصْبِحُونَ لِلْقَائِمِ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) بِالْحَرْبِ فَيَقْتَتِلُونَ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَمْنَحُ الْقَائِمَ وَأَصْحَابَهُ أَكْتَافَهُمْ فَيَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى يُفْنُوهُمْ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَخْتَفِي فِي الشَّجَرَةِ وَالْحَجَرَةِ فَتَقُولُ الشَّجَرَةُ وَالْحَجَرَةُ يَا مُؤْمِنُ هَذَا رَجُلٌ كَافِرٌ فَاقْتُلْهُ فَيَقْتُلُهُ .
فَتَشْبَعُ السِّبَاعُ وَالطُّيُورُ مِنْ لُحُومِهِمْ فَيُقِيمُ بِهَا الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) مَا شَاءَ ثُمَّ يَعْقِدُ بِهَا الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) ثَلَاثَ رَايَاتٍ لِوَاءً إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ ، وَلِوَاءً إِلَى الصِّينِ فَيَفْتَحُ لَهُ ، وَلِوَاءً إِلَى جِبَالِ الدَّيْلَمِ فَيَفْتَحُ لَهُ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
وَيَنْهَزِمُ قَوْمٌ كَثِيرٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى يَلْحَقُوا بِأَرْضِ الرُّومِ فَيَطْلُبُوا إِلَى مَلِكِهَا أَنْ يَدْخُلُوا إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ لَهُمُ الْمَلِكُ :
لَا نُدْخِلُكُمْ حَتَّى تَدْخُلُوا فِي دِينِنَا وَتَنْكِحُونَا وَنَنْكِحَكُمْ وَتَأْكُلُوا لَحْمَ الْخَنَازِيرِ وَتَشْرَبُوا الْخَمْرَ وَتَعَلَّقُوا الصُّلْبَانَ فِي أَعْنَاقِكُمْ وَالزَّنَانِيرَ فِي أَوْسَاطِكُمْ . فَيَقْبَلُونَ ذَلِكَ فَيُدْخِلُونَهُمْ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ الْقَائِمُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) أَنْ أَخْرِجُوا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَدْخَلْتُمُوهُمْ !
فَيَقُولُونَ قَوْمٌ رَغِبُوا فِي دِينِنَا وَزَهِدُوا فِي دِينِكُمْ .
فَيَقُولُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) : إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُخْرِجُوهُمْ وَضَعْنَا السَّيْفَ فِيكُمْ .
فَيَقُولُونَ لَهُ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فَيَقُولُ قَدْ رَضِيتُ بِهِ فَيَخْرُجُونَ إِلَيْهِ ، فَيَقْرَأُ عَلَيْهِمْ وَإِذَا فِي شَرْطِهِ الَّذِي شَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْفَعُوا إِلَيْهِ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهِمْ مُرْتَدّاً عَنِ الْإِسْلَامِ وَلَا يَرُدَّ إِلَيْهِمْ مَنْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمْ رَاغِباً إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَإِذَا قَرَأَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ وَرَأَوْا هَذَا الشَّرْطَ لَازِماً لَهُمْ أَخْرَجُوهُمْ إِلَيْهِ .
فَيَقْتُلُ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) الرِّجَالَ وَيَبْقُرُ بُطُونَ الْحَبَالَى وَيَرْفَعُ الصُّلْبَانَ فِي الرِّمَاحِ ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى أَصْحَابِهِ يَقْتَسِمُونَ الدَّنَانِيرَ عَلَى الْجُحْفَةِ ثُمَّ تُسْلِمُ الرُّومُ عَلَى يَدِهِ فَيَبْنِي فِيهِمْ مَسْجِداً وَيَسْتَخْلِفُ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ .
المصدر : (البحار : ج52، ص388.)
*
ملاحظة :
إنّ السفياني هي الشخصية المعادية للنبي محمد وعترته (صلى الله عليهم وسلم) .
فَعَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّا وَآلَ أَبِي سُفْيَانَ أَهْلُ بَيْتَيْنِ تَعَادَيْنَا فِي اللَّهِ ، قُلْنَا صَدَقَ اللَّهُ وَقَالُوا كَذَبَ اللَّهُ ، قَاتَلَ أَبُو سُفْيَانَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَقَاتَلَ مُعَاوِيَةُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) ، وَقَاتَلَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) ، وَالسُّفْيَانِيُّ يُقَاتِلُ الْقَائِمَ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) . (بحار الأنوار : ج52، ص190. عن معاني الأخبار .)
وأنّ السفياني سيقاتل المهدي في آخر الزمان بجيشه من الأعراب المتجحفلين (الأعراب وليس العرب) .
مستعيناً بذلك الأمر بدول النصارى واليهود ، كما كان أجداده الأمويين يتمتعون بمكانة مميزة لدى المسيحيين ودعمهم بالسيوف والنبال ، فلا ضير والله أن تدعم أمريكا وإسرائيل داعش وتدافع عنه .
ملاحظة أخرى :
خُذ بعين الأعتبار أن الحديث الشريف يحاكي التطور في آخر الزمان ، فمثلاً أنّ الشجرة التي تكلم عنها الإمام الباقر (عليه السلام) التي تفضح أعداء القائم (عجل الله فرجه) ليس كما تتصورها بهذه البساطة ! بل فيه رمز أنّ لجيش القائم قدرة عالية على رؤية أشعة الجسم من خلال الكاميرا أو شيء آخر .
واعلم أنّ معنى الرايات يعني أعلام الدول والبلاد .