تأریخ التحریر: : 2019/6/6 16:59
{بغداد:الفرات نيوز} حذرت الأرصاد الجوية، اليوم الخميس، من قدوم موجات حارة تدعى {رياح البوارح} الى جميع مدن العراق منتصف الأسبوع المقبل.
وذكر المتنبئ الجوي صادق عطية على صفحته في {الفيسبوك} ان" أقرب الموجات الحارة التي ستتعرض لها مدن البلاد جميعها خلال ستكون منتصف الاسبوع المقبل".
وفي رده على سؤال حول تعرض مدن العراق لأعلى درجة حرارة صيفا أكد عطية انه" ليس لخط الاستواء علاقة بذلك فالدول التي تقع على خط الاستواء معتدلة الحرارة حاليا"، مبينا ان" هناك عوامل عديدة تتحكم بمناخ العراق وتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل".
وأوضح" كما نعلم ان العراق يعيش حاليا ايام الصيف مناخيا الذي يبدأ عادة اعتبارا من بداية حزيران حيث تكون الشمس شبه عمودية فتزداد سخونة الارض معها لأنها تكتسب المزيد من الحرارة، ومناخنا متعدد مابين مناخ {الجبال والسهوب وشبه الصحراوي، والبحر المتوسط متمثل بمدينة الموصل}.
وأضاف عطية" السهوب والصحراوي معروفان بارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف دون باقي المدن والدول المجاورة؛ لان اشعة الشمس شبه عموديه فتتركز شدتها على مساحات صغيرة، كما ان مدن وسط وجنوب العراق تقع في وادي يتأثر بالرياح الهابطة من سلاسل الجبال التي تحيط بالبلد شمالا وشرقا وايضا من الهضاب غربا".
وزاد" حيث ان الرياح تسخن عند هبوطها من مكان مرتفع الى مكان منخفض بسبب ارتفاع الضغط عليها، فمثلا ان انحدار الرياح القادمة من جبال زاغروس شمال شرق العراق إلى مناطق منخفضة، سوف تحتك بقمم السفوح الجبلية، فترتفع حرارتها وتقل رطوبتها، وبعد هبوطها تسير مسافة مئات الكيلومترات عند اتجاهها جنوبا لتكتسب المزيد من الحرارة والجفاف، مشيرا ان" هذا يفسر انخفاض الحرارة في الدول التي تجاورنا رغم وقوعها على نفس خط العرض الجغرافي، يعني هنا التضاريس تتحكم بدرجة حرارة الرياح القادمة للبلاد".
واردف عطية بالقول" لذلك من الطبيعي ان يتعرض العراق لموجات حارة خلال فصل الصيف اللاهب اثناء هبوب الرياح الشمالية التي تسمى محليا {رياح البوارح}، تستمر كل موجه عدة ايام اذ ترتفع درجات الحرارة فوق معدلاتها وتقترب من الخمسين واعلى قليلا في الوسط والجنوب".
واكد " كما يتمركز مرتفع جوي في طبقات الجو العليا {3-5 كم}، يتسبب بهبوط التيارات الهوائية من الأعلى إلى الأسفل، والتي بدورها تتسبب بضغط الهواء وتكدسه في طبقات الجو الدنيا؛ فترتفع بسببه درجات الحرارة، اضافة الى وجود منخفض حراري سطحي يتكون بسبب ارتفاع الحرارة أيضا، وهذان يساهمان معا في رفع درجة الحرارة بين فترة واخرى صيفا، في حال كان تأثيرهما معا".
ونوه عطية الى" الناحية الطبوغرافية، لها تاثير ايضاً فهناك عوامل ترفع درجة الحرارة تتمثل في تناقص مساحات البحيرات، والأنهار، والغطاء النباتي الكثيف؛ وهذه العوامل كما نعلم تقلل من حرارة الشمس، كما أن خلو سماء المنطقة من السحب، يسمح لأشعة الشمس بالوصول للأرض بشدة اعلى، إضافة لذلك انه منذ مطلع ستينيات القرن الماضي؛ مع دخول الكهرباء وازدياد الطلب عليها، واتساع رقعة العمران على حساب المساحات الخضراء، قد ساهم في وصول درجات الحرارة إلى درجة كبيرة كما نشاهدها اليوم".