خائبون
كجندٍ تحاصرهم خيانة
كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ
بإبرةِ الوهم.
منكوبون
كمدنٍ سبتها الريحُ
ولعنةُ الوباء...
جبينكَ رهينةٌ
ودربكَ استنفذَ الخطا
يطفو زيتُ السأمِ
على بلاهةِ المكان
عائدٌ أنتَ من الموتِ
كسيراً بلا موت..
أيها المسرفونَ:
لاتبذروا مصيرهُ
ماهكذا تُصانُ العهود!!
رمادكَ في منفضةِ قلبي
ينتظرُ القيامة..!!
والشمسُ تسرقُ ظلكَ
من جيبِ قامتي
تلعقُ قطط الوحشةِ
ماتبقى من زاد البياتِ
في صحنِ أنسي
وأبيتُ على الطوى
ضامرَ الروحِ
سقيمَ الفرح
أنا الملطخُ بالعدمِ
بعدَ تأويلِ ميراثي فيك
تزفُ المواسمُ حقولي
زفافَ الأراملِ إلى أقدارها
ورحى الغيابِ تطحنُ
حنطةَ المسراتِ
تذروها على أقاليم الضياع
مخالبُ الهواجسِ تمزقُ
ثيابَ غدنا..
يالعرينا القبيح!!!!!
قلي ولو مرةٍ :
من كسرَ عكازَ الزغاريد
وأرداني كفيفاً
في وعورةِ المآتمِ!!!؟
ترجمنا فيكَ لعنةُ الخلافة
ونسمي قصائدنا
بأسماءِ خيولنا الذبيحة
نموتُ قبلَ الموتِ بموتين
نموتُ بعد الموتِ بموتين
تتأمرُ علينا خطوطُ الطول
تكيدُ لنا خطوطُ العرض
وكلنا قرابين على خط الزوال...!!
في الزمنِ الضرير
لاتفكر بالضياء
في عصر الجليد
ماحاجتكَ لرعشةِ القلب
وبروتوس مازال
يتأبطُ خِسَتَهُ!!!
وحينَ يفور بك التوقعُ المرير
اطرد كلَ العرافات
عن بابكَ الهزيل...
ندخلُ مدنَ اليأس
فاتحينَ بلاقتال
يالبطولاتنا في
ركنِ التاريخِ العاري
يالبسالتنا المتزحلقةِ
على خديعةِ المسافات
وهشيمِ الأماني!!!
كلُ أعيادنا مولودةٌ
في مطلعِ نيسان
نغزُّ السيرَ إلى أقدارنا
كصوفيٍّ مخدوع
يبحثُ عن كعبةِ الضوء
ساعةَ رحيلِ الشموس.
سليمان أحمد العوجي.