قال النبي ( ص ) “انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق” واحسب ان كلمة اتمم تعني : ان الاخلاق السائدة عصرذاك قبل الاسلام كانت بحاجة الى تحديث وعصرنة وتطوير ، فهل نحن بحاجة في عصرنا هذه الى مواصلة التحديث والعصرنة والتطوير !
كثيرا ما نردد ان الدين هو الاخلاق والقران كتاب عبادي اخلاقي ، لكن هل تحتاج الاخلاق القرآنية الى تحديث ؟ هل اصبحت التشريعات الاخلاقية بحاجة الى تطوير مع حجم التطور والحداثة والثورات التكنولوجية ؟
فمثلا ، نحن كمسلمون مازلنا نعتقد ان الاخلاق تكمن في تجنب الكذب ، ولكننا نجد الف مسوغ وتبرير لنكذب على المراة او على الطلبة او في تعاملاتنا التجارية او بين عوائلنا ، نعتقد ان الاسلام هو دين المحبة لكننا
نكره من يخالفنا الرأي والمعتقد ، فالمسلم يكره اليهودي ، وحتى طوائفنا كل طائفه تكرة دولة معينه لانها على اختلاف مع طائفه اخرى في بلادها وحتى اصحاب الدين الواحد اختلافات بالطائفة الواحدة نجد من يكره الاخر لمجرد اختلاف الرأي أو المصلحة .
نحن نؤمن – مثلا – بالعطاء والزكاة لكننا نكرم الفقير اليتيم فقط لأنه ذكر بالقرآن أما ردم حفرة في شارع تضر المارة او بناء مستشفى للأمراض او دار للعجزة ، فهذا لم يذكر بالشريعة نصا ، لذا نحن بعيدون عن هذا الاتجاه ، ولا ننتبه اليه ، واذا انتبهنا سنقول انها مهمة الحكومة .
ان الامانة لا تعني فقط صيانة اموال الاخرين ، ولكنها تشمل الحفاظ على اعراض الاخرين وعدم التشهير بوسائل التواصل الاجتماعية ، بل والامانة تعني ايضا الحفاظ على مواعيد العمل و وصيانة الممتلكات العامة.
البيئة ومشاكلها لم يتعرض لها القرآن الكريم ولم ترد في نص شرعي ، فهل نحن غير معنيين بها ؟ وغيرها كثير …
لقد اصبح العقل الاسلامي جامد على الصح والخطأ المذكور في القرآن فقط او ما ورد في نصوص تشريعية نصا ، بينما هناك تطور هائل في المفاهيم والمصاديق معا ، وهو ( أي العقل الاسلامي ) لا يستطيع استنباط اي
حكم لمسألة آنية مستحدثة الا بتشريع فقهي فهل هذا يتناسب مع عالم تتغير فيه القيم بسرعة فائقة ؟ وهل الفقيه وحده القادر على وضعنا على سكة التحضر والعصرنة ، وهل على الفقيه حصرا دون غيره ان يقودنا ؟
اما في مجال معالجة الجهل فالمشكلة ليست في ايجاد تشريع لتحريم بعض السلوك المنافي للاخلاق ، انما في كيفية تنمية الواعز الضميري ليتجنب الانتهاكات الاخلاقية والجهل المتفشي في المجتمع كونه من احد الاسباب المهمة في التدهور الاخلاقي المجتمعي الذي نعيشه حالي .