* الهبة الْإلهية والعطايا الجزيلة بعد صيام شهر رمضان *
*
1- تكفير خطيئة آدم (عليه السلام) ،
اذابة الحرام عن الجسد ، القرب من رحمة الله تعالى ،
تهوين سكرات الموت ، الأمان من الجوع والعطش يوم القيامة ،
ويعطيه الله تعالى براءةً من النار ويُطعمه من طيبات الجنة :
عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) قال : جَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلوات الله عليه وآله) ، فَسَأَلَهُ أَعْلَمُهُمْ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ : لِأَيِّ شَيْءٍ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّوْمَ عَلَى أُمَّتِكَ بِالنَّهَارِ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، وَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْأُمَمِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلوات الله عليه وآله) : إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ بَقِيَ فِي بَطْنِهِ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ ثَلَاثِينَ يَوْماً الْجُوعَ وَالْعَطَشَ ، وَالَّذِي يَأْكُلُونَهُ بِاللَّيْلِ تَفَضُّلٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ ، وَكَذَلِكَ كَانَ عَلَى آدَمَ (عليه السلام) ، فَفَرَضَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَى أُمَّتِي ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ (صلوات الله عليه وآله) هَذِهِ الْآيَةَ : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيّاماً مَعْدُوداتٍ﴾ .قَالَ الْيَهُودِيُّ : صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ ، فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَامَهَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلوات الله عليه وآله) : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ احْتِسَاباً إِلَّا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ سَبْعَ خِصَالٍ ، أَوَّلُهَا يَذُوبُ الْحَرَامُ فِي جَسَدِهِ ، وَالثَّانِيَةُ يَقْرُبُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالثَّالِثَةُ يَكُونُ قَدْ كَفَّرَ خَطِيئَةَ أَبِيهِ آدَمَ ، وَالرَّابِعَةُ يَهُونُ عَلَيْهِ سَكَرَاتُ الْمَوْتِ ، وَالْخَامِسَةُ أَمَانٌ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالسَّادِسَةُ يُعْطِيهِ اللَّهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ ، وَالسَّابِعَةُ يُطْعِمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ طَيِّبَاتِ الْجَنَّةِ . فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ . (الأشهر الثلاثة : ص101.)
*
2- أداء زكاة البدن :
عن النبي (صلوات الله عليه وآله) قال :
إِنَّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ زَكَاةً ، وَزَكَاةُ الْأَجْسَادِ الصِّيَامُ . (البحار : ج93، ص254.)
وعنه (صلوات الله عليه وآله) قال :
لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ ، وَزَكَاةُ الْأَبْدَانِ الصِّيَامُ . (الأشهر الثلاثة : ص75.)
*
3- الدخول إلى باب الريان في الجنة :
عن النبي (صلوات الله عليه وآله) قال :
إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُدْعَى الرَّيَّانَ ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ . (البحار : ج93، ص252.)
*
4- غفران الله تعالى للذنوب ما تقدم منها وما تأخر :
عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال : مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَإِنَّ الصَّائِمَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يُفْطِرَ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ فَيَنْقُضَ صَوْمَهُ ، وَإِنَّ الْحَاجَّ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَرْجِعَ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ يُبْطِلُ حَجَّهُ ، وَإِنَّ النَّائِمَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَنْتَبِهَ مَا لَمْ يَكُنْ يَأْتِ عَلَى حَرَامٍ ، وَإِنَّ الصَّبِيَّ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَبْلُغَ ، وَإِنَّ الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَنْزِلِهِ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ يُبْطِلُ جِهَادَهُ ، وَإِنَّ الْمَجْنُونَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يُفِيقَ ، وَإِنَّ الْمَرِيضَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَصِحَّ .
ثُمَّ قَالَ (عليه السلام) : إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ رَخِيصَةٌ ، فَاشْتَرُوهَا قَبْلَ أَنْ تَغْلُوَ . (الأشهر الثلاثة : ص116.)
*
5- يفتح الله تعالى له ينابيع الحكمة وأبواب العلم
ويبصره بعيوب نفسه ويصلحها ولا يشتغل بعيوب غيره :
عن أمير المؤمنين الإمام علي (صلوات الله عليه) قال :
عن الله تبارك وتعالى أنه قال لنبيه محمد (صلوات الله عليه وآله) في حديث المعراج :
﴿يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَجَاعَ بَطْنَهُ وَحَفِظَ لِسَانَهُ عَلَّمْتُهُ الحِكْمَةَ ، وَإِنْ كَانَ كَافِراً تَكُونُ حِكْمَتُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ وَبَالًا ، وَإِنْ كَانَ مُؤْمِناً تَكُونُ حِكْمَتُهُ لَهُ نُوراً وَبُرْهَاناً وَشِفَاءً وَرَحْمَةً . فَيَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ وَيُبْصِرُ مَا لَمْ يَكُنْ يُبْصِرُ ، فَأَوَّلُ مَا أُبَصِّرُهُ عُيُوبُ نَفْسِهِ حَتَّى يَشْتَغِلَ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ وَأُبَصِّرُهُ دَقَائِقَ الْعِلْمِ حَتَّى لَا يَدْخُلَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ﴾ . (البحار : ج74، ص29.)
*
وطبعاً ، ان الهبة الْإلهية والعطايا الجزيلة مشروطة بالآداب والسنن الصحيحة :
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : لَيْسَ الصِّيَامُ مُجَرَّدَ الِامْتِنَاعِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، بَلْ يَجِبُ أَنْ تَحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ مِنَ الْكَذِبِ وَأَعْيُنَكُمْ مِنَ النَّظْرَةِ الْمُحَرَّمَةِ ، وَلَا تَنَازَعُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ ، وَتَجَنَّبُوا الْحَسَدَ وَالْغِيبَةَ وَالْجَدَلَ وَالْيَمِينَ الْكَاذِبَةَ ، بَلِ الصَّادِقَةَ أَيْضاً ، وَلَا تَسَابُّوا وَلَا تَظْلِمُوا وَلَا تَعْبَثُوا وَلَا تَضْجَرُوا وَلَا تَغْفُلُوا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ، وَاسْكُتُوا عَمَّا لَا يَنْبَغِي لَكُمْ قَوْلُهُ وَاصْبِرُوا وَاصْدُقُوا وَاجْتَنِبُوا أَهْلَ الشَّرِّ وَقَوْلَ السُّوءِ وَالْكَذِبَ وَالِافْتِرَاءَ وَالْخُصُومَةَ مَعَ النَّاسِ وَسُوءَ الظَّنِّ وَالْغِيبَةَ وَالنَّمِيمَةَ ، وَأَقْصِرُوا الْأَمَلَ وَكُونُوا فِي انْتِظَارِ الْفَرَجِ وَظُهُورِ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ (عجل الله فرجه الشريف) وَارْجُوا ثَوَابَ الْآخِرَةِ ، وَتَزَوَّدُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِسَفَرِ الْآخِرَةِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ وَالْخُضُوعِ وَالْخُشُوعِ وَالِاسْتِكَانَةِ وَالِانْكِسَارِ وَالْمَذَلَّةِ ، وَكَمَا يَخَافُ الْعَبْدُ مِنْ سَيِّدِهِ خَافُوا مِنْ عَذَابِ رَبِّكُمْ وَارْجُوا رَحْمَتَهُ . (زاد المعاد : ص79.)