.
أنا غاضب منكِ يا صغيرتي ..
لأنكِ لم تلتزمي بطابور الموت الطويل
ولم تهتمي بالنظام وبالناس الذين يقفون أمامكِ
متجاوزةً ..
كل اولئك الشيوخ ..
الذين يترسب ببطء شعورهم بالوحدة في مجرى دمائهم : كجلطة ليلية
وتلك الأمهات ..
اللواتي عندما يتذكرن أن الابن الذي يردن ندائه : لم يعد هنا
يتكدس اسمه داخل أرحامهن : كأورام والتهابات
وهولاء الجنود ..
الذين نحاول بكل ما أوتينا من بلاغة …
أن نستخدم ثقوب الرصاص في صدورهم : لتنقيط ابجدية البلاد غير المفهومة
واولئك المهاجرين ..
الذين عندما غرقوا في البحار البعيدة
كانت أخر امنياتهم : أن ننتشل جثثهم من دمعة صغيرة فيما لو أنها نزلت عليهم من عين الوطن
والان ايتها الصغيرة ..
عودي الى مكانكِ مع حبلكِ الطويل
وانتظري مع اولئك المتدلين ايضاً من سقوف الغرف الكئيبة والاشجار السرية
كعنقود عنب نادر ..
كان يمكن لو أنه لم يُقطف قبل أن ينضج
أن يعصره العالم ليحوله الى كأس نبيذ
تكفي رشفة منه : أن تنسينا تعب الوقوف في ذلك الطابور الطويل