عن النبي صلى الله عليه واله...(شيعة علي هم الفائزون)

أما دليل العقلي ، فيستند إلى مقدمتين: المقدمة الأولى : ان قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (افترقت أمة أخي موسى إحدى وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار . وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنين وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار . وستفترق أمتي من بعدي ثلاث وسبعون فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار)
(راجع سنن أبي داود 3/896 ، صحيح الجامع الصغير للسيوطي 1/156 ، مشكاة المصابيح 1/61 الدر المنثور 2/286)
وقد ورد الحديث في هذه المصادر بألفاظ مختلفة وبمعنى واحد .ومعنى ذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أشار إلى حدوث اختلاف من بعده تفترق فيه أمته إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وفرقة ناجية . هذه هي المقدمة الأولى .

أما المقدمة الثانية : فلابد من تشخيص الفرقة الناجية ، وتشخيصها هكذا : لما كان المسلمون قد افترقوا إلى عدة مذاهب ، كلها تقول بإمامة أبي بكر وكونه هو الخليفة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، واختلفوا فيما بينهم بالجزئيات ، عدا الفرقة الإمامية الإثنا عشرية فإنها اختلفت معهم في تقديم علي (عليه السلام) ويتلوه أحد عشر إماماً ، يتبين لنا اتفاق جميع الفرق على مشترك واحد وهو تقديم أبي بكر على علي ، في حين أن الإمامية الإثنا عشرية تختلف مع الجميع في تقديم علي (عليه السلام) ، فقد تبين لنا تمييز فرقة واحدة تختلف مع بقية الفرق ، وهو نتيجة قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أن هناك فرقة واحدة لابد أن تختلف مع الجميع وهي الفرقة الناجية ، فثبت أن الإمامية الإثنا عشرية هي المختلفة مع الجميع وبذلك ستكون هي المشار إليها في قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وأنت ترى اليوم إذا استقصيت جميع المذاهب الإسلامية فستجد إنها تقول بإمامة أبي بكر إلاّ إنّها تختلف في الجزئيات عدا المذهب الإمامي الذي لا يقول بإمامة أبي بكر أبداً ، بل إمامة علي (عليه السلام) والاحد عشر من بعده . أمّا بقية الفرق الشيعية ، فتلك أكثرها منقرضة غير موجودة فهي ليست داخلة في مصداق الحديث الشريف ، وما بقي منها كالإسماعيلية والزيدية فهي غير متفقة مع الإثني عشرية ، أما الزيدية فتقول بإمامة أبي بكر ، وأما الإسماعيلية فلا تقول بإمامة اثني عشر إمام… ، فثبت أن المذهب الإمامي هو الذي يختلف عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى وليس له معها أي مشترك آخر في الإمامة ، وهي الحقيقة التي تشاهدها الآن ، فإن جميع الفرق تقول بمشروعية غيرها ، وجميع الفرق في نفس الوقت تتفق على عدم مشروعية الإمامية الإثنا عشرية . فثبت أن الفرقة التي أشار إليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمختلفة مع غيرها مطلقاً هي الإثنا عشرية ، فهي الفرقة الناجية إذن .

أما الدليل النقلي : فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قوله : شيعة علي هم الفائزون .
روي ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص ص 56)، والخوارزمي في (مناقبه الفصل 17)، وأبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء 1/101)، والسيوطي في (الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : أولئك خير البرية)، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة ص 122)، وابن حجر في (الصواعق المحرقة ص 16) .

إلى غير ذلك من مصادر أهل السنة فضلاً عن مصادر الشيعة. ومعلوم أن قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) هم الفائزون تعني هم الناجون ، وشيعة علي هم الذين يقولون بإمامته وإمامة ولده الاحد عشر إماماً وهم الإثنا عشرية .
أضف الى ذلك حديث الثقلين المروي متواتراً في مصادر الفريقين ، الذي يعتبر بمثابة وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأمته وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم ): (إني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا ً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، والمتمسك بهذه الوصية بحذافيرها هم الشيعة .

وكذلك الحديث المشهور المروي في مصادر الفريقين : (يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش ) والفرقة الوحيدة التي تعتقد باثني عشر خليفة وأمير هم الشيعة الذين عرفوا بالاثني عشرية. فثبت أن الفرقة الناجية هم الإثنا عشرية بالدليلين العقلي والنقلي .