هناك من يدعي إن شغور منصبي الداخلية والدفاع، وبعض وزارات الدولة نتيجة الخلافات العميقة على الأشخاص المرشحين،
والتنازع على المكاسب ليس له من تأثير كبير لإمتداد تجربة العراق في ملء الفراغ السياسي، والعمل بالوكالة من قبل رئيس الحكومة،
أو من قبل وزراء آخرين يتولون إدارة وزارات أخرى إضافة الى وزاراتهم الأصلية،
بينما يضع آخرون باللائمة على القوى السياسية المنتفعة من الشغور لأسباب مرتبطة بمصالحها الضيقة وهذا دليل فشل،وربما دليل عجز أيضا،
عدا عن أن الشغور من عدمه لم يعد مهما لأن تلك الوزارات هي في الأصل عاجزة عن تقديم الخدمات الطبيعية لمواطني البلاد ولضعف أدائها المهني المعتاد.
في كل الأحوال فإنه من المعيب تماما أن تبقى وزارات دولة سيادية وخاصة الدفاع والداخلية شاغرتين من منصب الوزير مع مالهما من مسؤولية مضاعفة
في حماية الأمن الداخلي للدولة والدفاع عنها في مواجهة المخاطر الخارجية، ومايتهدد النظام العام ووجود الدولة وهو الأمر الذي يتطلب وعيا مضاعفا من القائمين على شؤون البلاد،
وأهل الحل والعقد فيها لينهوا أزمة التشكيل الحكومي الذي طال إنتظار حسمه، والخروج من النفق المظلم الذي وضعت القوى السياسية نفسها فيها،
ووجد الشعب ومنتسبو تلك الوزارات أنهم ضحايا له لأنهم يعملون دون وجود رأس الهرم الموجه.
هناك شخصيات فذة عسكرية ومدنية يمكن أن تؤدي دورها، وليس بالضرورة أن يكون شخص بعينه شاغل الناس والقوى السياسية، ولابديل عنه، وكأنه الموصوف بقصيدة المتنبي
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذي نظر الأعمى الى ادبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
في الواقع فإنه ليس بالضرورة أن يكون كل ضابط، أو رجل امن قادرا على إدارة مؤسسة أمنية،
بينما من الممكن أن نجد شخصيات مدنية تولت تلك المناصب ونجحت فيها أيما نجاح وتركت بصمة لاتنسى في إطار عمل تلك المؤسسات،
وهناك وهولاء قادرون على تقديم عطاء متميز في ظروف مختلفة، ولكنهم يحتاجون الفرصة ومن المعيب ترك الأمور على حالها والنظر فقط في مصالح زعامات سياسية مصلحية،
أو أحزاب غلبت مصلحتها على مصلحة شعب بأكمله، وعطلت وجوده وطموجه، وجعلته يشعر بالإحباط مع إن عوامل النجاح متوفرة وجاهزة،
ولكن ماذا نقول لمن يرى نجاحه في إدامة الفشل