من كتاب المجانين
ادهم عادل
( رسالة مجنون الى الرب )
اما بعد ..
أسمح لي أيها الصديق العزيز
ان ابعث اليك هذه الرسالة ..
المحمله بالعتب الشديد والزعل والاسئلة ..
وان كنت لا أعرف كيف ستصل أصلاً ؟! ..
فالزاجل لا يصل السماء السابعة
وانت لم ترد ابداً على كل رسائلي السابقة..
ولكني أكتب
و لن أتوقف
لن أتوقف
حتى تظهر عظام سبابتي
او يظهر وجهك الحبيب في السماء معتذراً
في البدء انا لا ألومك
على المجانين
والمشردين
والمعوقين
والمشلولين
والمضطهدين
و المرضى
والعجزة
ولا أعترض على جارتنا الصغيرة
التي ولدت ناقصه الاعضاء ..
ولا أسال عن مغزى
أن يموت الطفل بالطاعون
ولا عن جدوى شلل الاطفال
ولين العظام
واورام الرأس
وسرطان الثدي المبكر
فهذه امور تقنية طينيهة
ومن المؤكد ان لك بها عذر او سبب ..
ولكن !!
كيف تسمح لاسمك
أن يُذكر عند ذبح الاطفال ؟!
كيف تسمح ان يوحّد اسمك
بآذان المذبوحين !!
وأعناق المغتصبات..
كيف لا تشق السماء
كثوب أم شهيد
حينما ترى
الجدائل تُحرق
والنهود تُمزق
والبطون تُبقر
والعيون تُقلع
والنحور تُذبح
والأعناق تُنحر
والصغار تنشق نصفين كالبرتقالة
كل هذا
(لنشر اديانك السماوية )
كما يدعون !
كيف لا تغضب !
عندما تغتصب لحيه ،
تصلي لعضمتك!
(طفلة لاجئة خوفا من عبادك )
لم تدير وجهك
عن موت النازحين
ودمع الخائفين
وأشلاء المهجرين
وأعضاء المذبوحين
ودم المشردين
وأجساد المظلومين
ان كنت تختبئ عنهم
لانك عاجز عن مساعدتهم
فهذا إجحاف لعظمتك !
فانت ( لا تعجز عن شئ )
وان كنت جالساً على عرشك الكبير
ولا (يهمك امرهم ) !
فهذا إجحاف لرحمتك ..
فرحمتك ( وسعت كل شئ)
وان كنت تختبرهم بالبلاء والصبر !
فأتمنى ان يعاد النظر بالامر
فمهما كان الجزاء لن يعوض
بشاعه الفعل الاول ..
ماذا ستخسر ايها الحبيب
لو ظهرت ولو لمرة واحدهة
وبرئت نفسك من كل هذه التهم !
ولو قلت ..
إني لست كما يقولون
لو صرخت غاضباً
أنتم تدعون لرب لا اعرفه ..
فلعمري و قسما بوجهك الكريم
لن ينال كرامتك شيئآ
ولا سيموت حبك فينا
ولا سيقل اعتبارك عندنا ..
نحن محبيك وحافظي سمعتك ..
ايها الصديق القديم ..
انا مضطر الان للمضي ..
فلدي قطه تنتظر عشائها عند الباب ..
واعدك باني لن اقطع الرسائل ابدا ..
#ادهم_عادل
#كتاب_المجانين