قهوجى فى «أولى ابتدائى»: باشتغل 6 ساعات يومياً
الطفل «يوسف»
ما إن انتهت تقييمات الصف الأول الابتدائى، حتى بدأ الطفل يوسف رمضان، 7 سنوات، مهمة جديدة فى حياته، وهى العمل كصبى قهوجى فى مقهى ابن عمه باليومية، لينشغل خلال فترة الإجازة الصيفية عن سفر والده المتكرر، ووفاة والدته وهو صغير.
بجسده الصغير ويديه النحيلتين، يسير «يوسف» ببطء وهو يحمل صينية المشاريب والشيشة التى تكاد تتساوى مع قامته القصيرة، محاولاً إثبات أنه قادر على العمل وعلى قدر المسئولية: «باشتغل 6 ساعات فى اليوم، من الساعة 6 بعد الإفطار لحد السحور». يخفض «يوسف» صوته خجلاً وهو يتحدث عن التعب الذى يشعر به جراء العمل طيلة 6 ساعات يومياً: «رجلى بتوجعنى من كتر الوقوف، لكن بستحمل عشان أتعلم، وعشان مش عايز أقعد فى البيت لوحدى»، مشيراً إلى أن والده اتصل بابن عمه صاحب المقهى وأوصاه عليه: «أنا باشتغل فى الإجازة بس لكن طول السنة بروح المدرسة وأذاكر بس».
والده خارج مصر ووالدته متوفاة ويقيم لدى ابن عمه صاحب المقهى
«وفاة والدته وسفر والده المتكرر، خلوه يحس بالوحدة»، قالها سعودى محمد، ابن عمه وصاحب المقهى: «هو عايش معانا وأبوه اقترح عليّا إنه ينزل يشتغل معايا، هو صغير على الشغل بس أنا وافقت عشان أحسن من قعدة البيت وهو لوحده، وبنشغله فى حاجات خفيفة زى إنه يشوف طلبات الزبائن، يقدم لهم المشاريب، يلم من قدامهم الشيشة، وقلت ممكن يتعلم المهنة ويقدر يعتمد بيها على نفسه فى المستقبل ويكون مش محتاج لمساعدة أبوه».
بدأ «يوسف» العمل منذ أسبوع فقط، وما زال فى طور التعلم والتدريب: «لسه مش معتمدين عليّا بشكل أساسى، فى الطلبات الكبيرة مقدرش أشيل الصينية لوحدى، واحدة واحدة لحد ما أتعلم».