من أهل الدار
تاريخ التسجيل: June-2012
الجنس: ذكر
المشاركات: 25,326 المواضيع: 5,012
صوتيات:
171
سوالف عراقية:
0
آخر نشاط: 11/February/2015
المسافه بين الصفا والمروة تساوي المسافه بين ضريحي الامام الحسين ع والعباس ع
السلام عليكم
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
جميعاً ورحمة الله وبركاته
وصلني إيميل وقد قمت بالتأكد منه قبل ارساله بواسطة برنامج جوجل ايرث
بأن المسافة بين الصفا والمروه هي نفس المسافة
بين ضريح الإمام الحسين وضريح أبو الفضل العباس عليهما السلام
وإليكم الصور
حث ودراسة: ما بين الحسين والعباس كما بين الصفا والمروة !!!
إخوتي الأفاضل ... أضع بين أيديكم المبحث التالي الذي خطه قلم سماحة الشيخ المظلوم (حسين النجاتي) فرج الله كربته وغفر له ، وهو عن تساوي المسافة بين قبري الحسين والعباس عليهما السلام في كربلاء المقدسة مع المسافة بين الصفا والمروة في مكة المكرمة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صلّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمَّد وعجِّل فرجهم والعن أعدائهم
تَساوي المسافة بين قبرًي الشّهيدين الإمام الحسين وأخيه العبّاس مع المسافة بين الصّفا والمروة...
ما هي دلالاته الرّمزيّة .؟؟!!
بحسب البحث العلمي الدّقيق أصبح واضحاً اليوم أنّ المسافة بين قبرَي الإمام الحسين، وأخيه وحامل لوائه أبي الفضل العبّاس في (كربلاء) متساوية ومتطابقة تماماً مع المسافة الواقعة بين جبَلَي (الصفا) و (المروة) في (مكّة)، حيث إنَّ المسافة تساوي في الموقعين (378 متراً).
وهذا يمكن التأكد منه لكل باحثٍ من خلال مراجعة برنامج (غوغل إيرث) العلمي على شبكة الإنترنت.
ولا شكّ في أنّ هذا التساوي حقيقةٌ تستدعي التأمّل والفهم، فما هو السرّ فيه، وما تفسيره؟ كيف حصل؟ هل هناك من رسائل يراد توصيلها للناس من خلال ذلك؟ هل من أمور يجب أن نفهمها منه؟ هل حصول ذلك كان مجرد صدفة عمياء؟ أو لم يكن صدفة بل كان مقصوداً (قصداً بشريّاً عاديّاً) لمن دفن الإمام الحسين وأخاه العبّاس في الموضعين؟ أم لا هذا ولا ذاك، بل هو تدبيرٌ إلهيٌّ يحمل رسالة ربّانيّة واعية؟!
إذاً، نحن أمام احتمالاتٍ ثلاثةٍ يجب أن نبحثها:
1- الصّدفة.
2- التّدبير البشري العادي.
3- التّدبير الإلهي الحامل لرسالةٍ معيّنة.
لا شكّ أنّه لا يمكن أن يكون مقصوداً قصداً بشريّاً عاديّاً لمن دفنهما، إذا فرضنا أنّ من دفنهما كان إنساناً عاديّاً ولم يكن إماماً معصوماً مُسدّداً من عند الله تعالى في كلّ أموره، ولم يكن هناك لطفٌ إلهيٌّ في الأمر بتسديد من دفنهما حتّى تكون المسافة بين مدفنيهما بهذا المقدار.
ومع نفي احتمال القصد البشري، فإمّا ألا يكون الدّافن إنساناً عاديّاً، أو لو كان عاديّاً فالدفن لم يكن في الموضعين إلّا بتدبيرٍ ولطفٍ إلهيٍّ خاص، ليكون لدفنهما ومدفنيهما هناك بتلك المسافة دلالاتٌ رمزيّةٌ عظيمة، أراد الله تعالى أن يقيم الحجّة من خلالها على عبادِه، ويوضّح موقع الشهيدين عنده ومقامهما في الإسلام.
وكيف يمكن للإنسان العادي (مع عدم وجود العناية والتسديد الرّباني) أن يرعى كون الفاصل بين القبرين متطابقاً مع المسافة بين الصفا والمروة بشكلٍ دقيقٍ في ذلك الوقت، مع عدم توفرّ:
أ- أدوات حساب المسافات بشكلٍ دقيقٍ في ذلك الزمان إلى درجة الدّقة التي نراها في المسافة القائمة بين الموضعين (الحرمين / والمسعى) الآن.
ب- ومع الالتفات إلى الوضع الذي كان فيه من أراد دفنهما، حيث الفجيعة العظيمة والإرهاب الأمويّ الشّديد، فكيف يمكن للدَّفَّان (إن كان إنساناً عاديّاً) أن يلتفت إلى مثل هذه الأمور في مثل ذلك الوضع الشديد القسوة والألم، حيث الأجساد الطاهرة المقطّعة كانت مضرّجةً بدمائها في صحراء كربلاء، ولا يقصد الإنسان العادي في مثل هذه الحال إلّا إنجاز الدّفن بسرعة ...
ولا شكّ أيضاً في أن الأمر (تساوي المسافتين) لم يكن مجرّد صدفةٍ، إذ احتمال الصدفة:
أ- احتمالٌ ضعيفٌ في حدّ نفسه، كما تم توضيح ذلك في علوم الإحصاء بشكلٍ أوسع.
ب- ويزداد ضعفاً بتراكم القرائن العمليّة الّتي تُضعف من القيمة الاحتماليّة للصدفة، إلى درجةٍ بحيث يُصبح ذلك الاحتمال بمنزلة المعدوم في الحسابات العمليّة، ولا يُبنى عليه.
وهذه القرائن موجودةٌ هنا، وتتلخّص فكرة القرائن في أننا عند المقايسة بين الموقعين (الحرمين / المسعى) نجد أن هناك أوجه تشابه كثيرة بينهما، مما يولد القناعة بأنّ التشابه بينهما والتّساوي في المسافة لم يأتِ ولم يحصل صدفة، بل جاء في سياقٍ عامٍّ واحدٍ ليقول لنا:
إنّ الموقعين يسيران في مسارٍ واحد، يؤدّيان رسالةً واحدة، يحملان هدفاً واحداً، لا يمكن أن ينفكا ولا أن يُفصل بينهما، فهما في دين محمّد بمثابةٍ واحدة، ولا إسلام من دونهما..
وأمّا القرائن النّافية لاحتمال النافية الصدفة فهي:
ما نجده من التشابه بين الصفا والمروة من ناحيةٍ وبين مرقد الشّهيدين من ناحيةٍ أخرى، ليس في المسافة فحسب، بل في أشياء كثيرة، مما يؤكّد أن التّساوي لم يأتِ صدفةً عمياء، وأمّا أوجه التشابه الأخرى:
1- إنّ قصة الصفا والمروة هي قصة هاجر وسعيها وترددها بين الجبلين بحثاً عن الماء لطفلها إسماعيل العطشان، وهذه من الحقائق التاريخيّة البديهيّة الواضحة، وهي مُدعَّمةٌ بعشرات النصوص والأحاديث المُعتبرة في جميع المصادر الموثوقة لجميع المذاهب الإسلامية.
وعلى سبيل المثال لنقرأ هذا النص:
قد جاء في الحديث الصحيح في كتاب الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني ... عن أبي عبد الله قال:
( إنّ إبراهيم لما خلَّف إسماعيل بمكّة عطش الصّبي، فكان فيما بين الصفا والمروة شجرٌ فخرجت أمّه حتى قامت على الصفا فقالت: (هل بالبوادي من أنيس؟)
فلم يجبها أحد، فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت: (هل بالبوادي من أنيس؟).
فلم تُجَب، ثم رجعت إلى الصّفا وقالت ذلك حتّى صنعت ذلك سبعاً، فأجرى الله ذلك سُنَّة ... ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم.
قال: فرجعت من المروة إلى الصبي وقد نبع الماء...) (1).
وجاء أيضاً في تفسير علي بن إبراهيم القمّي، حديثاً آخر رواه ... عن أبي عبد الله بنفس المضمون (2).
وهناك أحاديث كثيرة بنفس المضمون.
وقصة الإمام الحسين وأهل البيت وأصحابه (ع) في كربلاء مشابهةٌ لذلك، فقد نزلوا في كربلاء لكن مُنعوا من الماء، وعندما انطلق أخوه أبو الفضل العبّاس (ع) إلى مشرعة الفرات حتّى يجلب للأطفال العطاشى شيئاً من الماء في يوم عاشوراء -بناءً على طلب أخيه الحسين - هجم عليه الجيش الأموي من كلّ جانب وقتلوه فسقط شهيداً.
2- إن إسماعيل وإبراهيم كانا من الأنبياء وأولاد الأنبياء (ع)، والحسين وأهل بيته (ع) أيضاً كانوا من أولاد الأنبياء (ع).
3- إن إبراهيم خرج من بادية الشّام مهاجراً موطنه بأمر الله تعالى إلى حيث أراد الله له (مكّة)، وقد كان الهدف الرّباني في ذلك أن يقيم إبراهيم وإسماعيل هناك البيت الحرام، قال تعالى: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (3).
وقال: { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (4).
وكذلك انطلق الإمام الحسين من المدينة المُنوّرة مُهاجراً موطنه إلى حيث أرد الله له (كربلاء) وذلك لإقامة دين الله تعالى، والانتصار لشريعة النبيّ الخاتم محمد ، وقد عبّر عن ذلك في مواقف كثيرة، ومنها في وصيّته الّتي كتبها وسلّمها إلى أخيه محمد بن الحنفيّة،حيث جاء فيها:
(.... وأني لم أخرج أشراً ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين، وهذه وصيّتي -يا أخي- إليك وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) (5).
ومع وجود أوجه التشابه المختلفة هذه مضافاً إلى تطابق المسافة بينهما، فلا مجال لاحتمال الصدفة في التفكير المنطقي والعملي أصلاً. وهكذا اتّضح إن حصول هذا التطابق في المسافة لم يكن مجرّد صدفة.
كما اتّضح من البحث المتقدّم أيضاً أن التطابق في المسافة لم يكن مقصوداً (قصداً بشريّاً عاديّاً) لمن دفن الإمام الحسين وأخيه العبّاس في الموضعين المحدّدين.
والنتيجة: أنّ ذلك لم يحصل إلّا بعنايةٍ إلهيّةٍ خاصّة وتدبيرٍ إلهيٍّ دقيق، وأن ذلك كان مقصوداً لله تعالي لتكون له دلالاته الرّمزيّة الّتي يجب أن تلتفت لها البشريّة، وتقوم بذلك الحجّة عليها، ويتبيّن الحقّ وأهله.
والدّلالات الرّمزيّة لذلك كثيرة، لكن نذكر بعضاً منها:
1- أن الإمام الحسين وأخاه العبّاس موضعان لعناية الله الخاصّة، عنايةً تشبه عناية الله تعالى بأنبيائه إبراهيم وإسماعيل .
بل وهكذا جميع شهداء كربلاء، ولكن بمستوى أضعف، فقد أراد الله تعالى من خلال هذه الإشارة الرّمزيّة أن يبيّن مقامهم عنده وكرامتهم (ع) لديه.
2- أنّ لأرض كربلاء وبقعة الشّهداء -خصوصاً مرقد الشّهيدين الإمام الحسين وأخيه العبّاس - قدسيّةً خاصّةً عند الله تعالى، وأنها مهبط ملائكة الله ومعدن رضوانه، وأنها من مواطن استجابة الدّعاء، وهذا ما أكّدت عليه رواياتنا الكثيرة الّتي لا مجال لنقلها هنا.
كما هو الأمر أيضاً بالنّسبة إلى الصفا والمروة والسعي بينهما الّي هو ركنٌ من أركان الحج الّذي هو ركنٌ من أركان الإسلام.
3- أنه كما لا بدّ وأن يُقصد البيت للحج وللعمرة في جميع شهور السَّنة، كذلك لا بدّ وأن تُقصد كربلاء وتلك القبورة الطاهرة للزيارة والاستلهام منها في جميع أيام السَّنة -خصوصاً في يوم عاشوراء- ولو في العمر مرّة.
4- أنّه كما كان إبراهيم طوع إرادة الله تعالى وتكليفه، لم يتخلّف عن إطاعته في أصعب الأمور والمواقف هو ذَبْح ابنه إسماعيل الّذي كلّفه الله تعالى به كامتحان واختبار له،
قال تعالى: {فلمَّا بلَغَ مَعَهُ السَّعيَ قالَ يا بنيَّ إنّي أرَى فِي المَنَامِ أنّي أذْبَحُك فانظرْ ماذا تَرى قالَ يا أبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَر سَتَجِدُنِي إنْ شَاء اللهُ منَ الصّابِرين، فلمًّا أسْلَمَا وتَلًّهُ لِلْجَبِين,ونادَيْنَاهُ أنْ يا إبْرَاهِيم،قَدْ صَدًّقْتَ الرؤْيا،إنَّا كَذَلِكَ نَجْزِيْ المُحْسِنِين} (6).
كذلك كان الإمام الحسين وأخوه العباس طوع إرادة الله تعالى والإمتثال لتكاليفه في نصرة دين الله تعالى، والاستشهاد في سبيله وتقديم جميع أهل بيتهما قرابين بين يديّ الله تعالى امتثالاً لأمره، بل كان الإختبار فيهما أشدّ وأصعب، حيث انتهى الأمر فيهما استشهادهما وأهل بيتهما عطاشى غرباء في أرض كربلاء، مع أسر عيالاتهم من بعدهم.
5- أنه كما أنّ هجرة إبراهيم مع إسماعيل وأهل بيته (مكّة) كانت لقيام البيت الحرام، وإقامة الدّين والصّلاة هناك، وأصبحت سبباً لظهور الإسلام لاحقاً هناك على يد محمد الّذي هو من ذريّة إبراهيم ، وقد قال تعالى حكايةً عن إبراهيم : {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (7).
كذلك كانت هجرة الحسين مع اهل بيته (ع) وأصحابه إلى (كربلاء)، فهي كانت لإقامة الدّين وإحياء الصّلاة...، ولذا جاء في زيارات الحسين عن أبي عبد الله :
( صلّى الله عليك، أشهد أنّك عبد الله وأمينه، بلّغت ناصحاً، وأدّيت أميناً، وقُتلت صدّيقاً، ومضيت على يقين، لم تُؤثر عمىً على هدىً، ولم تمل من حقّ إلى باطل، أشهد أنّك قد أقمت الصّلاة، وآتيت الزّكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، واتّبعت الرّسول، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته، ودعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة،صلّى الله عليك وسلّم تسليما، وجزاك من صدّيقٍ خيراً عن رعيتك...). (8).
وجاء في الحديث الصحيح في مصادر جميع المذاهب الإسلاميّة هذا الحديث النّبوي المعروف، أنّ النبيّ قال: ( حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبَّ حسينا، حسينٌ من الأسباط). (9).
ومن المعلوم الواضح أن كونهُ من الحسين -كما جاء في حديثه- لا معنى له إلّا أنّ بقاء دينه إنّما هو ببركة جهاد الحسين واستشهاده مع أهل بيته (ع) في سبيل الدّفاع عنه.
فموقع الأمرين وأهميّتهما كبيرةٌ وخطيرةٌ جداً.
المصادر:
1- الكافي 4/202.
2- تفسير القمّي 1/60، 61.
3- البقرة / 127، 128.
4- البقرة / 125.
5- بحار الأنوار 44/ 329، 330.
6- الصّافّات / 102، 107.
7- سورة إبراهيم / 37.
8- الكافي 4/ 573، 574.
9- راجع على سبيل المثال: سنن التّرمذي 5/ الحديث 3864.
منقول وجمع من عدة مواقع وبتصرف