لَهْفَةُ أَب
مَالِي وَقَد حَانَ الوَدَاعُ يَدَانِ
مَالِي سَوى دَمْعِي سَوَى هَذَيَانِي
نَضَبَ الكَلامُ وَلَمْ يَعُدْ فِي مُكْنَتِي
أنْ أَرْدِمَ الأحزانَ بِالاحْزانِ
هَذَا خَرِيفُ العُمرِ يَقرَعُ مَسْمَعِي
وَزُهُورُهُ جَفَّتْ عَلَى أَغْصَانِي
أَتْلُو كِتَابَ اللهِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
وَتَشُدُّ أَزْرِي سُورَةُ (الرَّحْمَنِ)
يَارَبُّ إنَّ بِلَادَنَا مَقْهُورَةٌ
وَبِهَا تُدَاسُ كَرَامَةُ الإنْسَانِ
يَارَبُّ عَفْوكَ فَالمَسَاجَدُ دُمِّرَتْ
وَتَطَايَرَتْ سُوَرٌ مِنَ القُرانِ
فِي كُلِّ يَومٍ عَائِدٌ ٌوَمُسَافِرٌ
وَضَجِيجُ طَائِرَتِينِ فِي آذَانِي !
صَلَّيْتُ فِي عِزِّ الظَهِيْرَةِ أَرْبَعَاً
وَنَسِيْتُ إذْ صَلَّيْتُ فَوقَ ثَمَانِ !
مَنْ قَالَ إنَّ العُنْفَ بَعْضُ سَجِيَّتِي
أَوْأَنَّ قَلبِي قُدَّ مِنْ صوان !!
وَأَنَا إذَا مَسَّ الأَحِبَّةُ أَحْرُفِي
بِعِبيرِهَم هَزَّ العَبِيرُ كَيَانِي
وَأَقُولُ إنّي لا أزَالُ مُعَتَّقَاً
بِالشِّعَرِ مَوْصُولَاً إلى (حَسَّانِ)
عُد بِي إلي أَرضِى الحَبِيبةِ مَرَّةً
أَو أنْ يَعُودَ لِحضنها جُثْمَانِي
عُدْ بِي لِأَحْضن. فِي الصَّبِيْحَةِ قَهْوَتِي
وأُعِيدَ رُوحَ البُنِّ لِلْفِنْجَانِ
عُدْ بِي إلى أَرضي. إلى زَيْتُونِهَا
عُدْ بِي إلى غَنَمِي إلى غُدْرَانِي
إنِّي أَخَافُ عَلَى طُيورِ حَدِيقَتِي
مِنْ طُولِ هَذَا البُعدِ أَنْ تَنْسَانِي
وَأَخَافُ أَنْ تَنْسَى الوُرُودُ َمَلَامِحِي
فَيَجِفُّ عِطرُ الوَردِ حِينَ يَرَانِي
وَأَخَافُ إنْ لَاحَتْ دِيَارُ أَحِبَّتِي
أَلَّا تَصِيحُ. بِهَا سِوَى الغِرْبَانِ
محمود مفلح