سوق اللاعبين... وهازارد ليس لمدريد!!!


د. طلال الحربي - جدة


في نهاية كل موسم تبدأ الإشاعات المتعلقة بانتقال اللاعبين بيعاً وإعارة في عالم المستديرة والأندية، وحقيقة ليس فقط كرة القدم التي تشهد مثل هذا السوق وإنما كل الأندية في الرياضات الجماعية، لكن تبقى كرة القدم سيدة الرياضات وأكثرها شهرة، ولهذا فإن سوق اللاعبين وانتقالاتهم والصفقات المنتظرة هذا الموسم ستكون خيالية قوية جداً، فلدينا العديد من الأندية المحلية والعالمية التي تريد أن تحقق أفضل الصفقات، وكنا قديماً نقول أفضل الصفقات بأقل الأسعار، لكن اليوم فقط أفضل الصفقات وبغض النظر عن الأسعار، لأن حجم العوائد التي تتحقق من وراء الأندية التي تحقق نتائج ممتازة وبطولات وترضي جماهيرها فإنها تحصل على الدعم المالي الذي تريده، ولكن يبقى السؤال لدينا في المملكة من أين نأتي بأموال سوق اللاعبين.
لابد أن نعي جيداً أن تجارة اللاعبين هي تجارة قائمة بحد ذاتها بشروطها وأسسها وقواعدها، ولها محترفوها وخبراؤها وأسيادها، بدءًا من مديري الأعمال واللاعبين والمدربين ووصولاً إلى مديري الصفقات بين الأندية، وهنالك حسابات خاصة بين سعر اللاعب ويشمل حصة اللاعب وحصة ناديه وكم سيحقق من الإعلانات وكم سيبيع ملابس وقمصان ويشارك في الدعايات، والأمر لديهم ليس مجرد عقد، بل هو ثقافة ترويجية مهنية، ولكن الأمر مختلف عندنا عما هو عندهم، فنحن ننظر إلى أمرين كم راتب اللاعب وكم سنجمع من أعضاء الشرف لشراء اللاعب، لكن فكر تسويقي إنتاجي وتحقيق إيرادات لا يوجد للأسف.
نعم هنالك محاولات طيبة مثل الأندية الكبيرة ولديها متاجرها الخاصة بها، لكن لا أعتقد أن مبيعات هذه المتاجر خلال 10 أعوام قادرة أن تحقق صفقة لاعب من العيار المتوسط، وبالتالي فإن الفكرة الآن هي بناء برامج تسويقية لإدارة سوق اللاعبين، والبحث عن كيفية ربط سعر اللاعب، إصافة إلى حاجة النادي له لتحقيق إيرادات إضافية على الأقل تغطي نفقاته هو، شريطة أن يحقق اللاعب مع ناديه النتائج المرجوة، وهنا لا بد من رفع بطاقة حمراء في وجه سياسة إذا خسرنا مباراة أقيل المدرب وألغي عقد اللاعب، لأنها سياسة تضر بمصلحة النادي ككل.
أعلم أن الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم لديهما برامج وتصورات، ولكنني أعتقد أيضاً أنها لم تصل إلى الحد الذي يسمح لنا بانتظار نتائج إيجابية، فلا تزال عقلية السبعينيات من القرن الميلادي الماضي تتحكم في أنديتنا وفي بعض أعضاء الشرف وبعض الإعلاميين الذين مازالوا يتغنون ببطولات حواري وبطولات شركات، وإن كان تاريخياً يجب ألا يُنسى، لكن المستقبل بل والحاضر الآن هو الأهم وهو الواجب الاهتمام به، لا أعلم كيف لنا أن نتطور ونحن في العام 2019م والنصر حقق الدوري بجدارة مستحقة ودراما يعجز عنها أكبر المخرجين والمؤلفين، لكننا لا نزال نسمع من يقول كم للنصر دوري وكم للهلال وهل تحسب بطولات المناطق وكيف صار عالمي ومن هو الزعيم.. إلخ.
وعلى الهامش أختم وأقول: إن صفقة هازارد إلى مدريد قد لا تتم وسنتفاجأ بصفقة أخرى لمدريد لم تكن في الحسبان.