إنّ لموضوع الماء في نهضة عاشوراء أبعاد ومشاهد شتى من قبيل:
الفرات، ونهر العلقمي، والقربة، والعبّاس، والأطفال، وعلي الأصغر،
والشفاه العطشى، ومنع الماء في كربلاء، وإرواء جيش الحر،
وما إلى ذلك.
والتي تؤكد على تسامي النهضة الحسينية
في الالتزام بالقيم والفضيلة والتسامح،
وتسافل العصابة الأموية في الانزلاق نحو الفساد والرذيلة والانتقام.
* * *
لقد ترك استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
وهو عطشان لوعة في قلوب محبّيه جعلتهم يتذكرون عطشه مع رؤية كل نهر أو
عين ماء، ومع تناول أي ماء أو شراب لذيذ، لأن الماء يثير ذكريات عطش يوم
الطفّ ومن استشهدوا فيه وهم خمص البطون ذبل الشفاه.
* * *
قال الإمام الصادق عليه السلام:
"ما شربت ماءً بارداً إلاّ وتذكرت عطش الحسين بن علي".
وعن داود قال كنت عند الإمام الصادق عليه السلام
استسقى الماء فلما شربه، رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي يا
داود لعن الله قاتل الحسين، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين وأهل بيته ولعن
قاتله، إلا كتب الله عز وجل له مائة ألف حسنة وحط عنه مائة ألف سيئة، ورفع له
مائة ألف درجة، وكأنما اعتق مائة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد .. (الكافي ج6 -ص391)
* * *
ولهذا فإن الشيعة يذكرون الحسين عليه السلام عند شرب الماء ويسلّمون عليه قائلين:
السلام على الشفاه الذابلات،
سلام الله على الحسين وأصحابه،
ويكتبون على أماكن توزيع الماء في الصيف وعلى خزانات الماء البارد في أيام محرم: اشرب الماء واذكر عطش الحسين.
وهاهو عطش الحسين "
"يفجر من أعيننا"
"ينايبع الدموع"
"أبدا والله لاننسى عطش الحسين"
نسألكم الدعاء