الحزن الغريب الذي خيم على الشباب
*
ما الذي حدث يا ترى حتى صار الأولاد والبنات (المراهقين وبعض البالغين) محزونين مغمومين مهمومين !؟
لعله قد يجيب علينا أحدٌ من الناس بقوله : (وذلك بسبب الدمار الذي خلّفته الحروب) .
فنجيبه :- نعم ولكن ذلك له فترة محددة وتنتهي أحداثها ويأتي جيل جديد من الناس .
أما الآن فترى بأمّ عينك كيف تخرج الأجيال الجديدة وهي حزينةٌ من دون أي علّة أو سبب !
ولعلك لا تنكر حالات الانتحار التي تزايدت في بلاد أهل المشرق وبلغت ما بلغت في بلاد أهل المغرب !

*
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي محمد وعترته (صلى الله عليهم وسلم) .
أما بعد ... فانَّ الجن قد بدأ يُنشأ علاقات مع البشر ويختلط في حياتهم اليومية .
ونقصد بذلك شبابنا الذي أُصيب بالأمراض النفسية الغريبة !
وذلك لإنَّ طبيعة الخلقة الإنسانية لا توصف من حيث الهيكلية والرَّوحانية ، فهيكله قويٌ به بنى البلدان وعمّرها ، ورَّوْحانيته العالية جعلته يتأثر بأدنى مستويات قوى الخير والشر .
وكيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول : ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ .
فمن تلك الحساسية تأتي إليه كافة قوى الخير والشر .

- فأما مصادر قوى الخير :
الملائكة ، وكيف لا تكون كذلك والله تعالى قال عن الملائكة :
﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ .
فالملائكة لها دور كبير في قلب موازين حياة الإنسان وجعله سعيداً في الدارين ، ولا ننسى مُساهمتها في الدفاع عن الإنسان في أوقات الشدائد والمشاكل ! فمن الملاحظ جداً أنه عند غيابها في أوقات شروق الشمس وغروبها (حيث تعرج ملائكة النهار وتهبط ملائكة الليل وبالعكس أيضاً ، وتحتاج هذه العملية إلى أقل من نصف ساعة تقريباً) يكون الإنسان وقتها أقرب ما يكون إلى المشاكل ومنغصات الحياة الأليمة لغياب قوى الخير المدافعة عنه ، فهي بمثابة درع نوراني لحماية الإنسان .

- وأما من مصادر قوى الشر :
الشيطان الجني ، وكيف لا يكون كذلك والله تعالى قال عن الشيطان :
﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ .
فالشيطان له دوره البارز في بث روح اليأس والبؤس في الحياة وله القدرة أيضاً في إشعال فتنة بين فلان وفلان أو تزيين شيء دنيوي لابن آدم وحتى استدراج بني آدم في شيء معين والذي يجعله مهموماً محزوناً من غير علة أو سبب .