القضاء التركي يلاحق صاحبة
"قواعد العشق الأربعون"

المصدر: العربية.نت



فتح الادعاء العام التركي تحقيقاً مع عدد من الروائيين، ومنهم الكاتبة الشهيرة ألف شفق صاحبة رواية "قواعد العشق الأربعون"، في تهديد قوي لحرية التعبير في تركيا، حسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن ناشطين.
ويأتي هذا التحقيق إثر جدل اشتعل على مواقع التواصل في تركيا حول التحرش بالأطفال، تم خلاله اتهام بعض الروائيين بالترويج لمثل هذه الجرائم.
وتداول ناشطون على "تويتر" مؤخراً صفحة من رواية للكاتب عبدالله شفقي، ما دفع وزارة الثقافة التركية لرفع دعوى ضد الكاتب. وبحسب موقع "أحوال" التركي، يتضمن المقطع المذكور اعتداءات ضد طفل، يرويها المعتدي بنفسه.
وقد تقدمت نقابة المحامين في تركيا بطلب لحظر الكتاب وبملاحقة الكاتب ودار النشر بجرم "استغلال الأطفال والحث على ارتكاب جرائم". وفي هذا السياق، تم اعتقال الكاتب والناشر.
وعلى إثر ذلك، بدأ مستخدمو مواقع التواصل في تركيا بنشر مقاطع من أعمال لكتّاب أتراك آخرين، منهم لألف شفق وعائشة كولين، مطلقين ضدهم نفس الاتهامات الموجهة لعبدالله شفقي.
وفي هذا السياق، أكدت شفق أنها تلقت العديد من الرسائل المسيئة خلال اليومين الأخيرين، بينما طالب نائب عام بالتحقيق في كتبها، خاصة كتاب "نظرات ثاقبة" الصادر عام 1999 و"بنات حواء الثلاثة" الصادر عام 2016.

وقالت شفق إن السلطات في تركيا تركز الآن على الروايات التي تتضمن قصصا عن التحرش بالأطفال، مبديةً استغرابها من هذا الأمر، خاصةً أن تركيا تشهد الآن ازديادا في الجرائم ضد الأطفال والنساء. وتابعت شفق: "المحاكم التركية لا تتخذ إجراءات في هذا السياق. القوانين لم تتغير. في هذا البلد، عندما يجب اتخاذ إجراءات طارئة للتعامل مع التحرش، تلاحق السلطات الروائيين. إنها مأساة كبيرة. باتت كمطاردة الساحرات".
يذكر أنه تمت ملاحقة وتبرئة شفق في 2006 من تهمة "إهانة تركيا"، إثر تحدث إحدى شخصيات رواياتها عن "المجزرة الأرمنية".
وأقّرت الروائية بوجود مقاطع في رواياتها تتحدث عن التحرش بالأطفال، لكنها أكدت أن ذلك لا يعني أنها تحث قراءها على هذه الأفعال.
وأضافت متحدثةً عن السلطات في تركيا: "إنهم لا يلاحظون الفرق. إن كتب روائي عن مواضيع كالتحرش بالأطفال، يقتطعون هذه المقاطع من كتبه ويعتبرون أنه يدافع عن هذه الممارسات.. إنه العكس تماماً. طيلة حياتي، دافعت عن حقوق النساء والأطفال والأقليات. لذا هذه الاتهامات بالنسبة لي لا أساس لها". وأوضحت أن ما يجري حالياً "يعني أنه من الآن فصاعداً لا يستطيع الكتاب أن يتناولوا هذه المواضيع مجدداً".
بدوره، أكد ناشر كتب شفق، دوغان كتاب: "لطالما كانت شفق كاتبة مدافعة عن حقوق النساء والأطفال والأقليات. المواضيع كالتحرش هي جروح مجتمعية. والروايات عادةً تتناول الجروح المجتمعية. ألف شفق هي واحدة من أفضل الروائيين الأتراك الذين رووا قصص ضحايا هذه الأعمال".
وأخيراً، قالت شفق عن زواج القاصرات وغيرها من المشاكل المجتمعية: "نحتاج حركة نسائية قوية وحملة توعية. والأدب يمكن أن يلعب دوراً مهماً في هذا الحوار، لكن الآن باتوا يهاجمون الكتاب".