؟
الجواب :يشير القرآن المجيد في الآية 7 من سورة «طه» إلى علم الله اللآمتناهي، حيث يقول:
(وإن تجهر بالقول فإنّه يعلم السر وأخفى). وهناك نقاش وبحث بين المفسّرين في المراد من «أخفى» هنا:
فذهب بعضهم إلى أنّ السر هو أن يتحدّث إنسان مع آخر بصورة خفيّة، وأخفى: هو أن يحتفظ الإنسان بذلك القول والأمر في قلبه ولا يحدّث به أحداً.
وذهب آخرون: إنّ «السر» هو ما أضمره الإنسان في قلبه، و«أخفى» هو الذي لم يخطر على باله، إلاّ أنّ الله سبحانه مطّلع عليه وعالم به.
وقال ثالث: إنّ «السر» هو ما يقوم به الإنسان من عمل في الخفاء، وأخفى: هي النيّة التي في قلبه.
وقال رابع: إنّ (السر) يعني أسرار الناس، و(أخفى) هي الأسرار التي في ذات الله المقدّسة.
في حديث عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام: «السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثمّ اُنسيته». إنّ هذا الحديث يمكن أن يكون إشارة إلى أنّ ما يتعلّمه الإنسان يودع في مخزن الحافظة، غاية الأمر أنّ إرتباط الإنسان قد ينقطع أحياناً مع زاوية من هذا المخزن، فتنتج حالة النسيان، ولذلك فإنّه إذا ما تذكّر ذلك المنسي بطريقة ما، فسيرى هذا المطلب واضحاً ومعروفاً لديه، وبناء على هذا فإنّ ما ينساه الإنسان هو أخفى أسراره التي اُخفيت في زوايا الحافظة، وقُطع إرتباطه بها بصورة مؤقتة، أو دائمة.
ولكن لا مانع على كلّ حال من أن تُجمع كلّ هذه التفاسير التي ذكرت أعلاه في مفهوم الكلمة ومعناها الواسع