انتفاخ الهلال واختلال توازنه
واختلاف الناس في تحديد الشهر في آخر الزمان
*
عَنْ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) :
يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَرْتَفِعُ فِيهِ الْفَاحِشَةُ ، وَلَتُصَنَّعُ وَتُنْهَتَكُ فِيهِ الْمَحَارِمُ وَيُعْلَنُ فِيهِ الزِّنَا وَيُسْتَحَلُّ فِيهِ أَمْوَالُ الْيَتَامَى وَيُؤْكَلُ فِيهِ الرِّبَا وَيُطَفَّفُ فِي الْمَكَايِيلِ وَالْمَوَازِينِ ، وَيُسْتَحَلُّ الْخَمْرُ بِالنَّبِيذِ وَالرِّشْوَةُ بِالْهَدِيَّةِ وَالْخِيَانَةُ بِالْأَمَانَةِ ، وَيَشْتَبِهُ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَالنِّسَاءُ بِالرِّجَالِ وَيُسْتَخَفُّ بِحُدُودِ الصَّلَاةِ وَيُحَجُّ فِيهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الزَّمَانُ انْتَفَخَتِ الْأَهِلَّةُ تَارَةً حَتَّى يُرَى الْهِلَالُ لَيْلَتَيْنِ ، وَخَفِيَتْ تَارَةً حَتَّى يُفْطَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ فِي أَوَّلِهِ وَيُصَامَ لِلْعِيدِ فِي آخِرِهِ . فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ حِينَئِذٍ مِنْ أَخْذِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى غَفْلَةٍ ! فَإِنَّ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ مَوْتٌ ذَرِيعٌ يَخْتَطِفُ النَّاسَ اخْتِطَافاً حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ سَالِماً وَيُمْسِي دَفِيناً وَيُمْسِي حَيّاً وَيُصْبِحُ مَيِّتاً ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الزَّمَانُ وَجَبَ التَّقَدُّمُ فِي الْوَصِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِ الْبَلِيَّةِ وَوَجَبَ تَقْدِيمُ الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا خَشْيَةَ فَوْتِهَا فِي آخِرِ وَقْتِهَا ، فَمَنْ بَلَغَ مِنْكُمْ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلَا يَبِيتَنَّ لَيْلَةً إِلَّا عَلَى طُهْرٍ ، وَإِنْ قَدَرَ أَنْ لَا يَكُونَ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ إِلَّا طَاهِراً فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنَّهُ عَلَى وَجَلٍ لَا يَدْرِي مَتَى يَأْتِيهِ رَسُولُ اللَّهِ لِقَبْضِ رُوحِهِ ، وَقَدْ حَذَّرْتُكُمْ وَعَرَّفْتُكُمْ إِنْ عَرَفْتُمْ وَوَعَظْتُكُمْ إِنِ اتَّعَظْتُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي سَرَائِرِكُمْ وَعَلَانِيَتِكُمْ وَلا تَمُوتُنَّ إِلّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ .
*
المصدر : (بحار الأنوار : ج93، ص303. عن الأشهر الثلاثة : ص91.)