الدعاء عقيب الصلوات
*
رُوِيَ أَنَّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ رَافِعاً يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ صَلَاتِهِ :
﴿ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَيْكَ زِيَادَةُ الْأَشْيَاءِ وَنُقْصَانُهَا .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَ الْخَلْقَ بِغَيْرِ مَعُونَةٍ مِنْ غَيْرِكَ وَلَا حَاجَةٍ إِلَيْهِمْ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مِنْكَ الْمَشِيَّةُ وَإِلَيْكَ الْبَدْءُ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ قَبْلَ الْقَبْلِ وَخَالِقُ الْقَبْلِ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بَعْدَ الْبَعْدِ وَخَالِقُ الْبَعْدِ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ غَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ وَوَارِثُهُ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا يَعْزُبُ عَنْكَ الدَّقِيقُ وَلَا الْجَلِيلُ .
أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ اللُّغَاتُ وَلَا تَتَشَابَهُ عَلَيْكَ الْأَصْوَاتُ .
كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ فِي شَأْنٍ لَا يَشْغَلُكَ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَأَخْفَى ، دَيَّانُ الدِّينِ ، مُدَبِّرُ الْأُمُورِ ، بَاعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، مُحْيِي الْعِظَامِ وَهِيَ رَمِيمٌ .
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، الَّذِي لَا يَخِيبُ مَنْ سَأَلَكَ بِهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ الْمُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدَائِكَ ، وَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ .
فَقِيلَ لَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ : مَنِ الْمَدْعُوُّ لَهُ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ذَلِكَ الْمَهْدِيُّ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ) ، بِأَبِي الْمُنْبَدِحُ الْبَطِنِ ، الْمَقْرُونُ الْحَاجِبَيْنِ ، أَحْمَشُ السَّاقَيْنِ ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، أَسْمَرُ اللَّوْنِ ، يَعْتَادُهُ مَعَ سُمْرَتِهِ صُفْرَةٌ مِنْ سَهَرِ اللَّيْلِ . بِأَبِي مَنْ لَيْلَهُ يَرْعَى النُّجُومَ سَاجِداً وَرَاكِعاً ، بِأَبِي مَنْ لَا يَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، مِصْبَاحُ الدُّجَى ، بِأَبِي الْقَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى .
ثُمَّ قِيلَ لَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مَتَى خُرُوجُهُ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِذَا رَأَيْتَ الْعَسَاكِرَ بِالْأَنْبَارِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ وَالصَّرَاةِ وَدِجْلَةَ وَهَدْمَ قَنْطَرَةِ الْكُوفَةِ وَإِحْرَاقَ بَعْضِ بُيُوتَاتِ الْكُوفَةِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ لَا غَالِبَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ .
*
المصدر : (فلاح السائل ونجاح المسائل : ص200.)