خريطة طرابزون و المسافة بينها وبين اسطنبول
طرابزون هي واحدة من المدن الكبرى في تركيا وأكبرها في منطقة شرق البحر الأسود، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 770 ألف نسمة (2015) وتبلغ مساحتها 4،664 كيلومتر مربع، وبسبب المناخ الممطر حتى في أشهر الصيف لديها الكثير من الغابات الخضراء والجبال مع العديد من الأنهار والمرتفعات، وهناك طرق رئيسية تربط مدينة طرابزون بمدن أخرى، وميناء كبير لحركة الملاحة الدولية في البحر الأسود ومطار دولي، وتشتهر المدينة بأسماكها وكرة القدم ودير “كنيسة” سوميلا .
مناخ طرابزون وموقعها من اسطنبول
تبعد طرابزون عن اسطنول بمسافة 1063.9 كيلومتر، أي ما يقرب من 12 ساعة و13 دقيقة، وتتميز مدينة طرابزون بالمناخ النموذجي لمنطقة البحر الأسود مع هطول الأمطار بكثرة، وتحت تصنيف مناخ كوبن فإن مناخها شبه استوائي رطب، والصيف يكون دافئ ورطب، ويبلغ متوسط درجة الحرارة القصوى حوالي 26.7 درجة مئوية (80 درجة فهرنهايت) في أغسطس، والشتاء يكون بارد ورطب أيضا، وتكون أدنى درجة حرارة حوالي 5 درجات مئوية (41 درجة فهرنهايت) في يناير، وفصول الصيف في طرابزون أكثر دفئا من التصنيفات المحيطية، ولكن التقلبات الضيقة في درجة الحرارة تجعل تأثيرا كبيرا من البحر، كما هو الحال مع المدن الكبرى الأخرى على ساحل البحر الأسود في تركيا، وتقع طرابزون مباشرة على الواجهة البحرية مما يسمح لـ1-2 درجة مئوية إضافية بما يكفي لتجاوز العتبة لتصنيفها على أنها شبه استوائية .
وبالمقارنة فإن نسبة 1 أو 2 في المائة فقط من المقاطعة تصنف على أنها شبه استوائية، ومعظمها محيطي، وذلك بسبب الزيادة المباشرة في الارتفاع التي تبدأ من الساحل وهي خاصية نموذجية لساحل البحر الأسود في تركيا، وترى محطة طرابزون للطقس أيضا ميولا لمناخ البحر الأبيض المتوسط، ولكن بعد شهر واحد فقط من سقوط الأمطار تصبح أقل من 40 ملم في الصيف ولا تنجح في التأهل، وهطول الأمطار هو الأثقل في الخريف والشتاء مع انخفاض ملحوظ في أشهر الصيف، وهي حالة مناخية مصغرة في وسط المدينة مقارنة ببقية دول المنطقة، وتساقط الثلوج شائع جدا بين شهري ديسمبر ومارس، حيث يتساقط الثلج لمدة أسبوع أو اثنين، ويمكن أن يكون ثقيلا عندما يتساقط الثلوج، ودرجة حرارة المياه كما هو الحال في بقية ساحل البحر الأسود في تركيا، وهي دائما باردة وتتراوح بين 8 درجات مئوية (46 درجة فهرنهايت) و 20 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت) على مدار السنة .
تاريخ طرابزون القديم
عندما قسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين في نهاية القرن الرابع، ظلت طرابزون تحت سيادة الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي سميت لاحقا باسم الإمبراطورية البيزنطية، وعندما بدأت العلاقات والحروب بين البيزنطيين والعرب أطلق العرب على الشعب تحت السيادة الرومانية باسم رم، والمناطق الواقعة تحت السيادة الرومانية باسم ديار آي روم أو ميملكت روم (أرض الروم) الأناضول، كما كانت تحت السيادة الرومانية في ذلك الوقت وكان يذكر باسم ديار آي روم، وفي وقت لاحق منذ أن قبل الأتراك أيضا استخدام كلمة روم كانت تسمى مقاطعة الأناضول Eyalet-i Rum، وفي طرابزون أعطى البيزنطيون أهمية خاصة لها من وجهة النظر العسكرية، وخلال فترة حكم الإمبراطور جستنيان في القرن السادس، تم إصلاح وتوسيع أسوار المدينة بالكامل، وتم فتح طريق من طرابزون إلىبلاد فارس، وتم بناء أكواخ للدفاع عند الانحناءات وبذلت جهود لتأسيس المسيحية بحيث يمكن لقبيلة القادرين أن يكونوا ساكنين على طول الطريق، وبنيت قناطر سانت يوجينيوس .
وفي القرن الثامن دخلت الجيوش العربية المسلمة الأناضول ونزلت إلى طرابزون، وغزت المنطقة المحيطة بالقلعة، ورأوا المعسكرات البندقية لأول مرة، وفي القرن التاسع الميلادي بدأت الجيوش التركية المسلحة المجيء إلى منطقة طرابزون، ودخل الجزء الخارجي من القلعة تحت سيادة الأتراك المسلمين، وداخل القلعة كان لا يزال المستعمرون اليونانيون، وفي هذه الفترة اكتمل بناء كنيسة سانت آن في منطقة أيوفاسيل، وفي القرن العاشر سارعت الإسلاموية خارج القلعة وأصبح الأتراك حولهم مسلمين، واثنان من الطرق الأربعة للغارات السلاجقة التي بدأت في القرن الحادي عشر مرت عبر منطقة البحر الأسود الشرقية، وكانت طرابزون الدولة الأم التركية المسلمة، وكان كانك واحدا من ثماني محافظات في البلاد التي غزاها الأتراك المسلمون في الأناضول واسم تركيا لأول مرة في عام 1081 .
كانت مدينته الرئيسية طرابزون مشتق من كلمة كانك، وعاشت القبيلة بالقرب من منطقة مكا في جنوب طرابزون وانتقلت إلى الغرب، وكان اسم سامسون مع مرور الوقت مشتق من الغرب، وفي النصف الثاني من القرن الحادي عشر كان هناك لطرابزون الجزء الخارجي من القلعة وكان تحت سيادة الدنماركيين، وكان الجزء الداخلي من القلعة تحت سيادة البيزنطيين، وبعد أن بدأت المعارك على العرش في بيزنطة (إسطنبول) في القرن الثاني عشر، تم إزاحة عائلة الكومنوس وهربت ألكسيس الكوبيينوس إلى جورجيا، وأعلن مملكته في جورجيا في 1204، وجاء إلى طرابزون بمساعدة الجورجيين المسيحيين، وأخذ القلعة من الحاكم البيزنطي الذي كان إلى جانبه وجعل طرابزون عاصمة مملكته، وظهرت ولاية طرابزون كما كان الملك مسيحي الأناضول، ودعت الدولة أيضا باسم ولاية طرابزون روم، ولكن الناس الذين لديهم نية للقبض على الأناضول والجهلة الذين خدعوا من قبلهم استخدموا اسم ولاية روم بونتوس .