النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

ما قالته ذات الخمارِ الأسودِ

الزوار من محركات البحث: 178 المشاهدات : 1211 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    فتآة ديِـسَـمْـبر
    تاريخ التسجيل: May-2019
    الدولة: عربيه ..
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,240 المواضيع: 224
    التقييم: 2547
    مزاجي: آلحمـد للهہ على گل حآل
    المهنة: طالبه
    أكلتي المفضلة: آنآ حلوهہ تآگل آلحلويآت
    آخر نشاط: 3/November/2020

    ما قالته ذات الخمارِ الأسودِ

    ما قالته ذات الخمارِ الأسودِ

    الشعر العربي زاخر بأساطير العشق، منها ما هو حقيقة، ومنها ما هو نسج خيال. هناك قصة من أجمل القصص التي رويت شعرًا وعاشت معنا طويلاً -رغم قصر أبياتها- لدرجة أننا تمنينا لو كانت حقيقة. تلك الأسطورة الشعرية أروع أبيات الغزل التي صيغت في العصر الأموي، مما جادت به قريحة الشاعر الزاهد المتعبدِ: ربيعة بن عامر الدرامي، والمُلقب بالمسكين.

    من منا لم يعش مع تلك الأبيات طويلاً:
    قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعلت بناسك متعبدِ
    قد كان شمر للصلاة ثيابه ** حتى وقفت له بباب المسجدِ
    ردي عليه صلاته وصيامه ** لا تقتليه بحق دين محمدِ

    حتى بعدما صرنا نعلم القصة الحقيقة وراء كتابة تلك الأبيات؛ نظل مُحلقين في سماواتها التي ما زادت عن ثلاث سماوات. تُرى من تكون تلك المليحة التي جردت الزاهد من زهده، وخلعت عن الراهب ثوب الرُهبان؟ رغم علمنا بخبر تلك الأبيات وأنها قيلت كدعاية للخُمر السوداء التي كانت لا تلقى رواجًا لدى نساء المدينة؛ إلا أننا وحتى يومنا هذا مازلنا محدقين بتلك الرواية الخيالية، ولم تغب عن تصورنا تلك "المليحة".

    ماذا لو كانت القصة حقيقة؟ وماذا لو كانت تلك "المليحة" على نفس الدرجة من الشاعرية والبلاغة؟ تُرى ما قد يكون ردها؟ ربما كانت لتقول:

    قُل للناسك المتعبدِ
    من بعد زهدك ما لي غير الأسودِ
    ما إن رأيتك للصلاة مشمرًا
    حتى هرعت صوب المسجدِ
    ما جئت أرجو فتنتك
    لكن جوارًا في رحاب المسجدِ



  2. #2
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22063
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62
    اولا شكراا لطرحك الغالي
    انستي الفاضله ان قصة كتابة الشعر الذي تفضلتي به ليس من نسج الخيال
    انما قصة حقيقية ومعروفه في كل الكتب القديمة
    لنبداء من البداية

    هو ربيعة بن عامر التميمي، الشهير بــمسكين الدَّارمي، وهو أحد سادات قبيلة بني دارم الّتي كانت تُوجد في العراق في عهد الدولة الأمويّة، برز فيها شعراء مُجيدون، أشهرهم على الإطلاق: الفرزدق.
    وسبب تلقيبه بالمسكين هو بيت شعر قاله:
    أنا مسكين لمَن أنكرني —ولِمَنْ يعرفني جدٌّ نَطِق
    ويمن المرجّح أنّه وُلد في عصر الخلافة الراشدة، وتُوفّي سنة 89 للهجرة، المصادفة للسنة 708 من الميلاد.
    وكانت له صلات وثيقة مع معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد؛ فكان يفِدُ بين الفينة والفينة إلى دمشق مادحًا خلفاءها، ونجد في شعره مقاطع في مدحهما.
    شمل شِعر الدَّارمي كافّة أغراض الشعر المعروفة في عصره من فخر وحماسة وهجاء ورثاء ومدح وغزل، لكنّ جاء في باب الحكمة والأمثال.
    حسب روايتيْ ابن حجّة الحموي في كتابه ثمرات الأوراق، وأبو الفرج الأصفهاني في كتابه الشهير الأغاني:
    “قَدِمَ تاجرٌ إلى المدينة يَحمِلُ مِن خُمُرِ العراق، فَباعها كُلَّها إلا السود، فشكا إلى الدارِمي ذلك. وكان الدارِمي قَد نَسكَ وتَعبَّدَ، فَعمل أبيات وأُمِرَ مَن يملك صوتًا رائعًا، يُغَنِّي بِهما في المدينة:
    فشاعَ الخبرُ في المدينة أنَّ الدارِمي رَجعَ عَن زُهدِه وتَعشَّقَ صاحِبةَ الخِمارِ الأسود، فَلم يَبقَ في المدينة المنوّرة فتاة أو سيّدة، إلّا اشترت لها خماراً أسود. فلمّا أنفذ التاجر ما كان معه رَجعَ الدارمي إلى تَعَبُّدِه وعَمدَ إلى ثِيابِ نُسكِه فَلَبِسَها.

    في القرن العشرين اشتهرت القصيدة بصوت المطرب الأسطورة صباح فخري إلى درجة اقترانها به، إلّا أنّه لم يغنّي قصيدة الدارمي كما هي، بل غنّى النسخة المنقّحة منها إن جاز لنا القول.
    فهذه الأغنية في صيغتها المعاصرة تعود إلى عمل جمع بين الفنّانيْن العراقيّيْن أحمد الخليل وشعوبي إبراهيم. فعندما أراد أحمد أن يلحّنها من جديد طلب من شعوبي أن يضيف إليها بعض الأبيات.

    فعمل شعوبي إبراهيم على تخميسها، فأصبحت بُنية القصيدة وكلماتها على هذا النحو:
    يا داعياً لِلّهِ مرفوع اليدِ
    متضرّعًا متوسّلاً بالمُنجد
    يا طالبًا منه الشفاعة في غدِ
    قُلْ للمليحة في الخمار الأسودِ — ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ
    وبعد هذا التخميس وزيادة أبيات القصيدة، أضاف عليها الملحّن أحمد الخليل نكهة صوفيّة خالصة من مقام السيكا العراقي لتتناسب مع كلمات القصيدة، ولم يُسجّل هذا اللحن بعد زيادة أبياتها إلى أن قامت الباحثة الموسيقيّة فاطمة الظاهر بتسجيلها.
    وقد غنّاها مُطربون كُثرٌ، كلّ بطريقته الخاصّة. لعلّ أبرزهم صباح فخري وسلاطين الطرب وناظم الغزاليوهيام يونس وغالية بن علي وأميمة الخليل والفنّانة الموريتانيّة ديمي منت أبا، وغيرهم كثيرون…

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2
    حلوو

    شكرا ع الطرح الرائع

  4. #4
    من أهل الدار
    فتآة ديِـسَـمْـبر
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حہيہدر الہبغہداديہ مشاهدة المشاركة
    اولا شكراا لطرحك الغالي
    انستي الفاضله ان قصة كتابة الشعر الذي تفضلتي به ليس من نسج الخيال
    انما قصة حقيقية ومعروفه في كل الكتب القديمة
    لنبداء من البداية

    هو ربيعة بن عامر التميمي، الشهير بــمسكين الدَّارمي، وهو أحد سادات قبيلة بني دارم الّتي كانت تُوجد في العراق في عهد الدولة الأمويّة، برز فيها شعراء مُجيدون، أشهرهم على الإطلاق: الفرزدق.
    وسبب تلقيبه بالمسكين هو بيت شعر قاله:
    أنا مسكين لمَن أنكرني —ولِمَنْ يعرفني جدٌّ نَطِق
    ويمن المرجّح أنّه وُلد في عصر الخلافة الراشدة، وتُوفّي سنة 89 للهجرة، المصادفة للسنة 708 من الميلاد.
    وكانت له صلات وثيقة مع معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد؛ فكان يفِدُ بين الفينة والفينة إلى دمشق مادحًا خلفاءها، ونجد في شعره مقاطع في مدحهما.
    شمل شِعر الدَّارمي كافّة أغراض الشعر المعروفة في عصره من فخر وحماسة وهجاء ورثاء ومدح وغزل، لكنّ جاء في باب الحكمة والأمثال.

    فشاعَ الخبرُ في المدينة أنَّ الدارِمي رَجعَ عَن زُهدِه وتَعشَّقَ صاحِبةَ الخِمارِ الأسود، فَلم يَبقَ في المدينة المنوّرة فتاة أو سيّدة، إلّا اشترت لها خماراً أسود. فلمّا أنفذ التاجر ما كان معه رَجعَ الدارمي إلى تَعَبُّدِه وعَمدَ إلى ثِيابِ نُسكِه فَلَبِسَها.

    في القرن العشرين اشتهرت القصيدة بصوت المطرب الأسطورة صباح فخري إلى درجة اقترانها به، إلّا أنّه لم يغنّي قصيدة الدارمي كما هي، بل غنّى النسخة المنقّحة منها إن جاز لنا القول.
    فهذه الأغنية في صيغتها المعاصرة تعود إلى عمل جمع بين الفنّانيْن العراقيّيْن أحمد الخليل وشعوبي إبراهيم. فعندما أراد أحمد أن يلحّنها من جديد طلب من شعوبي أن يضيف إليها بعض الأبيات.

    فعمل شعوبي إبراهيم على تخميسها، فأصبحت بُنية القصيدة وكلماتها على هذا النحو:
    يا داعياً لِلّهِ مرفوع اليدِ
    متضرّعًا متوسّلاً بالمُنجد
    يا طالبًا منه الشفاعة في غدِ
    قُلْ للمليحة في الخمار الأسودِ — ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّدِ
    وبعد هذا التخميس وزيادة أبيات القصيدة، أضاف عليها الملحّن أحمد الخليل نكهة صوفيّة خالصة من مقام السيكا العراقي لتتناسب مع كلمات القصيدة، ولم يُسجّل هذا اللحن بعد زيادة أبياتها إلى أن قامت الباحثة الموسيقيّة فاطمة الظاهر بتسجيلها.
    وقد غنّاها مُطربون كُثرٌ، كلّ بطريقته الخاصّة. لعلّ أبرزهم صباح فخري وسلاطين الطرب وناظم الغزاليوهيام يونس وغالية بن علي وأميمة الخليل والفنّانة الموريتانيّة ديمي منت أبا، وغيرهم كثيرون…
    شكرا لك على هذا الرد الجميل حيدر افدتني حقا

  5. #5
    من أهل الدار
    فتآة ديِـسَـمْـبر
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى مخمليةة مشاهدة المشاركة
    حلوو

    شكرا ع الطرح الرائع
    نورتي حبيبتي

  6. #6
    صديق نشيط
    متمرد
    تاريخ التسجيل: June-2017
    الدولة: المعمورة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 305 المواضيع: 13
    التقييم: 390
    مزاجي: حار
    أكلتي المفضلة: كنتاكي
    موبايلي: ايفون 7
    آخر نشاط: 1/October/2024
    شكرا على الطرح

  7. #7
    من أهل الدار
    فتآة ديِـسَـمْـبر
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amgad Amgad مشاهدة المشاركة
    شكرا على الطرح
    شكرا لك أمجد على المشاركة

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال